لطفي الياسيني معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 80306 نقاط : 715287 التقييم : 313 العمر : 118 | موضوع: خطة الحَسِم وإقامة مملكة الله ناصيف معلم 17-4-2023 الأحد 30 أبريل 2023 - 21:55 | |
| خطة الحَسِم وإقامة مملكة الله ناصيف معلم 17-4-2023
ملخص للورقة: تتحدث هذه الورقة عن خطة إسرائيلية بعنوان "خطة الحسم"، وتهدف هذه الخطة الى ضم الضفة الغربية بعد تأهيل بنيتها التحتية من شوارع وجسور وانفاق وبناء المدن للمستوطنين اليهود الذين يعيشون في المستعمرات، حيث تهدف هذه الخطة الى تشجيع اليهود خارج الكيان وداخله للعيش في الضفة الغربية التي يسمونها "يهودا والسامرة، وذلك بعد تهويدها وافراغها من شبابها، حيث وضعت الخطة ثلاثة خيارات امام الفلسطينيين: اما الخضوع والخنوع والعيش سقايين وحطابين تحت امرة المستوطنين في كيانهم الذي يسمونه مملكة الله تارة ومملكة يهودا او إسرائيل العظمى تارة أخرى. والخيار الثاني هو الرحيل للدول العربية واوروبا لمن لا يستطيع العيش دون أي طموحات وطنية وسياسية، اما الخيار الثالث فهو القتل لمن يرفض العيش بذل ولمن يرفض الرحيل. تتحدث الورقة كذلك عن التحديات التي تواجهها هذه الخطة على المستوى الدولي لأنها تصادر الحق الفلسطيني، وتصادر حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. للمزيد من التفاصيل الرجاء مطاعة المرفق التالي:
خطة الحسم وإقامة "مملكة الله" يستطيع المتتبع للأخبار السياسية أن يكتشف برنامج وخطط الحكومة الإسرائيلية الدينية المتطرفة الحالية، والمتمثلة بتنفيذ ما يسمى ب "خطة الحسم- Decisive Plan"، التي تم إعدادها من قبل مجموعة صهيونية دينية يمينية سَلَفِية متطرفة عام 2018، والتي تلخص طموحات وأهداف الحركة اليهودية الصهيونية لإنشاء او لإقامة ما يسمونه ب "مملكة الله أو دولة إسرائيل الكبرى أو مملكة داود" والتي تم حفرها على العشر أغورات الإسرائيلية عام 1985 بعد إلغاء الشيكل القديم واستبداله بالشيكل الجديد آنذاك. وهذه الخارطة تشمل كل من فلسطين التاريخية، ولبنان، وسوريا، والعراق، والأردن، وأجزاء من مصر والسعودية، وجنوب تركيا.
وحقيقة الأمر، تأتي هذه الأفكار والخطط من العقيدة اليهودية، وبالتحديد في النسخة الإسرائيلية من التوراة التي يتعلمها الطلبة اليهود في المدارس، والتي جاءت في إحدى آياتها ما يلي"«ولما تجلى الرب على إبراهام، منحه الأرض المقدسة من النيل إلى الفرات. وفى ذلك اليوم عقد الله ميثاقاً مع أبرام قائلاً: سأعطى نسلك هذه الأرض، من وادي العريش إلى النهر الكبير، نهر الفرات، أرض القينيين، والقنزيين، والقدمونيين، والحيثيين، والفرزيين، والرفائيين، والأموريين، والكنعانيين، والجرجاشيين، واليبوسيين». وجاء أخيرًا الفاشي سمورتريتش، ومن قلب باريس في 9 آذار 2023، للإعلان عن خارطة جديدة تضم كل من فلسطين التاريخية والأردن، وجاءت هذه الخارطة أصغر بكثير من تلك المحفورة على العشر أغورات.
