أخبار يوم ١٣ آذار
أخبار يوم ١٣ آذار
رووداو ديجيتال:نفذت هجمات صاروخية طالت عدة مناطق في أربيل، ويقول مراسل رووداو انه من غير المعروف بعد ما إذا كانت الهجمات استهدفت مطار اربيل او القنصلية الاميركية الجديدة في المدينة.
١-شفق نيوز………
كشف مصدر مطلع عن تفاصيل اجتماع الإطار التنسيقي للكتل الشيعية الذي عقد بعد ظهر اليوم وأبلغ المصدر وكالة شفق نيوز؛ ان الاجتماع شهد مناقشة مرشح الكتلة الصدرية جعفر الصدر وآلية تمريره بسلة واحدة.وأضاف أن الإطار التنسيقي أرجأ اتخاذ القرار النهائي لحين عقد اجتماع مباشر مع الصدر الذي سيحدد قريبا جدا وبعد التشاور ايضا عبر اتصال او مبعوث للحنانة.وأشار المصدر؛ إلى أن المجتمعين لم يمانعوا من تسلم جعفر الصدر منصب رئيس الوزراء، بل دعموا ذلك.ولفت إلى أن المالكي اتصل بالصدر عقب الاجتماع لابلاغه بالتطورات، وعلى ضوء ذلك الصدر سيكون في بغداد خلال 72 ساعة، ولا يستبعد المجيء يوم غد للاجتماع مع الاطار.وتابع المصدر؛ أن الاتصالات والمباحثات ستستمر الليلة بين الزعامات الشيعية لتسريع وتيرة الاتفاق وإنهاء قضية حوار تشكيل الحكومة القادمة.وزاد المصدر؛ أن اطرافاً في الإطار التنسيقي طرحت اسم المالكي ليكون نائباً لرئيس وزراء في الحكومة القادمةوعقدت قوى الإطار التنسيقي الشيعي، اجتماعاً في وقت سابق اليوم الجمعة بمنزل هادي العامري، وذلك بعد يوم من مباحثات هاتفية اجراها مقتدى الصدر مع نوري المالكي، اذاب بها جليد التصدع الحاصل بين الإطار والتيار الصدري، والذي تسبب بتعثر تمرير الحكومة الجديدة.وقال مصدر سياسي لوكالة شفق نيوز، إن اللقاء يحضره المالكي وقادة في الإطار، لبحث تفاصيل المكالمة الهاتفية مع الصدر، والتطورات اللاحقة في المشهد السياسي.وكان مصدر سياسي مطلع، كشف عن تفاصيل التطورات السياسية التي جرت مساء الخميس، والتي والتي شهدت كسر العزلة السياسية بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي الذي يشكل أحد أقطاب الإطار التنسيقي.
٢-بغداد: «الشرق الأوسط»
فاجأ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر شركاءه في «التحالف الثلاثي» وخصومه في «الإطار التنسيقي» حين أجرى اتصالاً هاتفياً مع نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء الأسبق. فالصدر ومنذ بدء المفاوضات بين الكتل السياسية حتى قبل بناء التحالفات كان قد وضع «فيتو» على المالكي، الفائز الشيعي الثاني، بعد الكتلة الصدرية، في انتخابات أكتوبر (تشرين الأول) 2021.ورغم اللقاءات التي عقدت بين الصدر وقادة الإطار التنسيقي الذي يضم القوى الشيعية التي اعترضت لعدة شهور عبر المظاهرات والاحتجاجات والدعاوى القضائية على نتائج الانتخابات (الفتح ودولة القانون وعصائب أهل الحق وقوى الدولة والنصر وعطاء)، فإن العقدة التي كانت تحول دون حصول اتفاق بين التيار والإطار كان المالكي. فالصدر الذي فاجأ «الإطار» حين جاء إلى بغداد ليعقد مع قادته اجتماعاً في منزل هادي العامري بعد ظهور نتائج الانتخابات بفترة وشيكة لم يتوصل معهم إلى اتفاق بسبب المالكي.وبعد أيام من عودته إلى مقره في الحنانة بمدينة النجف دعا خصومه الإطاريين إلى زيارته في النجف مشترطاً عدم حضور المالكي، لكن قادة الإطار التنسيقي رفضوا هذا العرض منطلقين من أن استفراد الصدر بهم بعد موافقتهم على عزل المالكي يجعلهم في موقف أضعف مما لو استمروا متماسكين، لا سيما أن المالكي يملك وحده نصف المقاعد التي يملكونها جميعاً بعد خسارتهم المدوية في الانتخابات.