"ام الثلج"... تعود الى الواجهة!!
متي كلو
"ام الثلج"... تعود الى الواجهة!!
"من يسرق مرة يصبح لصا إلى الأبد"..وليم لانغلاند
ايفان جابرو .. كانت وزيرة الهجرة والمهجرين في حكومة مصطفى الكاظمي، واختيار الكاظمي لهذه السيدة لم يكن صدفة او باليانصيب او" حلم ليلة صيف" ولم يكن اختيارها لكونها شخصية مهنية ذات خبرة، بل تم اختيارها من قبل حركة وكتائب بابلون التي تنطوي تحت جناح تحالف الفتح بزعامة هادي العامري والموالي للشقيقة الكبرى"ايران"والمعروف عن كتائب بابليون،انها إحدى فصائل الحشد الشعبي في العراق يقودها ريان الكلداني المصنف على لائحة الإرهاب، وادرج اسمه ضمن لائحة العقوبات الخاصة بالخزانة الأمريكية وتجميد اصولة المالية بسبب ارتكابة انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ولم يبخلوا ذيول ايران من الاحزاب الاسلامية للتبرع باصواتهم لحركة بابلون التي تفوق مرشحيها على عدد الناخبين من المسيحيين الذين اشتركوا في الانتخابات المبكرة لاختيار ممثلي الكوتة المسيحية لصالحهم وعندما استلمت ايفان جابرو حقيبة وزارة الهجرة والمهجرين فكان لابد ان يقترن اسمها كما يقترن اسماء رفاقها من الوزراء والنواب الفاسدين بعمليات فساد، فكان لابد ان تقوم بعملية فاسدة لكي تثبت بانها جديرة بفنون الفساد الذي اسسها السيئ الصيت نوري المالكي والمتهم ببيع ثلث العراق الى"الدواعش" ولم يستطيع احد ان يستجوبه او يقدمه الى القضاء ، فكانت سرقتها بشراء قوالب الثلج لتضعه في مبردات الهواء الخاصة بالنازحين وقيمة هذه"القوالب" تجاوزت 6 مليارات من الدينار العراقي والدينار ينطح دينار!! وبالرغم من تداول هذه العملية عبر منصات التواصل الاجتماعي وبعض الفضائيات، ولكن رئيس مجلس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي اطبق الصمت، كما اطبق الصمت على كل جرائم الفساد وجرائم الاختيالات والقتل التي حدثت اثناء فترة شغله المنصب!!
في الانتخابات النيابية الاخيرة التي اطلق عليها بالمبكرة، فازت ايفان جابرو بمقعد في البرلمان العراقي باصوات عالية من الاحزاب الاسلامية، وهذا المقعد من ضمن المقاعد الاربعة التي فاز بها كيان بابلون والتي رفضته الاحزاب المسيحية العراقية، مؤكدة ان النتائج لا تمثل واقعها ابدا وهذا الفوز ربما اثار استغراب البعض من المسيحيين ولكن في زمن الدولة العميقة التي يسيطر عليها زمرة من الفاسدين من الاحزاب السياسية الاسلامية لم يستغرب اغلبية المسيحيين بنتائج فوز ايفان جابرو ورفاقها من حركة بابلون وجناحها المسلح المثير للجدل!!
محمد شياع السوداني، الذي استلم رئاسة مجلس الوزراء العراقي بترشيح من قبل الاطار التنسيقي الذي يتزعمه نوري المالكي والجميع يعلم من هو نوري المالكي و ماذا يعني الاطار التنسيقي واتجاهته وميوله وولائه وفساد قادته منذ 2003 ولغاية اليوم، ونوري المالكي اعلنها صراحة عندما تحدث علنا بان محمد شياع السوداني مرشح من قبله، اي ان السوداني يمثل سياسة المالكي ولسان حال حزب الدعوة بكل تفاصيل ما يحمله المالكي من افكار ضد العراق واستقراره وولائه لايران التي ما زالت مخالبها تنهش بجسم العراق اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا،فكان لابد من تسليم مرة اخرى حقيبة وزارة المهجرين الى ايفان جابرو لانها اثبتت جدارتها بولائها للاحزاب الاسلامية والسباقة في الفساد بين زملائها من الوزراء والنواب.
العملية الثانية من الفساد التي اقترفتها هذه السيدة في الوزراة الجديدة ، قيامها بتوزيع مواد غذائية فاسدة اي منتهية الصلاحية للنازحين الذين يعانون من برد الشتاء القارص وحرارة الشمس الحارقة منذ عدة سنوات بدون ان تقوم الحكومات المتعاقبة باعادتهم الى ديارهم والذي ادى الى انتشار الامراض المختلفة وازدياد اعداد الامية بين صفوفهم والعيش في خيام متهالكة ونقص حاد في الأساسيات ومشاكل اخرى ليس هنا مجال لشرحها، ولكن القارئ الكريم يعلم بها جيدا.
ان قيام الوزيرة بهذه الجريمة الجديدة بحق هؤلاء النازحين ادى الى مطالبة اصوات كثيرة على منصات التواصل الاجتماعي وبشكل مكثف للكشف عن هذه الجريمة وخاصة بعد مطالبة رئيس لجنة الهجرة والمهجرين والمصالحة المجتمعية النيابية في البرلمان العراقي "شريف سليمان" وزملائه الاخرين بسحب يد الوزيرة واحالتها الى التحقيق وجاء في طلب البرلماني|" إن المواد الغذائية التي وزعتها وزارة الهجرة والمهجرين في مخيم "مام رشان" كانت منتهية الصلاحية وليس صالحة للاستهلاك البشري".
كما قلنا سابقا وفي مقالات اخرى بان ايفان جابرو ،لا تمثل المسيحيين في اي شكل من الاشكال، بل تعتبر من الولائيين وان مطالبات البرلماني وزملائه بسحب يد الوزيرة لن يتحقق ولن يستطيع محمد شياع السوداني بسحب يدها او اقالتها وحتى الفات نظرها، لان السوداني جاء لينفذ اجندة الاحزاب الاسلامية ومليشياتها المسلحة وفي مقدمة هذه الاحزاب حزب الدعوة وايفان جابرو لا تستطيع ان تتجرأ بالقيام باي عملية فساد الا بموافقة تلك الاحزاب التي جاءت بها لتستلم حقيبة وزارة الهجرة والمهجرين للمرة الثانية .
اذا، الان اصبح طلب اقالة او سحب يد الوزيرة ايفان جابرو على طاولة محمد شياع السوداني، فهل يطلع عليه محمد شياع السوداني ويقوم بالاجراءات االازمة ، ام يبقى داخل ادراج مكتبه حاله حال ملفات الفساد الاخرى التي اتلفت بعد خروج رؤساء الوزراء السابقين، ام سوف يقوم النائب "شريف سليمان" بجمع التواقيع لاستجواب الوزيرة التي تنتمي الى حزب ميليشياوي، ام تستمر الوزيرة في سلطتها وعمليات فساد جديدة ومبتكرة !!