تشرين الذكرى المؤلمة
د علوان العبوسي
6 / 10 / 2022
[size=32]تشرين الذكرى المؤلمة[/size]
ضمنت عنواني للموضوع عبارة (المؤلمة) لكون الحرب لم تحقق هدفها الاستراتيجي العام الذي خطط له بتحرير سيناء والجولان المحتلين وقد تحقق هدف مصر المخطط له دون الجولان رغم الخسائر الجسيمة التي مني بها الجيشان السوري والعراقي على وجه الخصوص .
في كل عام نستذكر حرب تشرين 1973 هذه الحرب التي حققت تعاون عربي غير مخطط له قبل الانتصار على الكيان الصهيوني ، نستذكرها بقلوب ملؤها الايمان بعروبتنا وتاريخنا الذي يفترض ان يمثل نبراسا لواقعنا العربي في الوحدة والانعتاق لمستقبل افضل وليس العكس ، نستذكر هذه الذكرى بشكل اساس من اجل اجيالنا الجديدة التي لم تتعايش معنا تلك الايام ولم تتعارف على واقع قواتنا العسكرية المشرف في هذه الحرب وغيرها في سفر تاريخ هذا الجيش العربي ، عليه يحاول اعدائنا تشويه انتصارات قواتنا المسلحة وافهام هذه الاجيال عكس الواقع بتخطيط مدبر امريكي وقح وايراني فارسي حاقد تسعى لتحقيق هدفها المرسوم لها في بروتكولات حكماء صهيون ، واحلال بدلا عنها امور غايتها غسل عقول شبابنا ومحاولة افسادهم واضعاف قدراتهم العلمية والاخلاقية والوطنية وبالتالي محو ارثنا الثقافي والوطني العربي الاسلامي الحقيقي وليس الاسلام الذي تروج له ايران ، وهذا ما درج عليه المحتل ايضاً بعد احتلاله العراق بهدف في الديمقراطية والتحرير والتغيير للافضل وتبين بعد حين كذب هذه الاهداف بعد تسليط فئات واحزاب معادية منذ ايامه الاولى وفق الامر 91 سئ الصيت الذي اصدره الحاكم الاداري بريمر، عبثت بكافة قدرات العراق ودفاعه الوطني ولا زالت تعبث دون رادع يردعها فالكل يهدف لتدمير البلد لصالح هذا العدو الغاشم واعوانه .
اما في ماهية هذه الحرب فقد شارك العراق بمعظم قواته البرية والجوية بشكل سريع دون ان يكون له علم بتوقيتها عند سماع ذلك من المذياع بتوجيه الضربات الجوية الشاملة ضد الاهداف الاسرائيلية في سيناء والجولان ،في الساعة 1400 من مصر وسوريا .
موجز لمشاركة القوات المسلحة العراقي في حرب تشرين الاول/ اكتوبر 1973
من مصر
قبل الحرب تم تبادل الزيارات لرؤساء الاركان العراقية والمصرية وطلبت مصر ارسال سرب من طائرات الهنتر العراقية كبادرة تعاون بين البلدين وقد وافق العراق على ذلك وتم ارسال السربين السادس والتاسع والعشرون في نيسان 1973 وتم ايوائهم في مطار قويسنا بالدلتا المصرية لحين المساهمة في الضربات الجوية الشاملة في الساعة 1400 يوم 6 تشرين الاول / اكتوبر 1973 مع القوات الجوية المصرية ولحين انتهاء الحرب في 22 تشرين الاول / اكتوبر 1973 .