أعتقد أن نشر خارطة سموتريتش الجديدة ما هي سوى عملية جس نبض لنا نحن الفلسطينيون لرقابة وتقييم رد فعلنا السياسي، وبنفس الوقت، التعرف على ردود فعل الأوروبيون تجاه التطلعات الإسرائيلية المستقبلية، وذلك بهدف التدرج في طرح الخطط والطموحات الاستراتيجية الإسرائيلية، التي طبعت على عملة العشر أغورات، أما تكتيكيًا، فحديث سمورتريتش هو إطلاق خطته الأولى للاستيلاء على ما تبقى من فلسطين، وبعدها سينطلقون للأردن، والعراق، وسوريا، ولبنان، وغيرها. وخطة الحكومة الإسرائيلية الحالية تسمى "خطة الحسم"، وحقيقة ما يجري على الأرض من قتل، وتهجير، ومصادرة أراضي، وإغلاق طرق ليست سوى تعبير حقيقي عن المباشرة بتنفيذ "خطة الحسم". فما هي هذه الخطة وما هي أهدافها، وما هي السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى إنهاء القضية الفلسطينية؟؟
أولا: الهدف من خطة الحسم الإسرائيلية: تهدف هذه الخطة كما جاء في القسم الأول منها "إلى تغيير طرق حل الصراع العربي الإسرائيلي 180 درجة، من خلال إغلاق الباب على كافة المبادرات الدولية والعربية، والإسرائيلية اليمينية واليسارية، واستبدال ذلك بخطة الحسم التي ستحسم الصراع إلى يوم الدين، ودون رجعة، بحيث يعيش الشعب الإسرائيلي بأمن وأمان في دولته اليهودية النقية، مع بعض الفلسطينيين المسالمين الخنوعين ممن يرغبون بالعيش في دولة المستوطنين، دون أية طموحات سياسية أو وطنية، وبدون مواطنة أو هوية، والعمل سقايين وحطابين لدى من يسمون أنفسهم شعب الله المختار". باختصار، تهدف الخطة إلى إنهاء القضية الفلسطينية من خلال اجتثاث الحلم الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، وجعله يعيش في معازل غير متصلة مع بعضها البعض، في ظل نظام تمييز عنصري أشد قسوة من ذلك النظام الذي عاشه مواطني جنوب أفريقيا إبان الحكم العنصري خلال القرن الماضي.
ثانيا: الخيارات التي تطرحها خطة الحسم امام الفلسطينيين: تتضمن خطة الحسم ثلاث خيارات أمام الفلسطينيين، وهي كما يلي:
1. "يسمح للفلسطيني الذي يتخلى عن طموحاته الوطنية، والموافقة للعيش في "الدولة اليهودية" بدون أية طموحات سياسية وإنهاء الحلم بالدولة الفلسطينية، وموافقته للعيش لخدمة اليهود، يسمح له البقاء في مكان سكنه". وتتحدث الخطة على من يوافقون العيش لخدمة عِليَة القوم أن يتم تقسيم مناطقهم إلى ستة مناطق، وهي الخليل، وبيت لحم، ورام الله، وأريحا، ونابلس، وجنين، وسيسمح للسكان بانتخاب ممثليهم في البلديات. أما بالنسبة للحياة السياسية، جاء في الخطة: " يُمنع هؤلاء من المشاركة في انتخابات الكنيست أو التمتع بالمواطنة الإسرائيلية"، لكن، مع مرور الوقت، كما تتحدث الخطة، وعندما يوافق سكان ما يسمونه "يهودا والسامرة" العرب الانخراط بجيش الإحتلال الصهيوني، كما يفعل الدروز، سيتم دراسة إمكانية حصولهم على الهوية الإسرائيلية والحقوق الأخرى.
2. الهجرة للدول العربية وأوروبا للراغبين في ذلك، حيث ستقوم دولة الاحتلال بمساعدة من يرغبون بالهجرة من خلال تزويدهم بالوثائق المطلوبة والفيزا، ودعمهم ماليا، فالخطة تقول "إن دولة الاحتلال لا تستطيع تهجير الناس بشكل وحشي، بل تتحدث عن تهجير بشكل يحفظ كرامة من يختار ذلك"، طبعا بشرط عدم التفكير بالرجوع للوطن مرة ثانية.
3. مواجهة وقتل من يرفض الخيار الأول والثاني، فالخطة تتحدث عن "الجيش الصهيوني وقدراته، وأسلحته، وأهمية إعطاءه المساحة المناسبة والقرارات الميدانية لمواجهة وقتل من يرفض الاعتراف بالواقع الجديد، أو من يبقى لديه أي روح وطنية، أو من لا يعترف وينصاع لشروط وأوامر الدولة اليهودية".
