الحزب الاشتراكي الكردستاني – العراق ومفاوضاته مع النظام العراقي صيف ١٩٧٩ مالذي كسبه الحزب في تلك المفاوضات وماهي خسارته ؟!
أمير الرشيد
الحزب الاشتراكي الكردستاني – العراق ومفاوضاته مع النظام العراقي صيف ١٩٧٩ مالذي كسبه الحزب في تلك المفاوضات وماهي خسارته ؟!
بعد اتفاقية الجزائر عام 1975 اثر انهيار الثورة الكردية عقب الاتفاقية المذكورة والموقعة بين شاه ايران و صدام حسين نائب الرئيس العراقي وعلى اثرها انتهت حالة القتال بين البيشمركة والجيش العراقي حيث عاد اكثرية العائدين والكوادر الحزبية وموظفي الدولة الملتحقين والملتحقين بالثورة.
التي قادها الحزب الديمقراطي الكردستاني والتي قادها القائد البارزاني ( الاب ) والتي كان يقدر اعدادهم بمئات الالوف مستفيدين من قرار العفو العام الشامل حسب بنود الاتفاقية المذكورة وايضا عاد الكثيرون من القيادات والكوادر العسكرية والمدنية والاعلامية مستفيدين من قرار ( العفو )..
واهمهم السيد صالح اليوسفي المعروف ب ( سيدا ) وسكرتير الحزب حبيب محمد كريم ( الفيلي ) ونقل الاغلبية الساحقة منهم الى محافظات الوسط والجنوب والاخرين الذين رفضوا العودة انتقلوا الى الاراضي والمدن الايرانية متوزعين في المناطق الايرانية ك ( لاجئين ) كما حصل قسم لا يستهان بهم الى تاشيرات الدخول والاقامة بصفة لاجئين في الدول الاوربية والعدد الاكبر منهم اتجهوا الى الولايات المتحدة حيث رحبت بهم امريكا لشعورها بالذنب ومحاولتها تخفيف ومشاعر الاستياء منها لكون امريكا كانت العراب عن طريق ( هنري كيسنجر ) في التقارب والتفاهم بين ( الشاه وصدام ) بالاضافة الى دورالرئيس الجزائري ( هواري بومدين ) في التقارب بينهما (وابرام ) الاتفاقية على اراضيها على خلفية واجواء مؤتمر البلدان المصدرة للنفط ( اوبك ) في آذار 1975..
اما في داخل ايران حصلت بين القيادات الراسية والكوادر في الحزب الديمقراطي الكردستاني جولات من الاجتماعات والحوارت ( ولا نريد الخوض فيها ) تمخض عنها تشكيل سمى ب ( الحزب الديمقراطي الكردستاني – اللجنة التحضيرية ) بقيادة د.( محمود عثمان ) وقيادة جديدة في الحزب الديمقراطي الكردستاني ( الام ) سمي ب ( القيادة المؤقتة ) للتهيوء بالاستعدات ولم الشمل لقياديه وكوادره نحو المؤتمر القادم وكل هذه التشكيلات والتغييرات جرى واكتمل في عام و1976 .
وقبل ذلك كله اعلن ولادة حزب كردستاني عراقي جديد في شهر (مايس ) عام 1975 من مقهى ( طليطلة ) في الشام ( دمشق ) سمى ب (الاتحاد الوطني الكردستاني ) بقيادة ( مام جلال الطالباني ) مع عدد من رفاقه وكوادره السابقين في الحزب الديمقراطي الكردستاني وهدفهم اعلان الثورة الجديدة في كردستان العراق وبعد ذلك اعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني – القيادة المؤقتة اعلان الثورة مجددا وسمي ب(ثورة گولان) ولما راى الحزب الديمقراطي الكردستاني – اللجنة التحضيرية بتواجد القيادة المؤقتة في الساحة الكردستانية قام الحزب المذكور بتغيير اسمه الى ( الحزب الاشتراكي الكردستاني ) وكان ابرز قادته السياسين هما السيدين ( د. محمود عثمان و عدنان المفتي ) بالاضافة الى الكوادر السياسية والعسكرية التي ساهمت في تشكيل هذا الحزب ومع نهايات عام 1977 و مطلع عام 1978 ابتدأت النشاطات والفعاليات القتالية لهذا الحزب على اراضي كردستان العراق ولما كان هذا الحزب جديدا على الساحة الكردستانية ولتعريف نفسه كحزب مسلح له انصاره ونشاطته كان تعمد الى القيام بالعمليات القتالية والعسكرية ذات (الصدى والطابع) الاعلامي من قبيل ضرب منشآت حيوية للنظام و خطف الاجانب والخبراء العاملين في المؤسسات العسكرية والمدنية والمطالبة بالفدية المالية لهم لتحقيق مورد مالي او تسليمهم الى دولهم وفق اجراءت معينة دون المطالبة بالفدية لتحقيق التعاطف الخارجي لهم وهذا ايضا يحقق لهم كسبا اعلاميا ومعنويا واصبح لهذا الحزب مساحات لا باس بها يسيطر عليها في كوردستان ونشطوا اعلاميا وتنظيميا في تلك المناطق بالاضافة الى العمليات