في القدس / الشاعر عبد القادر مراعبة
الكامل
في القُدس عاثَ العابرون وأفسدوا
وتَــراهُــــمُ حَــول القــبابِ تمَــرّدوا
نَشَروا علـــى كلّ المحـاور جُـندَهُم
هاجوا وماجـوافي الدّروب وهدّدوا
هتـَكوا المحـارم والمناسكَ جَــهـرةً
وعلـــــى أنيــن الآمـنيـنَ تَوسّـــدوا
نفـثـوا عـلى طُـهر المنــابر عُــهرهمْ
بالقتـلِ والعنـــفِ البغيــض تَوَعّـدوا
لكــنّ أصــــواتَ الحــــرائرِ زلزلـــتْ
أصنامَ في فُــرُشِ المـهانةِ أخـلـدُوا
فـي القـدس يـاهــذا نســاءٌ أثبتـتْ
أنَّ الرّجــــولةَ مــــنْ إنــاثٍ تــولَــــدُ
فترى الجريحةَ في الفضــاء هتـافُها
وكـــما الرّعـــودُ مع السّــحابِ يُرُدِّدُ
إنْ كــانَ قـــد عــــزَّ الرّجـالُ فَإنّــــنا
وعــــدٌ وميعــادٌ ....ومــنّا المَـــوعِـدُ
سَـنذيبُ في ســاحِ الوَفــاءِ دِمـاءَنـا
واللــــــه أعلـــمُ بالمُــرادِ ويشــــــهَدُ
أنّــا سَـــــــنبقى للـرّبــاطِ جُــــــنودهُ
وحــــذاؤنا وجــهَ الطُّـــغاةِ سَيَجــلدُ
ونقــــولُ للعـــارِ المُقَنّــــــعِ خــلـــفَنا
خسىءَ الذينَ علـى الخــنوعِ تَعوّدوا
نشــزوا وصــاروا كالقطـــيعِ يقـــودهُ
ذئـبٌ عَــلى لحــــنِ المــكارهِ يُنشِــــدُ
سَيُسَـجّلُ التّـــاريخُ قُبــحَ صَــنيعِـكم
بئستْ جـُموعٌ فـــي الخَـــفاءِ تَهَـوَّدوا
في القـدسِ قـد كُتـبَ الخـلودُ لِحُــرَّةٍ
وقفـتْ عـــلى قبـر الشّــهيدِ تُزغــــرِدُ
في القــدسِ آياتُ الصّمود تجسّــدتْ
قــومٌ عـلى حُــبّ الدّيارِ تَــــوَحَّـــدوا
وهـــناكَ مِـنْ خَـلفِ الديـــارِ حُثــــالةٌ
نكثــــوا عهــودَ المخلصــينَ فَنــدّدوا
في القدسِ تَمشي المُعجزاتُ يقودُها
أنصــارُ مَــنْ رَبّى الحــبيبُ مُحَـــــمَّدُ