ثالثا: مراحل تنفيذ الخطة: المرحلة الأولى: توطين اليهود فيما يسمى بيهودا والسامرة وربطها وضمها لدولة الاحتلال، وجعل "إسرائيل الكبرى-مملكة الله" دولة قائمة من النهر إلى البحر. ويأتي هذا، كما تقترح الخطة، من خلال "توطين مئات الآلاف من اليهود في "يهودا والسامرة" بحيث يكونوا الأكثرية، حيث بناء المدن والمستوطنات، وإقامة البنية التحتية من شوارع وجسور وإنفاق، وبناء المدن التي تجذب اليهود إلى الضفة الغربية، وتجعلهم يعيشون برفاهية". وعملية التوطين هذه كما تتحدث الخطة ستحقق أكثر من هدف، "أولها إنهاء حلم من تبقى من الفلسطينيين في الضفة الغربية، والهدف الثاني يتمثل بجلب المزيد من المهاجرين، وتشجيع سكان الداخل من اليهود للانتقال للعيش في الضفة الغربية، حيث البنية التحتية الحديثة التي تنسجم مع متطلبات الحياة الكريمة، وتوفير المساكن الراقية بأسعار رخيصة جدا". ففي نهاية هذه المرحلة سيشكل اليهود أغلبية السكان.
المرحلة الثانية: الخياران والانتصار العسكري. جاءت المرحلتين الثانية والثالثة تحت عنوان "الخياران والانتصار العسكري"، وتأتي هاتان المرحلتان، كما تتحدث الخطة، "بعد تحطيم الأمل العربي بإقامة دولة غرب الأردن"، وستبدأ بتقسيم الضفة إلى ستة مناطق (نابلس، وجنين، وطولكرم، وأريحا، وبيت لحم، والخليل)، وانتخابات البلديات لمن لديهم الاستعداد للعيش تحت حكم المستوطنين في الدولة اليهودية، وبعد فرز القسم الثاني الذي سيختار الهجرة والرحيل من الوطن، وبعد تهجيرهم، ستبدأ المرحلة الثالثة المتمثلة بتصفية من يرفضون الخياران الأول والثاني.
رابعا: التعاطي مع التحديات: 1: التعاطي مع رد الفعل الدولي تقول الخطة: "إن الرأي العام الدولي المؤيد لإقامة دولة فلسطينية لم يأتي من فراغ، بل أتى من غباء القيادة الإسرائيلية عبر الثلاثين سنة الماضية الذين وافقوا بالحديث عليها. وهذا الرأي العام العالمي كما تقول الخطة سيتغير عندما يتعرف على خطة الحسم لأنها خطة تقوم على العدالة الدينية، فمن حق اليهود إقامة دولة خاصة بهم".
1. "مطلوب من الدولة اليهودية أن تقنع العالم بأن تأييدهم لإقامة دولة فلسطينية خَلَقَ "الإرهاب"، حيث على العالم أن يقتنع بأن السلام في المنطقة لا يتحقق إلا بإقامة الدولة اليهودية من النهر للبحر".
2. "التوضيح للعالم وللأصوات التي تطالب بحقوق الإنسان والديمقراطية بأن منع عرب يهودا والسامرة من التصويت للكنيست لا يعني أن دولة إسرائيل دولة ليست ديمقراطية، بل لأنه سيضر بالأغلبية اليهودية، وبالتالي تتعرض الدولة للخطر"، وبالتالي سيتم تأييد الخطة.
3. "علينا أن نتصرف وفقًا لمصالحنا وليس لمتطلبات العالم، وهذا ما تقوم به كافة الدول القومية، فما هو جيد وصحيح لنا هو إنهاء الصراع بشكل حاسم وإلى الأبد من خلال اجتثاث أي كيان غير يهودي بين النهر والبحر". 2: الاعتراف بالخطأ:
تتحدث الخطة على أن اليسار الإسرائيلي هو الذي أخطأ منذ البداية واعترف بالشعب الفلسطيني، "والآن على الدولة اليهودية أن تعترف بهذا الخطأ، وعليها إصلاحه بعد أن ثبت فشله، فلا يعقل كما تقول الخطة استمرار وجود رؤيتين متناقضتين في نفس المكان، فهذه البقعة من الأرض لا تتسع إلا إلى شعب الله المختار وليس غيره".