وبسبب إصرار الصدر على عزل المالكي، أوكل قادة الإطار التنسيقي مهمة التفاوض مع الصدر إلى زعيم الفتح هادي العامري الذي يملك علاقة شخصية جيدة مع زعيم التيار الصدري. جهود العامري باءت بالفشل ولم يتمكن من إقناع الصدر بمشاركة المالكي في دعوته لحكومة أغلبية وطنية. في هذه الأثناء زاد المشهد تعقيداً بعد إخفاق البرلمان في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وإخفاق الكرد في الاتفاق على مرشح متفق عليه بينهم. خرج الجميع مما كان مجرد عنق زجاجة غالباً ما كان يدخله الجميع في كل الأزمات السياسية السابقة لكنهم كانوا في الوقت بدل الضائع وبضغط إقليمي، في الغالب من إيران، يخرجون منه وكل واحد منهم راضٍ عن الغنيمة بعدد من الحصص الوزارية. الأمر اختلف في هذه الانتخابات، حيث وصل المشهد السياسي إلى ما بات يصنف بأنه «انسداد سياسي».التقط الزعيم الكردي مسعود بارزاني رأس خيط هذا الانسداد في محاولة منه لفتحه حين أطلق مبادرة تهدف إلى إقناع الصدر رفع «الفيتو» عن المالكي لكي تمضي الأمور التي هي من وجهة نظر بارزاني، حليف الصدر في «التحالف الثلاثي» مع محمد الحلبوسي وخميس الخنجر نحو انتخاب مرشحه لرئاسة الجمهورية هوشيار زيباري قبل ضربات المحكمة الاتحادية الموجعة بحق بارزاني وحزبه (الديمقراطي الكردستاني) ومرشحه هوشيار زيباري.فشلت مبادرة بارزاني التي حملها إلى الحنانة ابن أخيه نيجرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان برفقة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وزعيم تحالف السيادة خميس الخنجر. حصلت مفاجأتان لم تكونا متوقعتين؛ الأولى خاطب الصدر نيجيرفان بارزاني، قائلاً «لماذا لم ترشح إلى منصب رئيس الجمهورية لا سيما أن لغتك العربية جيدة؟»، مضيفاً أنه لو كان فعل ذلك «لكنا صوتنا لك». لم يعلق زيباري، لكن مسعود بارزاني التقط رأس الخيط في هذه المجاملة التي بدت وكأنها اعتراض ضمني على زيباري، لا سيما أن الصدر أتبعها بتغريدة بدت أنها ليس لصالح زيباري حين أعطى ما بدا أنه ضوء أخضر للصدريين لعدم التصويت له في حال لم تثبت براءته من التهم الموجهة إليه. ثم سرعان ما جاء قرار الاتحادية بإقصاء زيباري، حيث بدأ المشهد يتعقد أكثر بين الطرفين لكن بصمت.قبل تداعيات تعقيد المشهد لا بد من الإشارة إلى المفاجأة الثانية التي تمثلت في مهاجمة زعيم تحالف السيادة خميس الخنجر في ضريح الإمام علي بن أبي طالب عند قيام الوفد الذي زار الحنانة بتأدية مراسم الزيارة. وفيما لم يعر تحالف السيادة السني أهمية لما تعرض له زعيمه من هجوم داخل الصحن الحيدري فإن مسعود بارزاني لم يتحمل ما جرى سواء لخاله هوشيار زيباري الذي أُقصي من سباق الترشح للرئاسة أو القرار المفاجأة الذي أصدرته المحكمة الاتحادية حين أعلنت عدم دستورية قيام كردستان ببيع النفط بعيداً عن المركز.