فقه الثرثرة السياسية وزحف الأزمات الإقليمية بقلم: سعيد موسى
------------------------------------------------------
((مابين السطور))
بقلم///// سعيد موسى
--------------------------------
بعد ان صمدت القيادة الفلسطينية في وجه عواصف الضغط السياسي الأمريكي الإسرائيلي العاتية، لإعادة القيادة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات العبثية ودون شروط مسبقة، كما يطالب الطرف الفلسطيني بعناد ان لاعودة لمفاوضات عديمة الجدوى دون وقف شامل للاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس والتأكيد على مرجعية المفاوضات كما وردت في خطة خارطة الطريق، وفي المحصلة فشلت كل محاولات الترغيب والترهيب للرئيس/ محمود عباس الذي حضي بتأييد واسع أوروبي وعربي على عدالة مطلبه الذي يدلل على مصداقيته في الشروع من جديد بإحياء عملية السلام المتعثرة بسبب التنكر الإسرائيلي لكل الاتفاقيات السابقة، ورغبة حكمة نتنياهو_ليبرمان لبدء مفاوضات من اجل المفاوضات من نقطة الصفر، حتى وصل الأمر بالوسيط الأمريكي ومبعوث الرئيس اوباما"جورج ميتشل" إلى ملامسة صلابة وجدية الموقف الفلسطيني وثباته على ثوابته السياسية وما يحيطها من تأييد عربي ودولي، إلى ان يطرح بعد فشله في الضغط على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ليطرح خطته البديلة وذلك لحفظ ماء وجه مشروع وتعهدات ونفوذ إدارته الأمريكية البائسة، مفاوضات غير مباشرة والحقيقة أنها إعلان غير مباشر عن عجز الإدارة الأمريكية في إقناع الطرف الإسرائيلي بضرورة وقف الاستيطان بشكل كامل لان الولايات المتحدة الأمريكية على رأس الدول التي تصنف الاستيطان بعدم المشروعية وانه العقبة الكأداء في وجه استمرار وإنجاح المساعي السلمية الهادفة حسب خطة خارطة الطريق إلى حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.
وهنا يدور الحديث في سياق شامل ومتشابه إلى دخول جميع اللاعبين في منطقة الشرق الأوسط في أزمات داخلية وخارجية، ولكن الخطير في المسألة ان ملعب الصراع الفلسطيني_الإسرائيلي بات هو العقدة والحل لمجمل تلك الأزمات السياسية، حيث نجد ان معظم اللاعبين الإقليميين يزحفون صوب هذا الميدان لتصفية الحسابات والتلاعب في وريقات المساومة والضغط كل من اجل أهدافه القومية الخاصة، ويأتي هذا الزحف الذي اضر بالقضية الفلسطينية أكثر مما نفعها، إلى معرفة كل هؤلاء الخصوم المأزومين إلى ان الملعب الفلسطيني ودائرة صراعه مع الكيان الإسرائيلي يكمن على خارطته مفاتيح أزماتهم، لان هذا الصراع يعبر عن مركزية قضية الصراع ، فكان لابد لكل طرف مأزوم ان يحجز لنفسه موطئ قدم على هذه الرقعة المركزية في اكبر عملية هروب إلى الأمام، لمغازلة ومناكفة خصومهم الأمريكان والأوروبيون على رقعة تشكل هموم إستراتيجية للدول الغربية تلك، وإحلال الاستقرار والسلام في هذه الرقعة إنما يشكل هاجسا وهما يمس بالمصالح الإستراتيجية الغربية في منطقة الشرق الأوسط بكاملها ناهيك عن الالتزام الاستراتيجي الغربي بشكل عام بأمن الكيان الإسرائيلي وامن الأنظمة العربية التي تعتبر الاستقرار أو التوتر على رقعة الصراع الفلسطيني_الإسرائيلي أمور مصيرية بالنسبة لأنظمتهم استقرارها من عدمه.
