من ادب المهجر- لا رفيق لي إلاّ ظلي
بدل رفو
غراتس /النمسا
من ادب المهجر- لا رفيق لي إلاّ ظلي
عطر الطُرق يرتديني..
يسافرُ خاشعاً على صخور جبال أوجاعي،
طُرق تموجُ بها حكايات أوطان وأسفار ..
تَوقٌ لمماليك الأحزان ..
منذ أعوامٍ وأنا أسافر في دروب المجهول،
كي لايستيقظ المارد فيّ انكسارات الروح
وخيبات تشدو في أحضان الظلام..
كي تظل قناديل دروبي دموعاً مسكوبة
من دمائي المشردة
وتغتال ملامح محراب روحي القديم !!
*** *** ***
لا رفيق لي إلاّ ظلي ..
وظلي غدا قمراً ضريراً
يحاكي البؤساء والأغراب والفقراء،
يبحث عن ربيعٍ رغم أنف أزمنة الحروب ،
ورصاص أنهكَهُ النعاس من تناقضات المعارك
وقسوة حكامٍ ورعبٌ في غفلة ليلٍ لا ينتهي
غَدَو غربة وطن !!
*** *** ***
لا رفيق لي إلاّ ظلي ..
وظلي يبحث عن معطفٍ يفيضُ بدم حياة قاسية..
يصوغ قصائد حريةٍ من مدائن الفوضى..
يواصل المسيرة في غابات الدنيا،
يصافح تراب البلدان،
وطفولةٌ إمتلأت ملامحها بمكابدات أزلية.
أحياناً يتسلقني ظلي ..
يزعجني ..يدور حولي ثملاً بدفء أحلامي،
يعانقني ، يُمطرني بتاريخ الاجداد،
يخبرني عن أحلامٍ بهيجة من عناء السفر،
وفي بداية الطريق وزحمة ركام الافكار..
كان الوطن ينتظرنا ليضمنا
روحاً وعمراً وتوقاً لأماكن الميلاد،
وإذا بالوطن لم يشبع بعد من رائحة الدماء
وجفَّ حِبرُ شعراءه ..
القصائد خانت ،سرقت ، ماتت، ،كذبت
رقصت على جراح الفقراء،
وعشاق كانت دمائهم تتدفق كالشلالات
ظل الوطن يرمقُ لوجع الانسان
لالتقاط الانفاس !!
*** *** ***
لا رفيق لي إلاّ ظلي ..
أحياناً تكتنفهُ الهموم من تفاصيل الأسفار..
من تقاعسات الشعراء على القسوة واللاعدالة ،
من جريهم حتى التخمة خلف الثروة والمناصب
بإسم الوطن ،
بدلاً من أن يزيحوا من على صدر الوطن
ركامات العنف والخوف وصور زنزانات الماضي !
لا رفيق لي إلاّ ظلي..
وظلي غدا فماً وثورةً ..
شعلةً يغالبها البكاء على أرصفة
مدن الحلم!!