ومن أجل قراءة المشهد وتداعياته فإنه وطبقاً لما حصل، بدءاً من قيام الصدر بالاتصال المفاجئ بالمالكي، فضلاً عن اتصاله بزعامات التحالف الثلاثي (مسعود بارزاني ومحمد الحلبوسي)، يقول مصدر سياسي قريب من الكواليس لـ«الشرق الأوسط» إن «الصدر ألغى دور العراب الذي كان يقوم في الماضي بترتيب الأمور ومن ثم يتم التوافق بين الجميع بصرف النظر إن كان هذا العراب خارجياً أم داخلياً بحيث بات اليوم هو الذي يتصرف ويفاوض بدليل مجيئه إلى بغداد أكثر من مرة واتصالاته الهاتفية». ورداً على سؤال بشأن توقيت هذا الاتصال بما في ذلك رفع «الفيتو» عن المالكي يقول: «هناك أمور كثيرة حصلت خلال الفترة الأخيرة من بينها تراجع العلاقة بين الصدريين والحزب الديمقراطي الكردستاني التي تكاد تكون وصلت إلى حافة حرجة لا سيما بعد قرارات المحكمة الاتحادية وعدم اعتراف بارزاني وحكومة الإقليم بقراراتها»، مضيفاً أن «الأمر نفسه انسحب على الموقف من تحالف السيادة، خصوصاً أن الصدر انزعج كثيراً من الصورة التي جمعت زعيمي تحالف السيادة الحلبوسي والخنجر مع الرئيس التركي إردوغان بحضور مدير مخابراته».ويمضى المصدر السياسي إلى القول إنه «بعد هذه الأمور بالإضافة إلى تصاعد النقمة الشعبية بعد ارتفاع الأسعار وتأخير تشكيل الحكومة نتيجة للفشل في انتخاب رئيس للجمهورية قرر الصدر قلب المعادلة على الجميع وإعادة بناء التحالفات»، مبيناً أن «الاتصال بالمالكي يأتي في هذا السياق، وهو ما يعني أن الأمور سوف تأخذ سياقاً آخر مع الإطار التنسيقي الشيعي، مما يمكن أن يمهد للوصول إلى تفاهمات، خصوصاً أن الصدر طرح على المالكي ابن عمه جعفر محمد باقر الصدر سفير العراق الحالي في لندن مرشحاً لرئاسة الوزراء». وطبقاً لما أعلن فإن المالكي أبلغ الصدر أن تسمية المرشح لرئاسة الوزراء هي شأن خاص بتحالفه الإطار التنسيقي.الإطار التنسيقي من جهته قرر عقد جلسة خاصة لمناقشة تداعيات اتصال الصدر بالمالكي وماذا يمكن أن يترتب عليه بما في ذلك ترشيح جعفر الصدر لرئاسة الحكومة، حيث إن من بين ما يمكن أن يترتب على ذلك هو السؤال التالي: هل يدفع الصدر ثمن ترشيح ابن عمه الصدر لمنصب رئيس الوزراء؟ بمعنى هل يتنازل الصدر عن 30 مقعداً هي نقاط رئيس الوزراء المعمول بها مقابل أن يأخذ حصصاً وزارية بالنقاط الـ45 المتبقية له أم لا؟ في ضوء الإجابة عن هذا السؤال من قبل الصدر أمام قادة الإطار التنسيقي سوف تتحدد معالم الطريق للفترة المقبلة، انسداد قد يجر تداعيات يمكن أن تؤدي إلى حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة أم عنق زجاجة جديد يخرج منه الجميع بأكثر الخسائر وأقل الأرباح؟
٣-موسكو: رائد جبر - واشنطن: علي بردى - أنقرة: سعيد عبد الرازق
صعّدت روسيا لهجتها ضد الولايات المتحدة أمس، واتهمتها بـ«نشر مختبرات لصناعة أسلحة جرثومية وبيولوجية في أوكرانيا». ونشرت وزارة الدفاع الروسية تفاصيل قالت إنها حصلت عليها خلال العمليات العسكرية في أوكرانيا، حول مشروع أميركي ضخم لتطوير أسلحة محرمة، تم تنفيذه بمشاركة مختبرات في كييف وخاركيف وأوديسا. وقالت وزارة الدفاع إن البنتاغون أبدى اهتماماً بالحشرات التي تحمل العدوى خلال التجارب في أوكرانيا، وتم نقل أكثر من 140 حاوية بها براغيث وقراد إلى الخارج من المختبر البيولوجي في خاركيف، قبيل اقتراب القوات الروسية من المنطقة. ولوّحت موسكو باللجوء إلى محكمة دولية في هذا الملف.