وهنا نمر على ذكر شمول التأزيمة المحلية والعربية والإقليمية والدولية حيث لايسعنا الخوض في التفاصيل وتعقيداتها، ولكن لإبراز السياق العام والخطوط العريضة لاختزال وتراكم تلك الأزمات في ميدان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وامتداداته التقليدية العربية ومستحدثاته الإقليمية"التركية الإيرانية" ومفردات"شافيز_جلوي"، فعلى نطاق نواة الأزمة هنا يدور الحديث عن الأزمة الأم الفلسطينية حيث الانقسام الكارثي الفلسطيني وإصرار البعض على استمرار اقتسام الوطن لأهداف حزبية ضيقة بما لها من امتدادات محيطة ذميمة، حتى وجد في هذا المستنقع الانقسامي المقيت العدو والشقيق والصديق ضالتهم لتصدير وتفجير أزماتهم إلى خارج ميادينها، بل وتجميل أهداف زحفهم صوب رقعتنا من منطلقات قومية ودينية وعروبية حق يراد به باطلا بعد مرور ستون عاما على واقعنا الصراعي المرير مع المحتل الصهيوني دون ان نسمع لهؤلاء الزاحفون المثرثرون أي خطاب سياسي أو فعل سياسي واقتصادي ولا أقول عسكري، بل هذا الانقسام الفلسطيني الذي مازال البعض يعتبره نعمة وليس نقمة أثلج صدر الاحتلال الذي حاول واستمات على صناعة الوقيعة بين أبناء الشعب الواحد وفشل سابقا حتى تم الاختراق من ثغرة ماسمي بالعملية الديمقراطية المستوردة ، وكان تقسيم الملعب إلى شقين احدهما لإدارة اللعبة السياسية والشق الآخر للمناكفة العسكرية البدائية، فأصبح قطاع غزة بصواريخه الذي قيل حينها بأنها تضر بالمصلحة الوطنية ليصبح مصدر إزعاج للكيان الإسرائيلي حتى قام بعدوانه البربري الأخير على غزة، لتصبح الصواريخ كلمة سرها في توحيد الموقف بين الفرقاء بان إطلاقها يضر بالمصلحة الوطنية وما إلى ذلك من مسميات عبثية وعميلة وذرائع للعدوان حدث لاحرج، ومازالت الأزمة الفلسطينية تراوح مكانها لا انتخابات ولا مصالحة ولا وحدة وطنية ولا شرعيات باستثناء شرعية منظمة التحرير الفلسطينية والتي هي المرجعية الوحيدة للسلطة الوطنية الفلسطينية، بل ذهبت أزمة الانقسام لتجرنا إلى أزمة مناكفة وعدم ثقة مع الشقيق المصري الذي استمات من اجل إنفاذ المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني حتى أراد الأعداء والأصدقاء والأشقاء إلى حرف الأزمة عن أساسها وإلقاء كل الأثقال على جمهورية مصر العربية وهذا هو الخطوة الثانية في المخطط الصهيوني بحلم ووهم إعادة الإدارة المصرية إلى قطاع غزة،تلك الخطوة التي أفشلتها بحذر وروية وحلم وحكمة القيادة المصرية، ومازالت الأمور على حالها في أزمتنا الفلسطينية في واقع الانقسام والحرب الإعلامية من سيء إلى أسوء، حتى يأذن الله في انتهاء هذه المهزلة اللاوطنية الكارثية على مصير الشعب والقضية الفلسطينية.
