١٧-٣٠ تمور ثورة الاقتدار البعثي العالي والمنجزات العظيمة
أ.د. سلمان حمادي الجبوري
١٧-٣٠ تمور ثورة الاقتدار البعثي العالي والمنجزات العظيمة
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
كما لكل اقتدار شواهد فأن لاقتدار البعث شواهد أيضا ، فكما كانت عروس الثورات شاهدا على اقتدار البعثيين فأن ثورة البعث في السابع عشر الثلاثين من تموز 1968 شاهد أيضا على اقتدارهم ممثلين بطليعتهم الشجاعة الذين حملوا ارواحهم على اكفهم وهم القليلون عددا وعدة الكثيرون بالايمان الأقوياء بالشجاعة والاقدام.
ان ما يميز ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز 1968 المجيدة هو إضافة الى اقتدار القائمين على نجاحها هو الإصرار على عدم الانتكاس والتأمر عليها والإصرار والعزم على تعزيزها بالإنجازات التي تزيد من قناعة الجماهير المتعطشة للحرية والعدالة في تأمين فرص العيش الرغيد والذي بتحققه يتم تمتين الصف الوطني والقدرة على مواجهة التأمر الذي ما فتأ محركوه على افتعال الحجج لتشويه الثورة وتعطيل تصاعدها فكان العمل على تحقيق هدف الإنجازات الكبيرة التي تؤمن حياة المواطن وتفجر طاقاته في العمل الوطني الاجتماعي والاقتصادي. فمنذ اللحظات الأولى لانطلاقة الثورة جعل الثوار هدف حماية الثورة في مقدمة الأهداف الانية لكي لايتكرر ما حدث في 18 تشرين الثاني عام 1963 عندما غدر عبدالسلام محمد عارف بمن جاء به من بيته ونصبه رئيسا للجمهورية فكانت الحاجة الملحة والاولوية لانجاز الثلاثين من تموز حيث تم استبعاد من فرضوا انفسهم في وقت حرج على الثوار والذين كانوا يشكلون خطرا على نجاحها فكان هدف تنقيتها مما علق بها من شوائب متمثلة بعبدالرزاق النايف وعبدالرحمن الداود اللذان كان وجودهما بمثابة البقعة السوداء في القماش الأبيض والذي اثار شك الجماهير في الثورة والتشكيك في نواياها بمجرد سماع اسميهما. وبعد إعادة الاعتبار للثورة وإزالة شك الجماهير بتوجهات القائمين بها وبأهداف البعث شرعت الثورة الى تعظيم انجاز ما وعدت به فكانت الإنجازات الكبرى تترى والتي تجاوزت بها تلك الخطوط الحمراء التي وضعها الاستعمار الذي ما كان ليسمح لعنقاء العرب ان تخرج من تحت الرماد. وجاء البعث بثورة جبارة وبفضل قادتها اولئك الفتية الذين امنو بربهم وامتهم ومبادئ وفكر البعث العظيم فزادهم هدى فجعلوا عنقاء الامة ليس فقط تخرج رأسها من تحت الرماد بل لتحلق عاليا فتحقق كل ما وعد به الثوار، فوضعوا اهداف البعث على طريق التحقق العملي والذي عزز ثقة الشعب بالثورة والبعث.
ومن بين سلسلة الإنجازات بل ومن أهمها هو تأمين الاستقلال الوطني وتحصين الساحة الداخلية فكان الشروع بالقضاء على ظاهرة التجسس التي كانت تهدد الساحة الوطنية . ثم تم بعد ذلك الانتقال الى تأمين الاستقلال السياسي وسد اهم نوافذ تهديده الا وهو التبعية الاقتصادية فكان التأميم الخالد الذي يعد اجرأ قرار يتخذ في العالم الثالث. وفي جانب السلم الوطني لم تغفل قيادة الثورة أهمية ترصين الوحدة الوطنية وتقوية اللحمة الداخلية بين جميع مكونات الشعب بمختلف قومياته فجعل منها فسيفساء عالية الجمال فكان قانون الحكم الذاتي للكرد والاعتراف بالحقوق القومية والثقافية لبقية الفئات. وفي جانب العمل السياسي فأن قيادة الثورة حرصت على مشاركة بقية الأحزاب الوطنية في إدارة الدولة فكان ولادة الجبهة الوطنية والقومية التقدمية .
