بعد أشهر من أزمة "سحب المرسوم".. ساكو يعود إلى بغداد
ساكو عاد الى مقره في بغداد بدعوة من رئيس الوزراء العراقي
الحرة - واشنطن:عاد بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق الكاردينال، لويس روفائيل ساكو إلى مقره في بغداد بعد أشهر من مغادرته إلى أربيل بسبب اعتراضه على "مضايقات" وسط توتر بينه وبين الرئيس العراقي وحركة مسيحية.
وقال بيان للبطريركية الكلدانية في العراق، الأربعاء، إن ساكو وصل إلى قاعة الشرف في مطار بغداد بدعوة شخصية من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قبل أن يتوجه إلى مقره في الصرح البطريركي في منطقة المنصور.
وكان ساكو غادر مقره في بغداد إلى أربيل في يوليو الماضي، وقال حينها إن الكنيسة مستهدفة وتواجه أنواعا مختلفة من "الإهانة والعنف".
وعلى مدى أشهر اشتد الخلاف بين ساكو وريان الكلداني، الخاضع لعقوبات أميركية منذ 2019 وزعيم حركة "بابيلون" المسيحية الممثلة في البرلمان والحكومة والمنضوية في الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة موالية لإيران باتت جزءا من القوات الرسمية.
وفي يوليو، اتخذت الأحداث منحى تصاعديا مع سحب رئيس الجمهورية، عبد اللطيف رشيد، مرسوما يحمل الرقم 147 لعام 2013 يمنح وظائف الكاردينال كرئيس للكنيسة الكلدانية وضعا قانونيا.
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، حينها بـ"مضايقات يتعرض لها الكاردينال ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية"، وأعرب عن أسفه لمغادرته بغداد.
وتابع ميلر "نحن قلقون لتعرض موقع الكاردينال بصفته زعيما محترما للكنيسة لمضايقات من جهات عدة".
وأضاف "نتطلع لعودته الآمنة. المجتمع المسيحي العراقي جزء حيوي من هوية العراق وركن أساسي من تاريخ العراق الحافل بالتنوع والتسامح".
وردت بغداد على التصريحات الأميركية بالقول إنها "تشعر بخيبة أمل من هذه الاتهامات"، مؤكدة أن المرسوم الذي جرى سحبه "لم يكن متوافقا مع القانون".
وأضافت ردا على التصريحات الأميركية، أن سحب المرسوم "لا يمنع بأي شكل من الأشكال" الكاردينال من "القيام بمهامه في أوساط الكنيسة الكلدانية و"لا يأخذ منه أي سلطات".
وقال ساكو حينها إن المرسوم يتيح له إدارة أملاك وأوقاف الكنيسة. ويتبادل مع الكلداني اتهامات بمحاولة الاستيلاء على مقدرات المسيحيين في البلاد التي شهدت عقودا من النزاعات وتعاني من الفساد.
وتعد الكنيسة الكلدانية من أكبر الكنائس في العراق. وتشير تقديرات إلى أن عدد المسيحيين اليوم لا يتخطى 400 ألف نسمة، من نحو مليون ونصف مليون قبل عقدين، هاجروا بسبب الحروب والنزاعات.