وتمتد عملية استقطاب الأزمات العربية والإقليمية إلى رقعة الصراع الفلسطينية_ الإسرائيلية، وهنا لا غرابة في ان نلمس الوجود السوري في قلب ميدان الصراع لأنها في الأصل والفرع دولة صراع أساسية، لكن الأهم هو تقديم المصالح الخاصة لتلك الدول على حساب المصلحة الفلسطينية وحل أزماتها كمدخل لحل أزمة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وليس العكس، واقصد هنا كنا نتمنى ان ينسجم الموقف السوري مع الموقف المصري والسعودي على سبيل المثال لا الحصر، لتطويق هوة الخلاف والانقسام الفلسطيني، وليس توظيف هذا الانقسام كي تكون رسالة الأنظمة العربية للقطب الأمريكي وللعدو الصهيوني أنهم يملكون مفاتيح التوتير والتهدئة، فجميعنا يعلم ان الجولان المحتل بحاجة إلى قوة عسكرية عربية وليس فقط سورية لتحريره، وان ثرثرات الممانعة والمقاومة التي صمتت فوهاتها أخيرا بعد مجزرة غزة لا ترد شبر من فلسطين ولا الجولان ولا لبنان، وفي المحصلة الكل وفق مصالحه القُطرية يبحث عن دور رئيس ومركزي ومؤثر في عملية السلام، وان لم يكن ذلك فانه يلوح بدعم المقاومة وحرب الوكالة الغير متكافئة والظالمة لشعبنا الفلسطيني الأعزل باستثناء بعض الأدوات القتالية التي طاب للبعض المستهتر ان يصفها بالندية التي ستزيل الكيان الإسرائيلي في ظل خلافات عربية وصراعات كلها تصب في مصلحة تقوية الكيان الإسرائيلي وتدمير أواصر الوحدة الفلسطينية، بسبب استقطابات عربية متنافرة للأطراف الفلسطينية المتصارعة، وكل يغني على ليلاه وليل فلسطين يغرق في ظلمة حالكة ومأساة وطنية دامية لاشيء مجدي من استقطابات الثرثرة وتصفية الحسابات العربية بالوكالة الفلسطينية، وما تخلل بعض العواصم العربية التي تحتضن التطبيع الصهيوني العربي على المستوى العسكري والتجاري والثقافي والسياسي، وانطلاق الفتاوى الجهادية ليأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، ويساهمون في تأجيج وتيرة الانقسام الفلسطيني بسخاء الدعم المالي والإعلامي، وما دون ذلك على مستوى الصراع مع التناقض الأساسي الصهيوني جود وسخاء أكثر من تدفق فقه الثرثرة السياسية والإعلامية فلا عجب في زمن العجائب والخذلان العربي الإسلامي.
ومؤخرا وبعد مائة عام من الصراع مع الصهيونية وستون عاما فعليا من الصراع الدامي مع الاحتلال الإسرائيلي، زحف إلى دائرة الصراح ضيوف مأزومين جدد حيث إيران التي تأزمت علاقتها بالغرب والعرب كذلك نتيجة طموحاتها النووية وطموحاتها السياسية المعلنة بالهيمنة على المنطقة لاستعادة الإمبراطورية الفارسية، وما أدى ذلك إلى أزمات في محصلتها تدفع صوب شفير الحرب في منطقة الخليج العربي ودفع دوله العربية الإسلامية إلى التحالف مع الغرب لمواجهة خطر الهلال الشيعي الزاحف من كل حدب وصوب إلى منطقتنا العربية، بل وصل التأثير الإيراني مؤخرا إلى ساحة الانقسام الفلسطيني ليزيد الطين بله ويتفادى أي دور للم الشمل الفلسطيني، بل اخذ الخطاب يتصاعد على سلم هزلية الثرثرة السياسية الجوفاء"إزالة إسرائيل" وفي ذلك رسالة موجهة للغرب الذي يسعى إلى خلق استقرار في المنطقة العربية من اجل تامين مصالحه، وبالتالي فان خطاب الثرثرة الإيراني الذي يخلو من أي فعل جاد في تهديد الكيان الإسرائيلي، بل يسعى لامتلاك نسخة من مفاتيح التأثر بالاستقرار أو توتير المنطقة محط عملية السلام العربية الغربية، وكل ذلك مساومة وابتزاز لتخفيف حدة التهديد الإسرائيلي والغربي بما يخص الملف النووي الإيراني وكذلك لإطلاق يد إيران في