دراسة: الكواكب الشبيهة بالأرض يمكنها توفير ظروف حياة لـ٨٤ مليار عام
مهند الحميدي – إرم نيوز:توجد الكواكب الضخمة الشبيهة بالأرض بكثرة في مجرتنا، وهي كتل صخرية أكبر من كوكبنا وأصغر من الكواكب المتجمدة مثل نبتون.
وقدم فريق من الباحثين بقيادة طالبة الدكتوراة ماريت مول لوز، من جامعة زيوريخ في سويسرا، دليلا جديدا على أن الكواكب الأرضية الضخمة الباردة التي تدور حول النجوم على مسافة أكبر من ضعفي المسافة التي تفصل كوكبنا عن الشمس، تمتلك ظروفا معتدلة على سطحها، ويمكن أن تستمر الحياة عليها مدة طويلة تغير من مفهومنا عن مدة قابلية الكواكب للعيش.
وأشار الباحثون في دراسة نشرتها مجلة ”نيتشر آسترونومي“، إلى أن الكواكب الضخمة الخارجة من مدارها حول النجوم بسبب اضطرابات في الجاذبية أو أسباب أخرى، يمكنها الحفاظ على بيئة تحوي مياها سائلة لمدة تصل إلى 84 مليار عام، إذ إنها لن تتأثر بموت أي نجم مضيف لها.
وقالت مول لوز: ”نناقش في بحثنا كواكب قد تختلف عن كوكبنا، ومن الأفضل أيضا أن نبقى حذرين بشأن هذه الكواكب، كي لا نستنتج أفكارا مغلوطة، إذ إننا نعلم القليل فقط عنها“؛ وفقا لموقع ”فايس“.
واعتمدت الدراسة الجديدة على نماذج نظرية، عوضا عن البيانات الرصدية، بسبب صعوبة رصد هذه الكواكب الباردة باستخدام التيليسكوبات الحالية.
ويرصد العلماء معظم الكواكب الخارجية عندما تمر أمام النجم الذي تدور حوله، ما يسبب اختلافا في الصورة الضوئية للنجم، ويتسبب بنقطة ضوئية يمكن رصدها بواسطة التلسكوبات.
ويرى العلماء أن الكواكب الضخمة البعيدة تمتلك احتمالا قويا لنشوء الحياة عليها، إذ تقترح النماذج قدرتها على الحفاظ على الظروف الجوية البدائية المتمثلة بغازي الهيدروجين والهيليوم لمليارات الأعوام.
ويختلف الغلاف الجوي فيها عن غلافنا الجوي الذي يحتوي على غازات أكثر تعقيدا مثل الأوكسجين والنتروجين.
وأوضحت مول لوز: ”كانت فكرة وجود مياه على الكواكب الضخمة موجودة منذ 20 عاما، لكننا عملنا على حساب مدة احتمالية بقائها على الكواكب“.
وتمثل المياه المكون الأساسي للحياة، لذلك يحاول العلماء دوما البحث عن احتمال وجود المياه في الكواكب الخارجية، وجرب الباحثون إجراء 1000 محاكاة للكواكب مختلفة الكتلة، وسماكة الغلاف الجوي والمدارات الكوكبية.
ووجد الباحثون أن الكواكب ذات الكتلة التي تفوق كتلة الأرض حتى 10 أضعاف، وذات سماكة الغلاف الجوي الأكبر بـ100 إلى 1000 مرة من سماكة غلاف الأرض، قد تمثل مكانا جيدا للحفاظ على الحياة.
وفي حين تفقد الكواكب القريبة في مداراتها من النجم الذي تدور حوله، ظروف الجو الملائمة للحياة بسبب الإشعاع النجمي القوي، فإن الكواكب التي تبعد عن نجمها مسافة تماثل بعد كوكب المريخ عن الشمس، يمكنها الحفاظ على غلافها الجوي الحاوي على غازات دفيئة تحبس الأشعة فوق الحمراء، وتساعد على نشوء الحياة في المياه.
ولكن مثل هذه الكواكب حاليا تكون ساخنة جدا وتحتاج لبضعة مليارات من الأعوام حتى تبرد، وأي تكهنات بوجود حياة على سطحها يجب أن تضع في الاعتبار أن شكل هذه الحياة سيكون مختلفا عن الأرض بسبب سماكة الغلاف الجوي وارتفاع الضغط الجوي وقلة وصول أشعة النجم إلى سطح الكوكب.