وعلى صعيد رفاهية المواطن وتعظيم دوره في الحياة فقد تم انجاز مشروع محو الامية والارتقاء بالمستوى التعليمي للشباب فكان انجاز الزامية التعليم ومجانيته، هذا إضافة الى منجزات التنمية الانفجارية والتي رفعت من مستوى الإنتاج على مختلف الأصعدة الصناعية والزراعية والتجارية إضافة الى العمل على رفع أعباء الحياة عن كاهل المواطن الذي اصبح يعيش في حالة متقدمة من الرفاهية . كما عملت الثورة على تدعيم الامن والسلم الداخلي وابعاد الاخطار المحدقة بالبلد بدفع من الدول الاستعمارية والصهيونية وبالأخص من قبل وكيلتهم ايران فكان الفعل الكبير في القادسية الثانية قادسية صدام المجيدة والتي استطاع فيها العراق ان يبعد الشر المتأتي من جارة السوء وبذلك كان دفاعه ليس فقط عن العراق فحسب وانما عن الامة فكان العراق وبفعل قيادته الحكيمة حائط الصد المتين والبوابة الشرقية للامة. ورغم انشغال العراق بالحرب مع ايران الا ان وبفضل قيادته المقتدرة استمر في تعظيم التنمية من خلال ساحة التصنيع العسكري التي وفر فيها العراق وبجهد كوادره ان يرفد مدخلات الحرب من المعدات والاعتدة وبذلك واجه وبجدارة شحة المصادر الخارجية. هذا على الصعيد القطري اما على الصعيد القومي فان قيادة الثورة وانطلاقا من شعار واهداف البعث قد امتد عملها وعطاؤها الى عموم الوطن العربي فبدءا من فتح أبواب العراق امام جميع العرب من منطلق وحدة الامة ارضا وشعبا فقد فتحت فرص التعلم المجاني والعمل اما جميع الاخوة العرب، هذا إضافة الى الدعم المادي والمعنوي للاقطار التي تشهد ضعفا في الإمكانات المادية او في الخبرات والكوادر، وما رقيّ وتقدم الكثير من الأقطار العربية من المحيط الى الخليج العربي وازدهارها العلمي الا وكان للعراق دور فيه، هذا إضافة الى ان القضية الفلسطينية لم تغب عن اعين وعقل قيادة الثورة، لابل تعدى الامر ذلك حتى شمل العمل السعي الى جعل تحرير الجزر العربية المحتلة من قبل ايران من ضمن اهداف الحرب. ولسنا هنا بصدد إحصاء ما قدمته الثورة على الصعيد القومي وخاصة فلسطين لكي لايعد ذلك منة من قبلنا بل انه واجب قومي املاه فكر واهداف البعث.
وبعد توقف الحرب التي جرع فيها العراق الخميني كأس السم بخروجه منتصرا وقويا لم يهدأ الاعداء فأستمروا في تأمرهم على العراق ونظامه الوطني فدفعوا بتأمر جديد وهذه المرة من قبل (اخوة يوسف) ناكري جميل العراق الذي حماهم من الشرور المحدقة بهم من الشرق الذين ماكانوا يتوقعون ان ينتصر العراق في حربه مع ايران وهكذا كان دعمهم المتواضع والخجول للعراق اثناء سير المعارك والذي لم يكن ليتفوق العراق على عدوه بل لادامة زخم الحرب فيضعف الطرفان حتى تخر قواهم. وحين خرج العراق منتصرا من الحرب فقد استشعروا الخطر من جانبه كونه الأقوى في المنطقة فعملوا على التأمر عليه وافتعال الازمات معه حتى اوصلوه الى ما حدث بعد 2 اب 1990 فكان العدوان الأطلسي ثم الحصار والذي كان رغم قساوته الا ان القيادة كانت بمهارة متميزة حافظت من خلالها على كرامة المواطن الذي هُدد في امنه وكرامته ولقمة عيشه فكان توفير مستلزمات المعيشة اليومية من انجح البرامج التي كانت مدعاة لاعجاب العالم وكان إعادة الامن للشارع العراقي بعد أفعال المأجورين المدفوعين من قبل النظام الإيراني وكانت السرعة الفائقة في إعادة الاعمار لما خربه الأعداء وعملائه حيث تم إعادة الخدمات بسرعة فائقة.
