كلمة ونصف سلاح الصمت / د. بركات اكرم عبوة
أسس الرئيس الراحل حافظ الاسد مدرسة دبلواسية مشهود لها بالبراعة
والكفاءة وقد برز دورها من خلال وزير خارجيتها السابق المرحوم
وليد المعلم" الذي عرض عليه سبعماية وخمسين مليون دولار" للإنشقاق
فألقى بها وبمرسليها في سلة القمامة" فرفض وآثر تراب دمشق الذي
احتضنه بشموخ والدكتور بشار الجعفري مندوب سوريا السابق في الأمم
المتحدة ونائب وزير الخارجية الحالي ودوره البارز
في إدارة المعارك السياسية ومواجهة الغطرسة الغربية.
من أبرز أسلحة الديبلواسية السورية سلاح الصمت الفعال
فحسب كيسنجر اجتمع مع حافظ الأسد لمدة ثمانِ
ساعات لم ينطق بها الاسد بكلمة واحدة وكان مستمعاً فقط.
واجهت القيادة السورية زوبعة تصريحات اردوغان
التي وصلت لحد التمني بمقابلة بشار الأسد بسلاح الصمت
وجعلت إحدى أذنيها من طين وألأخرى من عجين لأنه لم يستوي
بعد ولا أعتقد أنها ستفتح إحدى الأذنين او كلتاهما إلا إذا صرح علناً
وعلى رؤوس "الروس" الأشهاد بانه سيتوقف عن دعم جميع الحركات الإرهابية
وعن إستعداده للإنسحاب من آخر شبر من الأراضي السورية ضمن جدول زمني
يتفق عليه مع دمسق وينسق معها كيفية عودة اللاجئين السوريين في تركيا.
كما استعملت نفس السلاح مع حماس ومفاده أنها تريد أن تكون حماس
حركة تحرر وطني اي حركة مقاومة فقط لا حماسين
وعندما تصل حماس لذلك تفتح كلتا الأذنين.