وعلى الفور، نفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن هذه الادعاءات «الكاذبة»، متهمةً روسيا بمحاولة إيجاد ذريعة لاستخدام الأسلحة المحرمة دولياً في سعيها لإخضاع أوكرانيا الجمهورية. وقال البيت الأبيض إن الادعاء الروسي «منافٍ للعقل»، ويمكن أن يكون جزءاً من محاولة روسيا لوضع الأساس لاستخدامها لأسلحة الدمار الشامل ضد أوكرانيا. وقالت الخارجية الأميركية إن «روسيا لديها سجل طويل وموثق جيداً في استخدام الأسلحة الكيماوية، بما في ذلك محاولات الاغتيال وتسميم أعداء الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين السياسيين مثل أليكسي نافالني»، فضلاً عن دعم استخدام القوات السورية لهذه الأسلحة. وجاء هذا السجال الأميركي - الروسي، تزامناً مع فشل إحراز تقدم في أوكرانيا على الصعيدين الميداني - العسكري والسياسي، وانتهاء محادثات وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني ديمتري كوليبا، في مدينة أنطاليا التركية، أمس من دون تحقيق اختراق.في غضون ذلك، باشرت روسيا التحضير لتأميم أصول الشركات الغربية الكبرى التي انسحبت من الأسواق الروسية أخيراً. وأُعلن أمس، عن وضع قائمة تضم 59 شركة تحضيراً لتأميمها بسبب «توقفها عن العمل في روسيا». وأعلن مسؤولون أن القائمة يمكن أن تتسع لتشمل شركات أخرى. وقال الكرملين إن موسكو تدرس «الخيارات كافة» للرد على العقوبات المفروضة على روسيا وتتحسب لجميع السيناريوهات.
٤-الجزيرة /واشنطن- مع دخول المعارك في أوكرانيا أسبوعها الثالث، واستمرار تقدم القوات الروسية من عدة محاور في محاولة للسيطرة على العاصمة كييف، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بشن حرب اقتصادية على بلاده، فيما وعد وزير خارجيته سيرغي لافروف بمواصلة العملية العسكرية.ولم تؤدّ المباحثات -التي جمعت وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا، في مدينة أنطاليا جنوبي تركيا- إلى أي تقدم باتجاه وقف إطلاق النار، في الوقت الذي يستمر فيه ضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الغرب لفرض منطقة حظر طيران فوق بلاده أو مدّه بمقاتلات متقدمة. في هذه السياق، حاورت الجزيرة نت خبيرين في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية، حول مآلات الحرب ونطاقها الزمني المتوقع، في الوقت الذي لم تتضح فيه بعد أهداف العملية العسكرية الروسية في جانبها العملي والعملياتي داخل الأراضي الأوكرانية.
نصر سريع لم يتحقق
ترى أستاذة العلاقات الدولية بجامعة ميسيسبي الأميركية سوزان هانا آلين أن "الروس توقعوا نصرا سريعا، وبعد الفشل المبدئي في حملتهم، يتحولون الآن إلى تكتيكات تركز على إرهاب المدنيين بدلا من مجرد محاولة هزيمة الجيش الأوكراني، أو الاستيلاء على المباني الحكومية".وبحسب آلين -وهي متخصصة في الشؤون الأمنية والإستراتيجية- فإن القادة العسكريين الروس يجدون أنفسهم في موقف صعب بعدما كشفت خبرة الأسبوعين الماضيين أن توقعاتهم بشأن صعوبة المهمة في أوكرانيا غير صحيحة.وتشير الخبيرة الأميركية إلى تقارير متزايدة تتحدث عن انخفاض الروح المعنوية بين الجنود الروس، فهم لم يكونوا مستعدين للمهام التي طلبت منهم، واعتقدوا أن الأوكرانيين سيكونون سعداء برؤيتهم، وكان الواقع عكس ذلك.من جهته، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة كارولينا الشمالية البروفيسور نافين بابات أن العقوبات الصارمة على روسيا تضع بوتين في موقف صعب يحتاج فيه إلى الانتصار بسرعة أو مواجهة النقص في السيولة النقدية. كما أنها تفرض تكاليف كبيرة على شعبه وعلى دائرة حلفائه.ويعتقد الخبير في دراسات الحرب والسلام بابات أن ما يأمل فيه بوتين هو نزع سلاح أوكرانيا بسرعة وتنصيب حكومة موالية له، وهذا من شأنه أن ينهي الصراع بسرعة.
