كلمات على ضاف الحدث - بغداد وانقره و طهران وموقع قدمنا نحن ...!!
عبدالله عباس
كلمات على ضاف الحدث - بغداد وانقره و طهران وموقع قدمنا نحن ...!!
كلنا نتذكر اخر زيارة لوزير الخارجية التركية ( جاويش أغلو) الى بغداد واربيل ‘ في حينه ‘ سمعت حديث لاحد محللينا السياسيين وهو يتحدث عن زيارته لاحدى القنوات الفضائية حيث قال ما معناه : ( تريد تركيا اقناع بغداد بأن وجود قواتها على الاراضي العراقية هو ضمانة لتقوية ارادة العراق الموحده ..! ) بعد ذلك علق المحلل بأن هذا يشكل خطرا ولاادري هل لمسؤولينا ( يقصد الاقليم ) موقف لمواجهة هذا قائلا : عليهم أن يكون لهم موقف مؤثر ...
بعد ذلك اشار الى ان تركيا ومن خلال هذه الزيارة لاربيل تريد تشجيع السلطة الكردستانية على التمسك بعدم تسويق النفط عن طريق بغداد لان لتركيا ديون ضخمة على ألاقليم وممكن ان يضيع حقة لعدم امكانية الاقليم الدفع دون البيع المباشر للنفط ...!!
عندما اسمع هذه التحاليل والتي يوجهنا الى زاوية مغلقة ‘ اتذكر رؤيا المفكر الراحل الكبير ( الاستاذ مسعود محمد ) حيث قال قبل عشرين سنة : ( نحن لسنا مسيطرين على دارنا ومصيرنا انفلت بين يدينا لذلك ان محاولة الطيران بمستوى عالي صعب ‘ سيدي اننا ضعفاء جدا ..!!) ( 1)
قراءة تاريخ الوضع الكردي ضمن الصراع الثلاثي بين القوميات الذي وضع مصيرنا تحت ارادة سلطاتهم السياسية ( العرب في العراق و الترك في تركيا والفرس في ايران ) وضعنا ‘ على اقل تقدير منذ 1961 امام حقيقة مرة وهي :
ضمن قضايا مصيرية ‘ يتفق الجهات الثلاثة بينهم دون أن نكون نحن ضمن حسابات مكاسبهم الاقليمية والدولية ‘ وهذا مرارة الوضع والموقف اولا ‘ أما المرارة الثانية والذي يثقل كاهلنا هي أن الاطراف الثلاثة عندما يريدون اتخاذ موقف ( التشنج أو المواجهة لضغط بعضهم على بعض ) يستعملون وجودنا في الطرف الاخر كوسيلة للضغط و قمة المأساة انهم لهم اذان صاغية في هذه اللعبة بيننا ..!
اخر الادلة على هذه الحقيقة كانت زيارة ( جاويش أغلو ) ‘ حيث يطمئن بغداد أن وجودها العسكري على ارض العراق ( وهي موجودة على ارض الاقليم ) يضمن وحدة العراق ...! ومن جانب اخر وبالاعتماد على تلك العلاقه الغامضة بين الارادة التركية والسلطة في اربيل يطلبون منا عدم الخضوع لطلب بغداد حول تسويق النفط حتى برغم تجاوب بغداد لتنفيذ متطلبات الاقليم المالية ... وهذا يعني دورهم المشبوه لابقاء الشك والريبة بين بغداد واربيل في التعامل بعضهم مع البعض
وسبب وجود هذا الوضع الغامض الذي وضع السلطة الكردستانية نفسها فيه هو توزيع الولاء الثلاثي الجانب كاننا ( ومعاذالله ) وضعنا نفسنا في مزاد مفاده : من يدفع أكثر سيكون حسم الامور باتجاه ذلك الطرف ....!!
وهذا مع الاسف يعني وكما يقول المفكر الراحل مسعود محمد ايضا : ( أن الكرد مع الاسف ليسوا قوة الضغط نابع من ارادته ‘ فهو في وضع الدفاع عن النفس فقط )( 2 ) وأن افق الدفاع عن نفسنا ايضا غامض وكما يقول المثل ياتي هنا ( بيت القصيد ) ... لماذا لايواجه الارادة الكردية تركيا بجراءه ويقول له : مادام انتم تضمنون وحدة العراق ‘ فاننا وضمن حقنا الفدرالي مصيرنا مرتبط دستوريا ببغداد ‘ فأذا وحدة العراق لصالحنا اذا ان تقويتها من واجبنا ولصالحنا أيضا ‘ وقرارات من هذا النوع مطلوب ان ياتي بقرار مشترك من بغداد واربيل وليس من بغداد وأنقرة وعلينا التنفيذ ...!!!
هل نحلم ؟ ام ان الطريق الصحيح هو افهام (خارجية التركية ) باننا ايضا اصحاب القرار حتى لوكان بمشاركة مع بغداد ...
اما المعضلة الاخرى التي تواجه ادارة أقليم كوردستان ‘ والتي تتخذها تركيا حجة للتدخل في الاقليم خاصة و العراق عامة ‘ هو وجود مسلح لـ( ب . ك . ك) ‘ اولا ان نضال الكورد في الجزء الكوردستاني الشمالي نضال مشروع ‘ ولكن السؤال الاكثر شرعية هو : اليس ساحة النضال لتحقيق طموح الكورد هناك هي ارضهم الاقليمي وليس دولة اخرى ذات سيادة ( حتى لوكانت تلك الدولة تعاني بسبب الاحتلال – لايزال قائما بشكل اواخر) ؟ الا يفرض الفكر القومي لـ ( ب . ك . ك ) ان تاخذ درسا من نضال الكورد الذي اوصلهم على حقوقهم المشروعة و اذا ليس بالامكان مساعدتهم ‘ لايسمحون لانفسهم يخلقون المشاكل لتجربتهم الرائده والتى جاءت نتيجة النضال و الانفتاح الدولة في العراق لاستجابة لطموحهم المشروع ...ان الكوردي الواعي هنا دائما يتسائل : لماذا هذا اصرار البعض لاجهاض تجربة الكورد في الاقليم وبعد ذلك يرون انفسهم ادامة التاريخ انتكاسات المؤلمة ؟ أنه مجرد سؤال ‘ ونفس السؤال موجه الى المعارضة الكورد في اقليم الكوردي ضمن ايران ....!!!
----------------------------------------
( 1 ) و ( 2 ) لقاء جريدة ( هاولاتى ) مع المفكر الرحل مسعود محمد العدد الاول 19 / 11 / 2000