صحف عالمية: "حدث تاريخي" في إيطاليا.. وظهور "زعيم جديد" في إيران
أحمد فتحي - إرم نيوز:تصدر فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الإيطالية مع توقعات بتشكيل ائتلاف حكومي مناهض للاتحاد الأوروبي، عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الإثنين، والتي وصفت نتيجة التصويت بـ“التاريخية“.
وناقشت الصحف أيضا، الشأن الروسي، وسط حديث عن اتساع رقعة الاحتجاجات المناهضة لقرار التعبئة العسكرية.
حكومة ”تاريخية“ في إيطاليا
سلطت صحيفة ”التايمز“ البريطانية الضوء على ما وصفته بـ“حدث تاريخي“، وذلك بعدما منح الناخبون الإيطاليون جورجيا ميلوني، أصواتهم في انتخابات رجحت كفة اليمين المتطرف، والتي ستصبح ميلوني بموجبها أول امرأة تتولى رئاسة وزراء البلاد.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن ”فوز ميلوني، سيمنحها أكثر حكومة يمينية في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية؛ ما يهدد النفوذ الألماني الفرنسي داخل الاتحاد الأوروبي“.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن ”ائتلاف ميلوني“ اليميني المتطرف، يتقدم بـ 41 إلى 45% من الأصوات، وهو ما يكفي لمنحه السيطرة على مجلسي البرلمان.
وتحالفت ميلوني (45 عاما) في الانتخابات مع ماتيو سالفيني، زعيم ”حزب الرابطة“ المناهض للهجرة، وسيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء السابق، وهي في طريقها لتولي منصب رئيس الوزراء، إذ أشارت استطلاعات الرأي إلى أنها حصلت على 22-26% من الأصوات؛ أي أكثر من شركائها مجتمعين.
وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن التحالف اليميني سيحصل على 227 إلى257 مقعدًا من أصل 400 مقعد في مجلس النواب بالبرلمان، و 111 إلى 131 من مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها 200.
وذكرت ”التايمز“ أن صعود حزب ”إخوة إيطاليا“ برئاسة ميلوني، يمثل أحدث إضافة جديدة في السياسة الإيطالية، إذ ربط محللون بين معتقدات اليمين المتطرف وفكرة انفصال إيطاليا عن التكتل على غرار بريطانيا.
وقالت الصحيفة إن ”روسيا تراقب الانتخابات الإيطالية بعناية وإنها ربما قد تكون رسخت جذور تحالف ميلوني، بشكل أو بآخر“.
وأضافت ”على الرغم من دعم ميلوني، لشحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، والعقوبات ضد موسكو، فقد عارض حليفها سالفيني، العقوبات، وأثار برلسكوني، الغضب الأسبوع الماضي بزعمه أن حليفه القديم، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان يريد فقط تنصيب حكومة جديدة من أشخاص محترمين في كييف“.
وأشارت الصحيفة إلى أن ”سالفيني وبرلسكوني، كانا من مؤيدي حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة ماريو دراغي، قبل أن يسحبا دعمهما ويساعدا في دفعها إلى الانهيار؛ ما تسبب في إجراء انتخابات مبكرة“.
واختتمت ”التايمز“ تقريرها بالقول ”تواجه ميلوني، الآن التحدي المتمثل في منع شريكيها من التمرد عليها“.
وتابعت ”بالإضافة إلى المناوشات حول العقوبات ضد روسيا، ألغى ميلوني وسالفيني، السياسة المالية وقد يتصادمان بشأن اختيار الوزراء؛ ما دفع الخبراء إلى توقع أن إدارتهما قد تواجه صعوبات“.
اتساع الاحتجاجات في روسيا
سلطت صحيفة ”فاينانشيال تايمز“ البريطانية الضوء على المظاهرات التي اجتاحت روسيا، احتجاجا على التعبئة العسكرية.
وذكرت الصحيفة أن ”الاحتجاجات المناهضة للتعبئة انتشرت في جميع أنحاء روسيا، وذلك في أقوى مؤشر على السخط الشعبي منذ أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين، بغزو أوكرانيا“، مشيرة إلى أن ”الرجال الذين يسعون للهروب من التجنيد يندفعون إلى الحدود مع جورجيا وفنلندا وكازاخستان ومنغوليا“.
وقالت الصحيفة، إن ”السكان المحليين في مدينة داغستان، أغلقوا طريقا سريعا واشتبكوا مع الشرطة وهم يهتفون ضد الحرب، وذلك وفقا لمقاطع فيديو نشرها نشطاء محليون على وسائل التواصل الاجتماعي“.