القتالية التي يقومون بها ضمن القواطع الداخلة ضمن سيطرتهم في اجزاء معروفة من محافظتي اربيل والسليمانية وايضا لغرض تعريف الفصائل الكردية المقاتلة الاخريات بهم والاعتراف بوجودهم كقوة حزبية مقاتلة جنبا الى جنب معهم وان اختلف الاغراض والمسميات واخر خطوة مهمة قامو بها بعد مخاض عسير وبتوافق داخلي مع كوادرهم السياسية حيث قروا مد الجسور مع النظام العراقي وفق حوارت ومفاوضات لتحقيق وان كان الحد الادنى من الحقوق المعقولة المشروعة للشعب الكردي وهذا ما قررته القيادة لهذا الحزب (الحزب الاشتراكي الكردستاني) القيام به بصرف النظرعن النتيجة النهائية اي ( النجاح والفشل ) لسببين اشعار النظام العراقي بانهم قوة في الساحة الكردستانية لا يستهان بها وايضا ليكون بذات التأثيربنظر بقية القوى الكردية المحاربة لنظام بغداد وبنظر المواطن الكردي وستكون لهم المكانة والموقع في النضال مع بقية الاحزاب والقوى الكردسانية وهكذا في صيف عام 1979 حصل لقاء تمهيدي مع بعض رموز النظام تمهيدا لاجراء المفاوضات الكاملة معه وكان تحفظ سلطات النظام الامنية والعسكرية متشددة في سرية هذه المفاوضات للحؤول دون وصولها ومعرفتها من قبل اية مؤسسة سيادية عراقية عدا الاجهزة الامنية وفي نطاق ضيق جدا وكذلك للمواطن العراقي وحضر الجولة الرئيسية للمفاوضات د. محمود عثمان وعلمت من احد الاصدقاء ان محل اقامتهم لم تكن طبعا في الفنادق ولا في بيوت الضيافة المعتمدة لدى السلطات العراقية الرئيسة وكان اشبه بالمنتجع الساحي لكي لايكونو عرضة لمشاهدتهم من قبل اناس ( فضوليين ) ! وتسرب انباء المفاوضات الا ان المفاوضات لم تسفر عن اية نتيجة ايجابية ورفضها من قبل الجانب الكردي بطريقة دبلوماسية هادئة وبعدم قطع خيوط اللقاءات التي قد تسفر عن نتيجة مفيدة للطرفين وايضا لغرض تامين ( السلامة الشخصية للمفاوضين) ! ولعل الفائدة المعنوية للحزب كان جيدا وعاليا حينما تفتح السلطات اذانها لمطالب الشعب الكردي من خلال هذا الحزب باعتباره رقما جديدا ومهما على الساحة الكردستانية وفي تطور مهم ظهرت هناك روايتين من شخصيتين امنيتين عراقتين اولها ان المفاوض الكردي بعد ان وصلت المفاوضات الى مداه الاخير ولم يغلق حسب قول المفاوض الكردي وانهم بصدد المشاورة مع كوادرهم الساسية لكي يتم الاتفاق نهائيا وقيل لهم ايضا اننا نأمل في التوصل الى اتفاق ونطمح الى حصول مرونة لديكم او استجابة لمطاليبنا تلك او تعديلاتها نرجو منكم الاتصال ب ( سيدا صالح اليوسفي ) وايصاله برايكم النهائي لانه شخصية سياسية كردية وله منزلة خاصة لدى جميع التيارات السياسية الكردية وان كان قد اعتزل سياسيا ! وكانت هذه القنبلة التي ادت الى انهاء حياة ( اليوسفي ) بتلك الطريقة الغادرة حيث كثفت السلطات الامنية من مراقبتها للمذكور واهمها مراقبة هاتفه في الدار على مدار الساعة وتبين لهم ان الشهيد ( سيدا صالح ) كان ( القائد المؤسس ) للحركة او الحزب الاشتراكي الكوردستان و( الاب الروحي ) له !.. والرواية الاخرى عن طريقة كشف علاقة ( المغدور ) بذلك الحزب كان من خلال الزيارات التي قام بها المفاوضون الكرد اليه في داره والتي ولدت شكوكا لدى جهاز الامن العام العراقي بوجود علاقة تنظيمية له..واي كان فان الحزب خسر شخصية مرموقة مؤثرة في قيادة الحزب ..ولعل من اسباب ضعف هذا الحزب في و منتصف الثمانييات ان القيادة السياسية له لم يكن مؤثرا ومركزيا مع قادته وامرائه العسكريين فكانو يرتكبون الكثير من الحوادث دون الرجوع الى قيادتم الساسية العليا باعمل القتل بسبب كراهية او عداء شخصي لاشخاص (مواطنين كرد) مثل الامتناع عن دفع مبالغ مالية اقل مما يطلبونه من الاثرياء والتجار والمقاولين واصحاب حقول الدواجن و فتح نيران على سيارة لمواطنين مدنيين لم يستجيبوا باشارتهم بالتوقف في الطرق العامة غير ذلك ..
ولعل اثنان من الكوادر العسكرية اكتسبوا شعبية ومحبة لدى اهالي القرى وحتى المدارس ومعلميها في قواطع عملياتهم هما ( سيد كاكه ) والاخر الشهيد ( قادر مصطفى ) ..