من سوريا
إجراءات القيادة السـياسـية العراقيةفي مساء اليوم نفسه اجتمعت القيادة السـياسـية والعسكرية العراقية برئاسة رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر، وبعد التشاور مع القيادة السورية أصدرت قرار المشاركة في الحرب، وأوعزت للسـربين التاسع والحادي عشـر (ميج 21) بقيادة المقدم الطيار الركن محمد سلمان الفراجي، التوجه فوراً إلى سوريا، كما أوعزت إلى أسـراب الهجوم الأرضـي الأول والخامس والثامن (سوخوي7) والسـرب السابع (ميج17) التوجه تباعا إلى سوريا.كما أوعزت إلى الفرقة المدرعة الثالثة بقيادة العميد الركن محمد فتحي أمين التحرك كأسبقية أولى، و ألويتها (ل مدرع 12) بقيادة العقيد الركن سليم شاكر الإمام، و(ل مشاة آلي بقيادة العقيد الركن محمود وهيب، و(ل مدرع 6) بقيادة المقدم الركن غازي محمود العمر ، والفرقة المدرعة السادسة بقيادة العقيد الركن دخيل الهلالي التحرك كأسبقية ثانية ألويتها (ل مدرع/30)، بقيادة المقدم الركن وليد محمود سـيرت و(ل مدرع/16) بقيادة المقدم الركن عبد الفتاح أمين المراياتي، و(ل مشاة/15) بقيادة المقدم الركن طارق محمود شكري)، واللواء الآلي من فرقة (المشاة الآلي/20) بقيادة العقيد الركن سلمان باقر، واللواء (المشاة/ 5) من الفرقة المشاة الرابعة بقيادة المقدم الركن عبد الجواد ذنون، الفوج الثاني من القوات الخاصة بقيادة الرائد الركن قوات خاصة نزار عبد الكريم الخزرجي. في الساعة 1000 من يوم 8 تشرين الاول/ اكتوبر تحركت اسراب طائرات الهجوم الارضي السوخوي/7 الخامس والاول ومن بعدها طائرات السرب السابع الميج 17 الانطلاق الى قاعدة الوليد الجوية ومنها الى سوريا حيث استقرت في القواعد الجوية السورية ( بلي ) (دمشق) (الضمير) ، وقد سبقتها الطائرات المتصدية يوم 7 تشرين الاول من السربين الحادي عشر والتاسع واستقرت في قاعدة (السيكال والناصرية)، وباشرت فورا تنفيذ مهام التصدي للطائرات الاسرائيلية . طائرات الهجوم الارضي باشرت بتنفيذ المهام القتالية يوم 9 تشرين الاول وحتى وقف اطلاق النار في 22 منه .
في صباح يوم 11/10 وصلت طلائع القوات المدرعة من الفرقة المدرعة الثالثة العراقية سوريا وكان توجيه القيادة العسكرية السورية دفع أية قوات عراقية تصل إلى محور دمشق – الصنمين – درعا إذ كانت هذه القيادة تتوقع قيام الإسرائيليون بحركة إحاطة واسعة على محور القنيطرة - غباغب –الكسوة – دمشق ،مع تثبيت القوات السورية على محور القنيطرة – سعسع / كناكر – الكسوة دمشق ،وخلال هذه الليلة وصل اللواء المدرع /12 من الفرقة الثالثة العراقية المحمول على العجلات إلى منطقة الغوطة جنوب دمشق ،إذ أجتاز منطقة اجتماع اللواء الالي / 8 الذي يصل تباعا لإعادة التزود بالوقود ثم تحرك سريعا نحو الجنوب إلى منطقة الصنمين ،وعندها أنزلت دبابات وعجلات قتال اللواء وهما كتيبتي دبابات المعتصم و قتيبة والفوج