وأضافت ”تم الإبلاغ عن هجمات الحرق العمد في مكاتب التجنيد التابعة للجيش في 16 منطقة روسية في الأيام التي أعقبت إعلان بوتين، وهو ما يقرب من عدد الحوادث التي وقعت في الأشهر الستة الأولى من الحرب؛ ما أسفر عن اعتقال أكثر من 2240 شخصا“.
وتابعت الصحيفة -نقلا عن محامين ونشطاء- أنه ”على الرغم من أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنها ستقوم بتجنيد ما يصل لـ300 ألف رجل من ذوي الخبرة العسكرية، فقد أصدر المسؤولون المحليون استدعاءات لقطاع عريض من الأشخاص الذين لا يخضعون لبنود مرسوم بوتين“.
ونقلت الصحيفة عن العديد من الأشخاص، زعمهم أنه ”تم تجنيدهم على الرغم من وعود وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بعدم استدعاء الأشخاص الذين ليس لديهم خدمة عسكرية سابقة أو آباء لـ4 أطفال أو أكثر، وكذلك الأشخاص الأكبر من سن التجنيد أو المصابين بأمراض مزمنة“.
وتضررت المناطق التي تضم أقليات عرقية كبيرة، مثل: داغستان، وكذلك ياقوتيا وبورياتيا في شرق سيبيريا، بشدة من حملة الاعتقالات.
”زعيم جديد“ في إيران
ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أنه وسط الاحتجاجات العنيفة التي دخلت أسبوعها الثاني على وقع وفاة شابة داخل أحد مراكز الاعتقال التابعة لشرطة الأخلاق الإيرانية، ”يظهر زعيم قوي جديد من الظل“.
وأشارت الصحيفة إلى مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي، ”والذي قد يخلف والده في منصبه، وذلك بعد أن عمل في الخفاء لأعوام، موضحة أن الزعيم الخفي هذا بات هدفا واضحا للغضب في مظاهرات حقوق المرأة“.
وقالت الصحيفة إنه ”بينما يخرج الإيرانيون إلى الشوارع للاحتجاج على قواعد اللباس الصارمة في البلاد، هتفوا من أجل موت رجل كان يمارس السلطة سرا، على الرغم من أنه ليس لديه منصب حكومي رسمي“.
وأوضحت أن ”خامنئي الابن (53 عاما) له تأثير في تعيين مسؤولين أمنيين والإشراف في بعض الأحيان على أجزاء رئيسة من جهاز الأمن الإيراني، الذي يتعرض حاليا لتدقيق متجدد في أعقاب اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين بشأن وفاة مهسا أميني“.
وقالت ”بنى مجتبى خامنئي، سمعة باعتباره حارسا لوالده، حيث أعلنت مصادر مطلعة أن زعيم الظل الجديد أصبح الآن منافسا جادا لخلافة والده“.
وأشارت الصحيفة، إلى أن ”المؤسسة الدينية الإيرانية قامت بترفيع خامنئي الابن، إلى رتبة آية الله، وهو لقب ديني مرموق سيحتاجه ليصبح المرشد الأعلى الجديد“، موضحة أن ”ذلك جاء تزامنا مع تدهور صحة والده (83 عاما) في الأسابيع الأخيرة، ما أجبر الأخير على عدم الظهور وإلغاء الاجتماعات والدخول في عزلة مؤقتة“.
ونقلت الصحيفة عن محللين إيرانيين قولهم، إن ”الظهور العام المتزايد لمجتبى، في الأيام الأخيرة يعد علامة على تشدد الخط المعادي للغرب، في وقت تعثرت فيه المفاوضات النووية، فيما تراجع الاقتصاد بالداخل وتزايد الاستياء من الحكم“.
وأضاف المحللون، أن ”صعود مجتبى، يمثل تحولا بعيدا عن القيادة الدينية التقليدية التي كانت حاسمة في تأسيس الجمهورية الإيرانية“، موضحين أنه ”يمثل، بدلا من ذلك، الجماعات شبه العسكرية ورجال الدين الأكثر تطرفا الذين ظهروا في السنوات الأخيرة كأقوى الجهات الفاعلة في البلاد“.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين قولهم، إن ”مناطق نفوذ مجتبى، في دائرة والده تشمل العمليات العسكرية والاستخبارية الدولية، وقوات ”الباسيج“، وهي جماعة شبه عسكرية مترسخة بعمق لقمع المعارضة.