العراق بعدما ساعدت طهران القوى الغربية في احتلال العراق وأفغانستان، لذا فان الزحف الإيراني المأزوم بات في عمق دائرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من منطلقات فقه ثرثرة دعم المقاومة وتفعيل منطلقات الاستنفار لنصرة الإسلام والمسلمين وكان أفغانستان والعراق فرنجة وبوذيين، كما هو الحال لتركيا المأزومة حث فشل أيدلوجية أتاتورك بإقناع أوروبا بعلمنة المجتمع التركي وان قوميتهم منذ ان أشار أتاتورك للقرآن بقوله"دعوكم من هذه الأساطير المقدسة" حيث حلم القومية التركية الأوروبية، وصولا إلى تركيا المعاصرة التي ارتبطت مع الكيان الإسرائيلي بمجازره على مر العقود الستة السابقة بعلاقات إستراتيجية سياسية وعسكرية واقتصادية ومعلوماتية، حتى تأزم الموقف التركي بالرفض الصريح من قبل الاتحاد الأوروبي لدخول تركيا وتأهيلها لا تصبح عضوا منصهرا في النادي الأوروبي، وان الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية خذلتها في دعم تنفيذ حلم تركيا الأوروبي، حتى وجدت تركيا وهذه المرة من منطلقات إسلامية عثمانية للارتداد بشكل حاد إلى مربع الأزمات والمناكفات مع الغرب وضد مصالحه وإيهام العرب والمسلمين بان صحوة إسلامية قد دبت في ضمير الأمة الاتاتوركية التركية العلمانية، في زمن الرجل الذي نحترم تصريحاته جميعا ونحترم رئاسته"اوردوغان_اوغلو" لنشهد مؤخرا وفي خضم العدوان على غزة وبعد ستون عاما من الصمت وتاريخ المجزرة الصهيونية، لنلامس الحضور التركي في ثوبه العثماني الإسلامي، حتى خال للبعض عملية طلاق بين الأتراك والغرب والصهاينة وفي حجم تصريحات فقه تصريحات الثرثرة السياسية المرتكزة على تردي الواقع العربي والإسلامي، وقد اعتبر البعض في هذا الزحف المأزوم صوب ميدان الصراع والأزمات، بأنه بمجرد تصريح شديد ينتقد السلوك البربري الصهيوني فقد أصبح مطلق التصريح بطلا قوميا، انبرى الشعراء في مدح تلك التصريحات الأسطورية، لكنها كما غيرها من تصريحات إيرانية وتركية وحتى قطرية تبقى في إطار فقه الثرثرة السياسية مع حقيقة واقع التطبيع، لان الحصار مازال حصارا والدمار مازال دمار والاغتيال مازال اغتيالا، ومازالت العلاقات الطبيعية والإستراتيجية والتطبيع مع الكيان الصهيوني هو العنوان الرئيس الذي يحكم علاقات تلك الدول بالكيان الإسرائيلي باستثناء الانتصار لفقه الثرثرة السياسية التي يصفق لها البعض كأطفال فرحين بزيهم الجديد في مواسم الأعياد، وتبقى الحقيقة في إطار الزحف المأزوم صوب مربع الصراع الصغير لامتلاك نسخة من مفاتيح التأثير ومغازلة الخصوم بتهديد مصالحهم من اجل مصالح تلك الدول الإقليمية بالدرجة الأولى وليس المصلحة الفلسطينية التي تتطلب فعلا سياسيا وعسكريا جادا في ظل واقع الإبادة والمجزرة وليس فقه الثرثرة وعضوية مربع الأزمات في محاولة لتفريج أزمات على حساب دمار شعب وقضية عانت ومازالت وفي ظل هذه المعادلة من فقه الثرثرة السياسية ستبقى تعاني الويلات، ويذهب كل مأزوم ويتركنا بحالنا المنقسم المزري وتغول آلة الحرب الصهيونية في حصاد لحوم ودماء شعبنا، بعدما يحصد كل مأزوم شيء يعينه على أزمته من ثمار ثمن الابتعاد عن ساحة الصراع أو يعينه بفقه الثرثرة السياسية على ثبات كرسيه أمام الشعوب الثائرة جراء المجزرة الصهيونية اللا إنسانية لشعبنا الصابر المرابط، والذي يدفع ثمن بسذاجة وأحيانا بغباء عاطفي جراء الانسياق خلف محطات محمومة مؤقتا في سوق نخاسة فقه الثرثرة السياسية ويرحل الزحف العابر وتستمر المأساة.