عودة الحياة لحلف الناتو
وترى الخبيرة الأميركية آلين أن الرئيس الروسي أساء قراءة قوة حلف شمال الأطلسي "الناتو" (NATO) بالنظر إلى واقعه الضعيف خلال سنوات حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث عرف الحلف الكثير من الشكوك حول مهامه وجدوى بقائه، لدرجة أن ترامب اعتبره من الماضي، في حين أشار إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالحلف "الميت سريريا".وتوضح بقولها: من هنا جاءت تهديدات بوتين النووية مناسبة لهذه الطرح، وأضافت "من المفارقات أن هجوم بوتين على أوكرانيا أعطى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو شعورا بقوة المصالح المشتركة أكبر مما كان عليه الوضع قبل عقد من الزمن، وبدلا من تدمير النظام القائم في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فإن تصرفات بوتين قد تعزز الوضع الراهن على المدى الطويل".وتقول أيضا "الواضح أن بوتين أساء تقدير مدى وحدة وقوة وصرامة الردود الأميركية والأوروبية على العملية العسكرية. وخلال سنوات حكم ترامب، طُرحت الكثير من الأسئلة حول أهمية الناتو، وقوة العلاقات بين دول الحلف، وقد أظهرت هذه الأزمة أن صانعي السياسات الأوروبيين والأميركيين لا يزال لديهم رؤى مماثلة ودرجة عالية من الاستعداد للعمل معا لمواجهة التهديدات المشتركة".وتعتقد الخبيرة بالشؤون الأمنية أن بوتين قلل إلى حد كبير من استعداد نظيره الأميركي جو بايدن وقدرته على العمل مع القادة الأوروبيين، وقلل بنفس القدر من شأن استعداد وقدرة القادة الأوروبيين مثل المستشار الألماني أولاف شولتز، أو الرئيس الفرنسي، على العمل معا والتصرف بحزم.
إطالة القتال تكلّف الكثير
وبشأن العقوبات المفروضة على موسكو، تضيف آلين أنه يمكن للعقوبات الغربية أن تحدّ من حجم الإجراءات التي قد تتخذها روسيا طالما بقي الغرب في حالة جيدة من التنسيق والعمل معا.كما يرى البروفيسور بابات أن التعهد بفرض عقوبات لم يردع روسيا عن مهاجمة أوكرانيا، ورغم ذلك فإنه من المرجح أن يكون بوتين قد أساء تقدير موقف الأوروبيين، فالسوق الأوروبية هي الأكبر لصادراته من النفط والغاز التي تعتبر حاسمة للاقتصاد الروسي. كما اعتقد أنه سيتمكن من إجراء معاملات مع المصارف الأوروبية ومواصلة استخدام نظام سويفت للتحويلات المالية.ومع انضمام الأوروبيين للجهود الأميركية في فرض العقوبات، وخاصة ألمانيا، والعمل معا لعزل المؤسسات المالية الروسية الكبرى "فهذا من شأنه أن يتسبب في خسارة كبيرة في الإيرادات المالية لموسكو، الأمر الذي سيجعل مواصلة عملياتها الحربية أمرا صعبا".
معضلة ما بعد انتهاء القتال
ويعتقد الخبيران أن الحرب وحّدت مواقف الدول الغربية تجاه إدانة العدوان الروسي، وفرضت عقوبات على موسكو، وقدمت الكثير من المساعدات لكييف.وترى الخبيرة بالشؤون الأمنية أنه إذا ما بدأت دول حلف الناتو في تفضيل مصالحها الضيقة، وخاصة ما يتعلق بعلاقاتها في مجال الطاقة في روسيا، فإن تأثير العقوبات سيتضاءل.لكن البروفيسور بابات أوضح أنه بمجرد انتهاء الحرب ووقف القتال، سيواجه الأوروبيون وضعا حرجا بين استمرار الاعتماد على استيراد الطاقة من روسيا، وبين ضرورة العمل على إنشاء بنية تحتية جديدة مستقلة عن موسكو وفي مواجهة هذه البدائل، يعتقد الخبير الأميركي أن بوتين يقامر بأن الأوروبيين سيواصلون التعامل معه، ودليلا على ذلك فإنه لا توجد عقوبات أوروبية على قطاع النفط الروسي حتى الآن.ومع ذلك، يضيف بابات أنه إذا استمرت الحرب لعدة أشهر وربما سنوات، فقد تبدأ الدول الأوروبية في البحث الجاد عن بديل لمصادر الطاقة الروسية، وستتسبب العقوبات في الضغط على موسكو، وهو ما سيؤثر على احتياطيات النقد الأجنبي الروسي من دولار أميركي ويورو أوروبي.
مع تحيات مجلة الكاردينيا