الآلي/ 3 ،مع كتيبة مدفعية وبطرية مقاومة طائرات ، ثم أنفتح هذا اللواء بتشكيل قتالي ضمن قاطع الفرقة الخامسة السورية في أنخل بعد عناء لضعف الدلالة والتنسيق،بعدها أوجز آمر اللواء إيجازا بسيطا قدم من قبل ضابط ارتباط سوري عن الموقف العام ، وكانت المفاجأة بالنسبة للعراقيين بأن الموقف قد أنقلب رأسا على عقب ،وأن القوات السورية قد لجأت إلى الدفاع ،بل إلى القتال التراجعي أمام تعرض مقابل أسرائيلي كبير بقوات مدرعة كبيرة وبإسناد جوي كثيف وفعال ،يقابل ذلك ،أن القوات العراقية لم ترتبط بمقر قيادة محدد.... شرع اللواء المدرع/ 12 العراقي للقيام بأول مهمة قتالية له وبحماسة عالية صباح يوم 12 تشرين اول(اكتوبر) ،دون أية استطلاعات ميدانية أو معلومات تفصيلية كما هو معتاد نحو الغرب على محور الصنمين – قيطة – كفر شمس – كفر ناسج – تل الشعار ، باحثا عن العدو وبعد تقدم 17 كم أصطدم بتشكيل مدرع إسرائيلي في معركة ملاقاة سريعة، فيفاجأ الإسرائيليون بما يزيد عن مائة دبابة وعجلة قتال مدرعة تهاجمهم بقوة وعنف وتكبدهم خسائر غير قليلة ، فيتراجع الإسرائيليون للخلف تاركين عددا من دباباتهم المدمرة والمعطوبة خلفهم ،ذات الوقت الذي وصل اللواء الالي/8 العراقي إلى منطقة كفر ناسج فشكل قاعدة دفاع بالمشاة خلف اللواء/ 12 (وفقا لعقيدة القتال العراقية، أي إسناد انطلاق الوحدات المدرعة بقاعدة قوية من المشاة )، لقد ايقن الجنرال الإسرائيلي (لانير ) الواقف على قمة (تل الشعار )في تلك الساعة ، أن القوات العراقية قد وصلت بوقت خارج توقعات استخباراتهم ،فأصدر أمراً لقواته بإيقاف التقدم نحو العاصمة دمشق على الفور لمواجهة القوات العراقية التي ستضرب مركز قواته مما يعرض قواته للعزل والخطر،(هنا يكمن الدور العراقي الرئيسي في هذه الحرب في منع الإسرائيليين من مهاجمة واحتلال دمشق .بالوقت الذي لا ننسى حكمة القرار السوري في زج القوات العراقية في هذا الاتجاه ). اكتفي بهذا القدر من قتال قواتنا البرية فقد ابلت بلاءً حسنا لحين وقف القتال في 22 تشرين الاول ، وتكبدت خسائر تقدر بحوالي 137 دبابة وعجلة قتال مدرعة مع 323 شهيدا وجريحا خلال أكثر من أسبوع من القتال المستمر والعنيف. استنتاج
من خلال طيراننا للطلعات الأولى سواء في قاعدة (بلي) أو (مطار دمشق الدولي) ظهر لنا ضعف استعداد الطيران السوري للمعركة التي من المفروض أنهم استعدوا لها منذ زمن طويل، على ما يبدوا لأسباب عديدة منها ، عدم معرفتهم بتكتيكات الطيران التعبوية المطلوبة لمواجهة القوة الجوية الاسرائيلية، وكان من المفروض تعريفهم على ذلك بسبب قربهم من إسرائيل، واختيار الأساليب المناسبة للمواجهة سواء كطائرات هجوم أرضي أو متصديات (وهذا لم تفعله سوريا في خطتها الهجومية ،واكتفت بمهام الاسناد الجوي القريب والتجريد فقط دون استخدام القوة الجوية بواجباتها الرئيسة كالحركات الجوية المقابلة ).
