ليس أمام العراقيين أية آفاق للتغيير والإصلاح
بقلم : علاء المعموري
ليس أمام العراقيين أية آفاق للتغيير والإصلاح
كلما أقرأ أخبار بلدي ينتابني الضيق والحزن والضجر فكلها جنائزية بسبب سطوة الأحزاب الظلامية .. أرى مستقبل العراق وقد أصبح مظلماً ، لقد تراجع المجتمع الى أحضان العشيرة ورجال الدين وإضمحلال المجتمع المدني ، وأنتج أعدادا هائلة من عصابات المافيا واللصوص والعملاء .
من يقرأ تاريخ العراق السياسي المليء بالصراعات والمعارك ، وغياب الهموم الوطنية عنه ، ومن يطلع على حوارات ما يسمى ( النخب المثقفة ) وغطسهم في مستنقع الأيديولوجيات وإنغمارهم في أوحال الغوغائية … الإطلاع على هذه الكوارث يجعلك تشعر بالفجيعة واليأس من المستقبل ، ويتأكد من وجود حائط سميك أمام حركة التاريخ والتطور ، حائط من التخلف الأصيل يندحر أمامه العقل والأمنيات النبيلة لتطوير المجتمع وبناء البلد !
ليس أمام العراقيين أية آفاق للتغيير والإصلاح ، بل سيكون هناك المزيد من الصراعات الداخلية مادامت ثروات بيع النفط سائبة وتدر مليارات الدولارات على عصابات الأحزاب بدون رقابة ولا محاسبة .. لذا سيشتد الصراع الداخلي مع دخول عشائر البصرة والعمارة على خط سرقة النفط وإحتلال أرصفة على موانيء لأغراض التهريب ، وكذلك ليس من مصلحة إيران حصول التغيير نحو الأفضل للواقع السياسي في العراق ، إذ ان إستعادة سيادة الدولة وقوتها تعني للإيرانيين حرمانهم من نهب ثروات العراق والسيطرة على قراره السياسي ، وهذا التشابك في المصالح ما بين الأحزاب الشيعية والنظام الإيراني هو مرشح في الإستمرار بقوة في ظل تغيير إستراتجية الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط وخفض أهميته بالنسبة لمصالحها ، وضعف قوى المعارضة الشعبية بين صفوف العراقيين.
علينا توقع غسل أيدي أميركا من العراق مثلما حصل في أفغانستان وانسحابها منه وتركه نهبا للفوضى والخراب .. لاحظ أفغانستان منذ آلاف السنين وهو بلد متخلف مهمل دوليا ، فما المانع ان يكون العراق كذلك حاله حال لبنان واليمن والصومال والدول الأفريقية واللاتينية .. وكم كان المسؤول الأميركي صريحا وبليغا حينما علق الإنسحاب الأميركي من افغانستان قائلا : (( لايمكن ان نكون أكثر حرصا من الأفغان على بلدهم )) بمعنى هذا شعب ميؤوس منه هو لايريد التطور والديمقراطية ولايمكن ان نكون حريصين عليهم أكثر منهم على بلدهم ، وهذا القول ينطبق على خراب العراقيين وتدميرهم لوطنهم ، كيف يمكن ان تتطور الشعوب والعقل مهزوم أمام سطوة العشيرة ورجل الدين والطائفة والقومية .. ومصالح الساسة وأحزابهم ، وكسل وعدم دفاع الشعب عن حقوقه وغياب الهدف الوطني المركزي في التنمية والبناء والتقدم ، من هم في العراق الذين يفكرون بمصالح وطنهم أولا ؟!
7 أغسطس/ آب 2022م