وكلما تنجح قيادة الثورة في التقدم وتجاوز الصعاب كان التأمر يشتد إصرارا وضراوة حتى تمكنوا من احتلال العراق وتدمير كل مقوماته في التاسع من نيسان 2003 .
ومنذ ذلك التأريخ وكأني بلسان حال الخيرين من شعبا العربي والعراقي يردد قول الشاعر العربي عنترة بن شداد :
سيذكرني قومي اذا جد جدهم ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
عندما يكونون بصدد مقارنة بين ماهو حاصل منذ 2003 على الصعيدين العرابي والعراقي وبين ما كان في زمن النظام الوطني حتى في اقسى ظروف الحصار الجائر. ان ما يعانيه شعبنا من ظلم على كل الأصعدة المعيشية والأمنية والحريات يدعوه الى تذكر ما تم التفريط به من امن وكرامة وخدمات والتي تكاد ان تكون مفقودة تماما الان ، هذا إضافة الى تحقق ما كان مخطط له الا وهو تدمير نفسية الانسان العراقي وإشاعة الرذيلة والممارسات الغربية بين اوساطه.
اما على الصعيد العربي فاننا نشهد حالة التردي والتقهقر في جميع المجالات منها السياسية والأمنية والاجتماعية والمعيشية وما وصلت اليه قيادات تلك الأقطار من ضعف وهوان دعا بعضها الى التنازل عن الثوابت القومية وشيوع روح التطبيع مع الكيان الصهيوني وعدم مد يد العون لثوار فلسطين وخاصة في ظرف الفرصة النادرة التي وفرها ابطال غزة والتي كانت فرصة ذهبية للانقضاض على العدو لو تكاتفت القوى العربية مع مقاتلي فلسطين الابطال. ويضاف الى كل ذلك حالة التمزق التي شهدها الشارع العربي بعد اخراج العراق عن أداء دوره القيادي في توجيه دفة العمل القومي هو ما جرى تحت غطاء الربيع العربي الذي تحول الى بداية لخريف عربي تمزقت خلاله الشعوب العربية وتشتت اثره قواه الوطنية كما هو حاصل في ليبيا واليمن والسودان وسوريا ولبنان واقطار عربية أخرى سلكت قياداتها سلوك الخنوع للاملاءات الخارجية لكي تحافظ على كراسيها والتي أصبحت مهددة من قبل النظام الفارسي الذي وصلت اذرع اخطبوطه الى ابعد نقطة في الوطن العربي وابرز شاهد على ذلك هو التقارب بين جبهة البوليساريو وممثلي ايران من ميليشيات في العراق او ما يحصل في الكويت الان من قبل عملاء ايران. كل ذلك ما كان ليحصل لو لم توئد ثورة السابع عشر من تموز في 2003 بفضل التعاون العربي مع المحتل.
ما احوجنا الان الى استحضار روح وعزيمة واقتدار ثوار تموز لنعيد للوطن رونقه ونقائه وجماله وللشعب فرحه وامنه وحياته الكريمة التي يستحق.
المجد لثورة 17-30 تموز المجيدة في عيدها السادس والخمسين الاغر
وعاشت شعلة فخر متقدة في عقول وضمائر احرار العراق والعالم
المجد لثوار تموز الميامين الذين صنعوا النصر يتقدمهم الاب القائد احمد حسن البكر والشهيد صدام حسين والرفيق صالح مهدي عماش رحمهم الله فاستحقوا ان نفخرَ بهم
المحد والخلود والرحمة لشهداء البعث وثورته المجيدة.