3: الجدوى السياسية: تتحدث الخطة عن عملية التغيير السريعة والممكنة، فتقول الخطة: "إن اوري افنيري، الذي بدأ لقاءاته مع منظمة التحرير الفلسطينية قبل 40 عامًا، لم يكن آنذاك أي مؤيد له ولم يكن هناك رأي عام داعم له، أما الآن، فهناك الكثير يؤيدون اوري افنيري وتوجهاته التي تعتبر غير منطقية وغير واقعية. بناء على ذلك، تتحدث الخطة عن شيء واقعي بعد فشل كل الخطط غير الواقعية التي تحدثت عن دولة عربية غربي نهر الأردن، وبالتالي سيكون من السهل تسويق هذه الخطة خاصة بعد فشل حل الدولتين، والذي انعكس في معظم استطلاعات الرأي العام التي أجريت في السنوات الأخيرة، التي توفر لنا فرصة لطرق تفكير جديد، وهي فرصة يجب على اليمين الإسرائيلي الدخول إليها، ليس عن طريق بيع نفس السلعة، بل من خلال تقديم رؤيا جديدة مختلفة تمامًا".
"أما فيما يتعلق بالديمقراطية وما يسميه البعض بالفصل العنصري، فهذا هراء، فليس من حق أحدٍ أن يبني أية دولة باستثناء اليهود في هذه الأرض المباركة، والعرب، ممن يختارون العيش في دولتنا اليهودية، سيتمتعون بالرفاهية والخدمات التي تقدمها دولة إسرائيل التقديمة، ولا ينقص هؤلاء سوى ما يسمونه اليوم بالحقوق الوطنية أو السياسية".
4: التحدي الديموغرافي: تهاجم الخطة "حل الدولتين" الذي قال أنها تتجاوز المشكلة الديمغرافية، وهذا وهم كما تقول الخطة، "فالمنطقة الواقعة بين النهر والبحر هي وحدة جغرافية وطبوغرافية واحدة لليهود فقط". تضيف الخطة "بأن الاتجاه الديموغرافي يميل لصالح اليهود، "إذ ارتفع معدل المواليد اليهود بشكل كبير في جميع أنحاء السكن اليهودي، في حين انخفض معدل المواليد العرب بشكل كبير على جانبي الخط الأخضر".
تنتهي الخطة بالخلاصة التي جاء فيها: "إن هذه الخطة هي الوحيدة التي تحسم الصراع، وهي التي تنهي طموحات العرب بدولة غرب نهر الأردن، وهي الخطة الوحيدة التي تحقق حلم السلام والتعايش والاستقرار في المنطقة".
السؤال الآن أمامنا نحن الفلسطينيون قيادةً وشعبًا: بدايةً، هل تعلم القيادة عن هذه الخطة؟ فإذا كانت تعلم ولم يوجد لديها استراتيجية للرد، فهذه مصيبة، أما إذا كانت لا تعلم فهي كارثة. ما العمل لإسقاط هذه الخطة على المستويات كافة المحلية والإقليمية والدولية؟ فلا يكفي القول "إن هذا هراء" لا سيما أننا نعيش عملية تطبيق هذه الخطة على الأرض، فها هي الحركة الاستيطانية والبناء الاستيطاني يسير بشكل سريع جدًا لم نشهده منذ عام 1948، وهناك الموازنات بمليارات الدولارات لاستيعاب المزيد من المستوطنين، وعمليات القتل اليومية للمناضلين، ونصب الحواجز، وعرقلة، ومنع المواطنين من التحرك بين المحافظات ما هي سوى ترجمة عملية لخطة الحسم.
للقيادة في السلطة وفي المعارضة، في رام الله والقدس وغزة، للأحزاب السياسية والمؤسسات الأهلية، وللجميع أقول: "هذه خطة رسمية للحكومة الحالية، وقد تم عرض جزء منها في فرنسا، وتم نشرها على أحد مواقع الشبكة العنكبوتية التي تجدونها عبر الرابط التالي: https://hashiloach.org.il/israels-decisive-plan/
| |
| |
|
لطفي الياسيني معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 80306 نقاط : 715287 التقييم : 313 العمر : 118 | موضوع: رد: خطة الحَسِم وإقامة مملكة الله ناصيف معلم 17-4-2023 الأحد 30 أبريل 2023 - 21:56 | |
| | |
|