لقد تسبب ذلك بكثرة خسائرهم بالطائرات لأهداف لا تتناسب وعمل القوة الجوية مثل أسلوب الطيران والمناورة، أثناء التقرب الى الهدف ، في الحقيقة كنا عون لهم بذلك فقد بذلنا جهداً موضحين بعض هذه التكتيكات أثناء الملاحة الى الهدف وأثناء الهجوم والانسحاب، وقد أجابونا ليس السبب نحن كطيارين ولكن المفروض بالقيادات السياسية السعي بالتعاون مع باقي القوات الجوية العربية للتعرف عن كثب معها، وتبادل الخبرات في هذا الصدد، وهذا جداً صحيح. ، من الأمور الأخرى هي الطيران دون إيجاز لإيضاح بعض الأمور المهمة في الطيران في حالة القذف أو الأسر ، مما تسبب عنه الاشتباه ببعض طيارينا وقتل البعض منهم من قبل القوات العربية المشاركة ، ثم التخطيط للضربات غير مجدي فالخرائط معدة سلفاً، ومثبت عليها الأهداف وكل خارطة تحوي 5 – 10 أهداف وطريق الذهاب والعودة، وعندما تنظر الى الخارطة لا تفهم منها شـيء، وهي بقياس 1/1000000 مما جعلنا نقوم بعمل خرائط جديدة موضحين عليها الأسلوب المثالي للضربات الجوية، ولكل هدف على حدى وواجهنا معارضة من الدفاع الجوي، على اعتبار أنهم اختاروا ممرات ثابتة لكي لا يختلط عليهم الأمر مابين الطيران الاسرائيلي والصديق، وهذا هو اهم واجبات الدفاع الجوي ، لذلك عند الطيران كان العدو على علم مسبق بأساليب تقرب التشكيلات السورية الى أهدافها، وأي الأهداف سوف تهاجمها هذه القوة، عليه كانت إسرائيل تضع كمائن للطيارين وتتمكن من إسقاط طائراتهم بسهولة، وقد أبدت القيادة العراقية تحفظها عن هذه الأساليب التي يمكن أن أطلق عليها بالأساليب البدائية في استخدام القوة الجوية غير المتوازنة مقارنةً مع الطيران الإسرائيلي المتقدم .
خلاصة ما توصلنا إليه أن الطيارين السوريين شجعان جداً، وقريبون من الطيارين الانتحاريين، دون داعٍ تجاه مثل هذه الأهداف ،التي ضحّت سوريا فيها بمعظم طياريها، فالشجاعة دون تخطيط هي ضرب من الجنون والفوضى غير المقبولة أو المتزنة.
الخطة الجوية العراقية المقترحة
بعد زيادة نسبة الخسائر غير المقبولة بالطيارين والطائرات في مهام ليست لها تأثير مهم على سير المعارك، وتمكن العدو الإسـرائيلي استعادة كافة الأراضـي التي احتلتها القوات السورية في بداية المعركة، وليس للطيران أن يغير من هذا الواقع شيء إلا إذا تم تجاه أهداف إسـرائيلية إستراتيجية في العمق البعيد، وهذا لم تخطط له القيادة الجوية السورية وحتى المصـرية، بل اقتصـر دور القوات الجوية السورية ومن بعدها العراقية على مهام الإسناد الجوي القريب وبعض أهداف التجريد التي لاتعتبر من المهام الرئيسة للسلاح الجوي .