حتى اللاعبين الدوليين يحاولون جرجرة ذيول أزماتهم العسكرية والاقتصادية من ميادين الفشل والهزيمة في المربعات الصراعية النائية، ويزحفون لغسيل عارهم وفشلهم في مربع صراعنا الدامي مع العدو الصهيوني، على اعتبار أنهم دعاة سلام ورواد استقرار وركائز عدالة، والحقيقة ان كل يسعى لتامين مصالحه وربما لامس الجميع فقه الثرثرة السياسية "الاوبامية" والتي استبشر الكثير من المأزومين بها خيرا في حين كتبنا حينها ان الصهيونية تسبق اوباما إلى البيت الأسود، وكتبنا ان المغمور اوباما يفرط في التفاؤل وانه قريبا سيصطدم بالجدار الاستراتيجي كما يفعل غيره على خارطة العلاقات الصهيونية العربية والإقليمية والدولية، هذا طبعا باستثناء بعض من فقه الثرثرة السياسية التي تدغدغ الأشجان الوطنية كتعويذة فاسدة من البطل شافيز قُدس سره إلى البطل جلوي بورك استنفاره,,, ووصف هؤلاء لمجرد فقه الثرثرة وتشبيههم ظلما بالبطل العربي صلاح الدين الأيوبي الذي داس على فقه الثرثرة وأشهر السيف ليجتث شأفة العدوان والباطل، ولكن لاعتب على عجمي نشكره على ثرثرته بالخير حتى لو كانت لمصالح سياسية خاصة أفضل بمليون مرة من صامت لايجيد فقه الثرثرة ولا يجيد إشهار السيف من أصحاب القضية بمطلقاتها العربية والإسلامية.
وفي المحصلة فان أزمتنا الوطنية الداخلية الكارثية ومصيبتنا بالانقسام الذي تدعمه أيدلوجية وفقه الثرثرة ، وما عادت هناك بفقه الفعل والواقع دول ممانعة ودول اعتدال، فانه من العبث ان نعتقد بان انفراج أزمتنا ستأتي على يد مأزومين، وهم بحاجة لنا في أزمتهم وما يعود على استثمار زحفهم صوب مربع الصراع لدينا أكثر وأجدى بمليون مرة من حاجتنا لهم لأننا على ضوء التجربة والدعم المادي لخراف يتم تسمينها وتذبح على عيون الداعمين والمثرثرين، لن تجدي نفعا وسيعود مأزوم بأزمته أو بحل بعض من تعقيداتها سالما غانما إلى دولته وحلمها، وتستمر المأساة الفلسطينية رغم فقه الثرثرة السياسية العربية والإسلامية، ونصحو من جديد على واقع اشد ألما خلفه لنا زحف المأزومين، فلا مناص من إنكار الذات الفئوية والمصالح الحزبية لاستعادة الوحدة الوطنية وقتل شبح الانقسام والابتعاد بأنفسنا عن عرض دماء أبنائنا ومصير قضيتنا في سوق نخاسة الأزمات العربية والإقليمية ليستثمر كل ببعض دراهمه وما يجود لسانه من فقه الثرثرة وما يعود جراء ذلك من خير على قضيته الوطنية والقومية قبل ان يفكر بالزحف الاستثماري إلى ساحتنا، وما دون ذلك فمن ينطلق من منطلقات إسلامية وعروبية لديه اقصر الطرق لتفريج الأزمات في واقع يحكمه قانون القوة لإحقاق الحق بقعقعة السلاح الذي يزيد من عذاباتنا حين لا نقطف سوى فقه الثرثرة وبعض الغذاء الذي يسد جوع الجوعى، مع ترسانة أسلحة إسلامية للأسف غير مخصصة لغير قتال العرب والمسلمين ومنها ماهو صناعة أمريكية وصهيونية ومنها دون قطع غيارها الصهيونية تصبح خردة، فهناك فرق شاسع بين فقه الثرثرة السياسية وواقع يتطلب فقه فوهة البنادق لتغيير واقع ظالم مظلم لا يغني و يسمن معه فقه الثرثرة من جوع كرامة وتحرير وليس جوع ثروات وسلطات وكروش.