مبادرة الخنجر للملمة البيت السني رهينة لـ"التنازلات"
الحلبوسي يصر على شرط قبول مرشحه لرئاسة البرلمان لقبول أي مبادرةالحلبوسي يصر على شرط قبول مرشحه لرئاسة البرلمان لقبول أي مبادرة
ميدل ايست اونلاين/بغداد - وضع حزب تقدم بزعامة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، شرطاً واحداً للقبول بمبادرة "لملمة البيت السني" التي أطلقها رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر،وهو ما يفرض على الطرف المقابل تقديم تنازلات لإنهاء الانقسام حول المرشح لرئاسة البرلمان في حين رجح تحالف العزم انعقاد جلسة انتخاب رئيس جديد للبرلمان خلفاً للحلبوسي نهاية الأسبوع الجاري.
وقال القيادي في تقدم محمد العلوي إن "قرار رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي وموقفه واضح، فهو مع أية مبادرة تلملم البيت السني، لكن بشرط أن تعطي استحقاق الأغلبية السنية (تقدم) أما أية مبادرة تعمل على إقصاء الأغلبية السنية وتسلب الحقوق، فهذه مبادرة غير مرحب بها".
وأضاف العلوي أنه "في اليومين المقبلين ستظهر أهداف ومقاصد مبادرة لملمة البيت السني، وستكون هناك اجتماعات لمناقشة فحوى المبادرة، وبعد ذلك سيكون لرئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي قرار وموقف رسمي بخصوص هذه المبادرة برفضها أو قبولها".
ويشهد البيت السياسي السني تنافساً حاداً على خلافة محمّد الحلبوسي الذي ألغيت عضويته من مجلس النواب بحكم قضائي، فيما يصر حزبه "تقدم" على الاحتفاظ بالمنصب باعتبار أنه يمتلك الأغلبية البرلمانية ضمن المكوّن السني (43 مقعدا).
إلا أن الجولة الثالثة لم ترَ النور بسبب شجار بين النواب تطور إلى اشتباك بالأيدي، حيث وثقت هواتف النواب، مشادة كلامية وتشابك بالأيدي بين نواب من تقدم وزملاء من كتل أخرى على خلفية انتخاب رئيس للبرلمان.
وتدعم كل من قوى "تقدم"، و"الصدارة"، محمود المشهداني، فيما تقف كل من "العزم" و"الحسم" و"السيادة" خلف دعم سالم العيساوي، مع انقسام واضح داخل قوى الإطار التنسيقي.
وكشف تحالف العزم، أحد أبرز التحالفات السياسية السنية، عن موعد مرجح لانتخاب رئيس مجلس النواب الجديد، بعد مبادرة لملمة البيت السني.
وقال النائب عن التحالف نهال الشمري إن "مبادرة لملمة البيت السني تعتمد على كيفية تعاطي وتعامل حزب تقدم معها، فنجاحها من عدمه مبني على تقبل تقدم هذه المبادرة، أما باقي الأطراف السياسية السنية فهي داعمة لهذه المبادرة من أجل حسم الخلافات".
وأضافت الشمري أن "هناك تواصلاً مع رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي، والساعات المقبلة ستبين نتائج هذه المبادرة، وإذا كان هناك تجاوب من قبل الحلبوسي مع مبادرة لملمة البيت السني، فستتم الدعوة لعقد جلسة استثنائية لانتخاب رئيس البرلمان نهاية الأسبوع الجاري".
وكان رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، دعا الجمعة، إلى انهاء الخلافات غير المبررة بين أبناء المكون، مؤكدا أنه "بصدد جمع كل الأطراف السنية لإنهاء الخلافات والتفرغ لتطبيق ورقة الاتفاق السياسي التي نصت على إعادة المحاكمات وتعريف الانتماء للمنظمات الإرهابية ومعرفة مصير المغيبين وتعويض أهاليهم وإلغاء هيئة المساءلة وتحقيق والتوازن في الدولة بين المكونات وتطبيق العدالة الاجتماعية بين مكونات الشعب.
ووجه رئيس كتلة السيادة خميس الخنجر رسالة إلى الأطراف السنية دعا فيها إلى وحدة الصف وإنهاء الخلافات غير المبررة لتحقيق المطالب العادلة، وتطبيق ورقة الاتفاق السياسي التي تنص على إعادة المحاكمات وتعريف الانتماء للمنظمات الإرهابية ومعرفة مصير المغيبين وتعويض أهاليهم.
وأشار الخنجر في رسالته، إلى أهمية التوازن في الدولة بين المكونات وعدد كبير من النقاط التي تطبق العدالة الاجتماعية بين مكونات الشعب العراقي. وأوضح أنه تواصل مع رؤساء الأحزاب السنية، وعلى رأسهم محمد الحلبوسي، لتهنئتهم بالعيد ولإيجاد أجواء إيجابية من أجل الاتفاق ولو بالحد الأدنى على الثوابت التي يحرص الجميع عليها. ودعا الخنجر إلى أن تكون مشاركاتهم وكتاباتهم تصب في كيفية جمع الصف وإنهاء الفتن، مؤكدًا على أهمية الوحدة والعمل المشترك في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العراق.
وكشفت كتلة تقدم البرلمانية، في 4 يونيو/ حزيران الجاري، عن عزمها حوض حوارات مكثفة بعد عطلة عيد الأضحي لحسم اختيار رئيس جديد للبرلمان، مؤكدة أنه لا يمكن التنازل عن المنصب لكونه استحقاق لها.
وكان رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي، قال في 31 مايو/ آيار الماضي، إنه لا يسعى للعودة للبرلمان العراقي، بعد عزله من منصبه رئيساً للمجلس النواب بقرار قضائي.
وفشل مجلس النواب، في 18 مايو/ أيار الماضي، في اختيار رئيس جديد له، بعد أن أخفق في عقد جولة ثالثة "حاسمة" لترجيح كفة أحد المرشحين النائب سالم العيساوي عن حزب السيادة، ومحمود المشهداني المدعوم من حزب تقدم.
وشهد التصويت منافسة محتدمة بين النائبين سالم العيساوي، ومحمود المشهداني، حيث حصل الأول على 158 صوتا في حين حصل الثاني على 137 صوتاً، كما حصل النائب عامر عبد الجبار 3 أصوات، بينما بلغت الأصوات الباطلة 13 صوتاً، وأدلى 311 نائبا (من إجمالي 329) بأصواتهم في الجولة الأولى التي انطلقت في الساعة الرابعة عصرا بتوقيت بغداد.