الإجراء الذي اتخذته القيادة العراقية في سوريا على راسها الفريق الركن عبد الجبار شنشل والقادة الجويين ، العميد الطيار نعمة الدليمي، والمقدم الطيار محمد جسام ، والمقدم الطيار الركن نجدت النقيب ، والمقدم الطيار صباح صالح وامري الاسراب ، هو إيقاف العمليات العراقية في سوريا، ووضع خطة عمل جديدة تتضمن توجيه الضـربات الجوية لأهداف في العمق الإسـرائيلي لتخفيف الزخم عن جبهات القتال، ومهما بلغ الثمن (قواعد جوية، منشآت اقتصادية، أهداف حيوية ....إلخ)، وتم رفع الخطط البرية والجوية العراقية إلى القيادة العامة للقوات المسلحة السورية، لكنها لم توافق عليها لأسباب كثيرة أهمها احتمال إيقاف القتال قريباً، مما اضطر القيادة الجوية العراقية الاستمرار بالقتال على النمط السوري الفاشل تماماً ، وذلك لكون معظم الطيارين السوريين قد استشهدوا، وأصبح من غير المعقول تركهم وهم بهذه الحالة، (أثناء تواجدنا ضمن غرفة عمليات القاعدة التقينا بالنقيب الطيار السوري كمال عبد الله، وكان معاون آمر السـرب السوخوي السوري الذي فقد معظم طياريه ولم يبقى سواه وعدد قليل من الطيارين الأحداث، قال لنا لا تتخلوا عنا فلم يبقى لدينا سوى أعداد قليلة من الطيارين، نحن نعرف أن قيادتنا لم تحسن استخدام سلاحنا الجوي ولكن ما العمل والحرب ما تزال قائمة، ولا مجال للتغيير، وكان يتكلم وعيناه تدمعان حزناً لما جرى، قال له المقدم الطيار صباح صالح نحن قدمنا من أجلكم فكيف نتخلى عنكم بل سنستمر وأمرنا إلى الله).
ملاحظة : اثناء القتال في سوريا وصل العراق سرب من الطائرات الروسية (سوخوي /20) ذات القدرة القتالية العالية، وتم ارسال عدد من الطيارين الى بغداد لجلبها بغرض أشراكها في القتال الا ان الحرب اوقفت وتم ارجاء هذا الموضوع .
خسائرنا في سوريا
بلغ إجمالي خسائرنا في سوريا فقط 10 طيارين وأسير واحد هو الملازم الاول الطيار سعد الاعظمي و15 طائرة سوخوي7 وطائرتان ميج 17 و5 طائرات ميج 21، . كما بلغت عدد الطلعات المنفذة بطائرات الهجوم الأرضي حوالي 200 طلعة، وضعف هذا العدد بالنسبة للطائرات المتصدية .
العودة إلى العراق
في 14 أكتوبر قرر الرئيس المصري أنور السادات تطوير الهجوم شرق قناة السويس باتجاه المضائق بالرغم من ممانعة القادة العسكريين ذلك، مما أدى إلى تحرك القوات المصرية ومعها وسائل الدفاع الجوي باتجاه الشرق، سبّب ذلك حدوث ثغرة في الكشف الراداري المصري، استغلته إسرائيل لصالحها وتسللت منه مجاميع من الطائرات الإسرائيلية باتجاه الغرب، وبالتالي إيجاد منفذ لعبور قواتهم البرية غرب القناة في منطقة (الدفرسوار) وتعرضها للجيشين الثاني والثالث، وتهديد منطقة الإسماعيلية والسويس، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية بالجيش المصري.
عليه قررت كلٌّ من مصر وسوريا وقف القتال بناء على قرار مجلس الأمن 338 ، واقترح العراق استمرار المواجهة إلا أن سوريا رفضت ذلك على اعتبارهناك خطة والتزام مشترك مع مصر .
عادت قواتنا المسلحة البرية والقوة الجوية إلى العراق بعد 23 أكتوبر، وهي بذلك تسجل أروع صفحة من صفحات البطولة في تاريخها الحديث المشرف نفتخر به على مر الأجيال، ولا يجب أن ننسـى أن هذا الدور حدث في ظروف غير طبيعية في سوريا ، من السكون إلى الحركة مباشرة دون الاستحضارات المتعارف عليها في التحشد والحركة وثم الاشتباك مع العدو دون معرفة تفاصيل الخطط، وقبولنا بالخسائر من أجل المبادىء، وإحياء اللحمة العربية تجاه كيان غاصب متعجرف.
وهكذا أسدل الستار على دور الجيش العراقي في حرب أكتوبر 1973 التي أعطت درساً لكل الأعداء أن الوطن العربي وطن واحد، مهما حدث من مشاكل بين الأخوة وإن العراق يجب أن يبقى عصياً على الأعداء قوياً على مدى العصور ومهما حصل ولكل جواد كبوة.
