الوجه الحقيقي لاوباما
04/02/2010
قبل فتح باب الترشيح والاعلان عن الانتخابات الامريكية السابقة باسبوع واحد لم يكن هناك مواطن عربي واحد يسمع باسم باراك اوباما مثله مثل المئات من اعضاء الكونغرس الامريكي واعضاء الحزب الديمقراطي وكل المسؤولين الامريكيين الذين لم يتولوا مسؤولية اي ملف سياسي امريكي او يمثلوا بلدهم في اية زيارة خارجية، الوقت الاستعراضي الذي قدمه باراك اوباما على مسرح قاعة الاحتفالات الرئيسية في جامعة القاهرة ملقيا خطابه الموجه والذي نقلته وسائل الاعلام الي الملايين من شعوب الامتين العربية والاسلامية، لا يمكن حسابه بالدقائق والتي وان كانت قليلة بحساب الوقت الا انها تعتبر اكبر عملية اختراق للاجيال العربية والاسلامية المعاصرة والذين استمعوا مبهورين مسلوبين الارادة وتمادي الكثير منهم نتيجة لعملية غسيل الادمغة التي احدثتها الكلمات وتخيلوا ان اوباما هو المسيح السياسي المنتظر لتخليص العالم من الشرور، او المهدي المنتظر الذي سيلملم اشلاء الامة الممزقة ويجمعها على قلب رجل واحد نحو الخير والامن والعدالة الانسانية، لم يمر وقت طويل حتى سقطت الاقنعة وازيلت مساحيق التجميل وانكشفت حقيقة الاستعراض الرائع الذي قدمه باراك اوباما وقدم خلاله السم مخلوطا بالعسل تجرعته الملايين الذين قد استمعوا اليه وعبروا عن سعادتهم وتفاؤلهم بعواصف التصفيق التي لم تنقطع، والمئات من المقالات والدراسات التي احتلت الصفحات الرئيسية في الجرائد التي لا تزيد عن مواخير صحافية، وراح كل صيادي الفرص المعروفين بعدم الحياء ومشهورين بالارتزاق من فتات وفضلات الموائد السياسية يتسابقون لتسجيل نقاط لصالحهم تقربهم زلفى من اقدام اسيادهم وتمنحهم الفرصة ليركعون ويسجدون ويقدمون الولاءات والقرابين.
باراك اوباما سواء كان جده حسين مسلما او من اهل اية ديانة لا يختلف عن الرئيس الامريكي السابق او الاسبق، فكل من يجلس خلف المقعد البيضاوي في البيت الابيض مجرد منفذ للبرنامج الذي قد وضعته وكالة المخابرات الامريكية كخيار استراتيجيا بعد نجاحها في التخلص من الاتحاد السوفييتي السابق الخصم والمنافس العنيد والذي ارهقها لسنوات طويلة من التسابق للصعود الى الفضاء الى كهوف ودروب افغانستان، الفرق الوحيد بين الرؤوساء الامريكين هو ان لكل منهم اسلوب وطريقة تختلف عن الاخر في تنفيذ مراحل البرامج الاستخباراتية، وكل الظاهر من جبل الجليد السياسي الامريكي حتى الان يؤكد على ان الهدف الذي يسعى اليه اوباما هو حماية الحلفاء من الانظمة العربية خادمة وحليفة امريكا وربيبتها اسرائيل بالقضاء على كل الحركات المعارضة التي تسعى لاسقاطها نتيجة لفسادها وجبروتها وقضاءها على كل المشروعات الوطنية العربية وطمسها لقضايا الامة، مهما كانت الحركات المعارضة ومهما اختلفت ايديولوجيتها السياسية سواء كانت ليبرالية، او يسارية، او علمانية، فلن تخرج عن الاطار التوصيفي بانها جماعات ارهابية تعمل من خلال اجندة تنظيم القاعدة وولاءها الكامل لاسامة بن لادن، والذي لا يمكن لاحد ان يتكهن ان كان حي حتى الان على الرغم من انة مطاردا من انظمة العالم بشرقة وغربة، او ميتا ولازال يشكل هاجسا مرعبا يقلقهم، وحسب التجارب التاريخية لا تحتاج امريكا الى تقديم الادلة والبراهين التي تقنع بريطانيا حليفتها ووصيفتها لتدخل معها الى حلقة السباق وازاحة كل المنافسين لحلفائهما العرب والعملاء الجالسين على مقاعد السلطة، وكالعادة دخول بريطانيا هو الخطوة الاولى التي يعقبها توريط الاتحاد الاوروبي باكمله والحلف الاطلنطي.
خالد الهواري السويد
El-hawari@maktoob.com