طرفا الحرب في اليمن يتفقان على هدنة بشهرين قابلة للتجديد
الهدنة تدخل حيّز التنفيذ اعتبارا من السبت أول أيام رمضان في معظم الدول المسلمة وتأتي بالتزامن مع حوار يمني يمني تستضيفه الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي.
الجمعة 2022/04/01
الأمم المتحدة تأمل أن تدفع الهدنة لإطلاق عملية سياسية لسلام دائم
التحالف العربي يرحب بالهدنة في اليمن ويؤكد دعمه للجهود الأممية
بايدن يرحب بالهدنة في اليمن لكنه يراها غير كافية
اتفاق الهدنة يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار وهو الأول منذ أبريل 2020
طرفا الصراع يتفقان بشأن شحنات الوقود ومطار صنعاء وتعز
دبي - اتفق طرفا النزاع في اليمن على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد تبدأ السبت أول أيام رمضان في عدة دول مسلمة كما اتفقا بشأن شحنات الوقود ومطار صنعاء، وفق ما أعلنت الجمعة الأمم المتحدة.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان، إن "أطراف النِّزاع تجاوبوا بإيجابية مع مقترح للأمم المتحدة لإعلان هدنة مدتها شهران تدخل حيِّز التنفيذ غدا (السبت) الثاني من أبريل في الساعة السابعة مساء بتوقيت اليمن"، مضيفا أن "الهدنة قابلة للتجديد بعد مدة الشهرين بموافقة الأطراف".
وجاء الإعلان تزامنا مع نقاشات حول النزاع المدمر في اليمن تستضيفها السعودية التي تقود تحالفا عسكريا يدعم الحكومة المعترف بها دوليا ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
ورحب التحالف العربي لدعم الشرعية الذي تقوده السعودية بالهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة قائلا إنه يدعم الجهود والترتيبات الأممية لتثبيت الهدنة، وفق التلفزيون الرسمي السعودي.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة إنه يرحب بالهدنة في اليمن، لكنه اعتبرها "غير كافية"، مشددا في بيان على أنه "يجب الالتزام بوقف إطلاق النار... ومن الضروري إنهاء هذه الحرب".
ورغم رفضهم المشاركة في المحادثات الجارية على أرض السعودية، قدم المتمردون الأسبوع الماضي عرضا مفاجئا لهدنة مؤقتة وتبادل أسرى. وأعلن التحالف بعد ذلك أنه سيوقف العمليات العسكرية في اليمن خلال شهر رمضان. ويلتزم طرفا النزاع حتى بوقف إطلاق النار وهو الأول منذ أبريل/نيسان من العام 2020.
وتابع غروندبرغ "وافق الأطراف على وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، بما فيها الجوية والبرية والبحرية، داخل اليمن وعبر حدوده"، موضحا أنهم وافقوا على "دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتسيير الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء نحو وجهات في المنطقة محدَّدة مسبَّقا".
وقال أيضا "اتفق الأطراف أيضا على الالتقاء تحت رعايتي للبحث في فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى في اليمن".
وشكر هانس غروندبرغ الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا على العمل معه "بحسن نية ولتقديم التنازلات الضرورية للوصول إلى هذا الاتفاق"، مشددة على أن "الهدف من هذه الهدنة إعطاء اليمنيين مهلة هم بأمس الحاجة إليها، تُفرِّجُ عنهم المعاناة الإنسانية وأهم من ذلك الأمل في أنَّ إنهاء هذا النِّزاع ممكن".
ورفض المتمردون المحادثات التي بدأت في الرياض الأربعاء برعاية مجلس التعاون الخليجي وتستمر أسبوعا، لكن التطورات الأخيرة تجلب بصيص أمل في حرب طاحنة أودت بحياة مئات الآلاف ودفعت الملايين إلى شفا المجاعة في اليمن الذي يعتبر منذ فترة طويلة أفقر دولة في العالم العربي.
من جانبه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الجمعة بإعلان الهدنة، آملا أن تتيح إطلاق عملية سياسية لسلام دائم.
وقال للصحافيين "ينبغي الآن استخدام هذه الاندفاعة" للتأكد من "التزام هذه الهدنة في شكل تام وتمديدها"، مضيفا "هذا يثبت أنه حتى حين تبدو الأمور مستحيلة، يصبح السلام ممكنا حين تتوافر إرادة التسوية".
وأكد هانس غروندبرغ أنه سيواصل العمل خلال الشهرين "بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار"، وحضّ الطرفين على الالتزام بالهدنة.
وجرت آخر عملية تبادل للأسرى في حرب اليمن في أكتوبر/تشرين الأول 2020 عندما أفرج كل من الجانبين عن 1056 أسيرا، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ويُطرح على طاولة المحادثات في الرياض ملف الاقتصاد اليمني المدمر ووضعه السياسي المعقد وكذلك المسائل العسكرية والمساعدات الإنسانية. وسكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة في حاجة ماسة للمساعدة.
وقد جمع مؤتمر للمانحين عقدته الأمم المتحدة الشهر الماضي أقل من ثلث الهدف البالغ 4.27 مليارات دولار، ما أدى إلى تحذيرات قاتمة بشأن البلد الذي يعتمد 80 بالمئة من سكانه على المساعدات.
وبالتزامن مع اتفاق الهدنة، أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا اليوم الجمعة، السماح بدخول سفينتي مشتقات نفطية إلى ميناء الحديدة غربي البلاد والتعاطي بإيجابية كاملة بشأن كافة الترتيبات اللازمة لإطلاق سراح كافة الأسرى، وفتح مطار صنعاء.
وأفاد بيان صادر عن وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك بأنه "انسجاما مع الموقف الثابت للحكومة في دعم أية جهود تخفف من معاناة أبناء شعبنا وفي ظل الأجواء الإيجابية للمشاورات اليمنية - اليمنية في الرياض وللمبادرات الإقليمية والدولية الداعية لهدنة بمناسبة الشهر الفضيل، فقد تلقيت توجيهات واضحة من الرئيس عبدربه منصور هادي".
وأوضح أن هذه التوجيهات الرئاسية تتضمن التعاطي بإيجابية كاملة بشأن كافة الترتيبات اللازمة لإطلاق سراح كافة الأسرى وفتح مطار صنعاء وإطلاق سفن مشتقات نفطية عبر ميناء الحديدة وفتح المعابر في مدينة تعز المحاصرة وكل ما من شأنه تخفيف المعاناة التي تسبب فيها الحوثيون، مضيفا "إنفاذا لذلك التوجيه، نعلن فورا إطلاق أول سفينتين للوقود عبر ميناء الحديدة".