عودة القوة الجوية العراقية من سوريا
بتاريخ 22/10/1973 أصدرت القيادة السياسية العراقية على مضض قرارها بانسحاب القوات العراقية من سوريا ومصـر، بعد أن اكتمل وصول الفرقة السادسة المدرعة وباقي الألوية الأخرى في 18 تشرين الاول / اكتوبر 1973الى سوريا ، وانضمامها إلى الفرقة الثالثة المدرعة وبدأت أعمال الإستحضارات لمواجهة القوات الإسـرائيلية بهجوم مقابل غرضه إطالة أمد الحرب التي لاتقوى عليها إسـرائيل، ولكن قرار الهجوم هذا لم يلقى إستحسان القيادات العسكرية المصـرية والسورية وكان بمثابة انتكاسة شديدة للقيادة السياسية العراقية، بعد أن تكبدت قواتها العسكرية مئات الشهداء والجرحى والأسـرى في هذه الحرب، التي لم يبلغ بالاشتراك فيها مسبقاً، لقد أطلقت هذه القيادة على هذه الحرب تسمية حرب تحريك وليس حرب تحرير وهذه حقيقة كما اثبتته الواقع المستقبلية والجولان لاتزال محتلة حتى الان وضمها الى اسرائيل بقرار الرئيس الامريكي ترامب .
رحم الله شهداء القوة الجوية العراقية الأبطال في سوريا ( الرائد الطيار نامق سعد الله ، النقيب الطيار كامل سلطان الخفاجي ، الملازم الطيار متعب علي الزوبعي ، الملازم الاول الطيار سلام محمود أيوب ، الملازم الاول الطيار عصام جانكير ، الملازم الاول الطيار رضا جميل ، الملازم الاول الطيار قيس عبد الرحمن ، الملازم الطيار إبراهيم كاظم، والملازم الطيار إسماعيل )، وشهداء وجرحى القوات البرية العراقية الأبطال ( 323 شهيد وجريح )، الذين أبلوا بلاءً حسناً في هذه المعركه ، كان لنا أسير واحد في سوريا هو الملازم الطيار سعد الأعظمي من السرب الخامس، وطيار آخر قذف من السرب السابع، وعاد الى سربه سالماً قبل أسره هو النقيب الطيار حسين علي .
اما في مصر فقد استشهد كلا من النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي ، والملازم الاول الطيار سامي فاضل والملازم الطيار عامر احمد القيسي ، وثلاث طيارين اسرى هم النقيب الطيار عماد احمد عزت ،والملازم الاول الطيار عبد القادر خضر ، والملازم الاول الطيار دريد عبد القادر ، واثنان قذفوا من الطائرة وعادوا الى القوات المصرية هم الرائد الطيار ناطق محمد علي ، والملازم الطيارضياء صالح ، اما خسائر الطائرات فهي ثمان طائرات .
نصيحة الى شبابنا العراقي العربي الواعد الناهض ان لايلتفتوا لمن يطعن بتاريخ وكفاءة ووطنية قواتنا المسلحة وعليهم ان يدركوا لماذا سعت القيادة الامريكية والبريطانية والفارسية احتلال العراق وتدمير قواته المسلحة حامي حمى امتنا العربية ودليلنا مايجري اليوم من انتهاكات لهذه الامة من اعداء شتى بقيادة امريكا وحليفتها فارس بعد غياب العراق مع تقديري واعتزازي.
عاش العراق شعبا ووطنا وقوات مسلحة
[size=32]شكر وتقدير[/size]
كالعادة في مناسباتنا الوطنية والقومية يشاركني الاستاذ مهند عبد الجبار الشيخلي بتصاميمه الرائعة التي تحاكي الحدث فله مني كل الشكر والتقدير