الأستاذ ملكي والمقدمة الذهبية لمطران الكلدان أودو
موفق نيسكو
الأستاذ ملكي والمقدمة الذهبية لمطران الكلدان أودو
صدر في القاهرة مؤخراً / 2024م، كتاب (المقدمة الذهبية)، 58 صفحة حجم B5، وهي تعريب مقدمة قاموس (كنز اللغة السريانية ܣܺܝܡܬܐ ܕܠܶܫܳܢܐ ܣܽܘܪܝܝܐ) الصادر باللغة السريانية وبالخط السرياني الشرقي سنة 1897م، لأضخم قاموس سرياني-سرياني، وهو من تأليف توما أودو +1918م، مطران الكلدان (السريان الشرقيين) في أورميا/ إيران 1892م (ملاحظة الكلدان هم السريان الشرقيون النساطرة الذين سَمَّتهم روما حديثاً كلداناً بعد سنة 1553م عندما تركوا العقيدة النسطورية وتكثلكوا، وثبت اسمهم الكلداني في 5 تموز 1830م، كما يؤكد بطرك الكلدان لويس ساكو في كتابه (خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية، 2006م، ص41)، وكما يقول المطران توما أودو في قاموسه ص202، 465، وقد قام بتعريب هذه المقدمة المهمة الأديب السرياني وأستاذ اللغتين السريانية والعربية جوزيف أسمر ملكي.
وأشكر الأستاذ جوزيف لطبعه المقدمة بكتاب مستقل، وكتابتهُ لها بالخط السرياني الغربي (السرطو) أيضاً، ويزيدني فخراً إني كتبتُ له تقديماً، أدرَجهُ ص11- 13، والمرفق نهاية المقال، كما أشكره لأنه أكَّدَ في مقدمتهِ ص15 المرفقة أدناه، أنَّ هذه الترجمة تمت بناءً على طلبي منه ذلك من خلال لقاءاتنا الكثيرة معاً، وقولي له إنها مهمة، وأني استشهدت بمقاطع كثيرة منها في كتبي ومقالاتي، وعدا أهميتها ككنز لغوي، ففيها كنوز سريانية أخرى كالمادة التاريخية والتراثية والقومية، حيث يخاطب مطران الكلدان أودو أُمتهُ بداية المقدمة، ويُسمِّيها: الأمة السريانية (لا آشورية ولا كلدانية)، ويؤكد أنَّ السريان هم الآراميون (لا كلدان ولا آشوريون)، وأنَّ الكلدان والآشوريين الحاليين لغتهم هي آرامية أو سريانية باللهجة الشرقية، أي شرق نهر الفرات (لا لغة آشورية ولا كلدانية)، بل يقول في ص10سرياني، ص4 من الترجمة العربية المرفقة نهاية المقال: إنَّ تسمية اللغة السريانية بالكلدانية هو، وهمٌ (خطأ)، فأعجب بها الأستاذ جوزيف وترجمها كاملةً، ونشرتها لأول مرة في كتابي (اسمهم سريان لا آشوريين ولا كلدان، ملحق3، ص900- 914)، ولأن الترجمة تزامنت مع عيد ميلاد السيد المسيح 2017م، فأدرجتها في كتابي بعنوان: هدية الميلاد لروح المطران توما أودو، ترجمة مقدمة قاموس (كنز اللغة السريانية)، كما نشرتُ عدة مقالات عنها في مواقع كثيرة، منها الكاردينيا في حزيران 2018م، بعنوان: لأول مرة، ترجمة مقدمة قاموس المطران توما أودو للعربية.
https://www.algardenia.com/maqalat/35715-2018-06-02-11-25-07.html
والجدير بالذكر أني حين نشرتُ المقدمة، ذكرتُ لمحةً عن حياة المطران أودو، وكيف حلَّق عالياً كالصقر في مقدمته التي سَمَّاها الأستاذ جوزيف باستحقاق (المقدمة الذهبية)، وتطرقتُ أيضاً وبالوثائق لمحاولات بعض السريان الشرقيين (الآشوريين والكلدان حديثاً) تزوير اسم القاموس أو بعض فقرات المقدمة، خاصة ص9 ترقيم سرياني، ص4 من الترجمة العربية المرفقة)، عندما قال المطران أودو: (الذين آمنوا بالمسيح من الآراميين دعوا سرياناً، والآراميون كأمة قبل الكل تبعوا المسيحية، وشيئاً فشيئاً اختفى الاسم الآرامي، والأمة الآرامية بكل فروعها دُعيت سريانية، ولغتها سريانية حتى يومنا)، فقد وضع شخص مجهول من أورميا/ إيران هامشاً أسفل الصفحة، كتب أنه مدقق (ܡܬܪܨܢܐ مترصنا)، قال فيه: إنَّ اسم سوريا والسريان مشتق من آشور، وطبعاً كلامه هو سياسي آشوري هدفه تشويه كلام المطران أودو، ليُفهم منه أنَّ السريان الآراميين هم الآشوريون، والأهم إني اكتشفت هذا المزوِّر الذي ادعي أنه مدقق، وهو من عائلة سريانية شرقية نسطورية متأشورة في أورميا/ إيران، اسمه بولس سيرماس (1870-1939م).
والأمر الطريف أنه رغم أنَّ كثيرين من الآباء والمثقفين والمترجمين السريان الشرقيين النساطرة (الكلدان والآشوريين الحاليين)، الذين لا علاقة لهم بالكلدان والآشوريين القدماء سوى قيام روما بتسمية الطرف المتكثلك منهم كلداناً كما ذكرتُ، وقيام الإنكليز بتسمية الطرف الذي بقي نسطورياً، آشوريين سنة 1876م، قاموا بترجمة أغلب الكتب التاريخية واللغوية، وهي أقل أهمية من مقدمة المطران أودو التي لم يُترجموها، بل انتظروا 125 سنة ليقوم سرياني ليس من كنيستهم بترجمتها، والسبب هو أن المطران أودو يكشف حقيقتهم وزيف ادعائهم، فيُسمِّي قاموسه ولغته وأمته، سريانية، ويقول إنَّ السريان هم الآراميون، ويقول أيضاً إنَّ كلمة كلداني تعني: كهَّانة، متنبئ المستقبل، فَتَّاح فأل، قارئ البخت، واسم كلدان هو لأمة قديمة، عُرف به كلدان اليوم حديثاً (ص202، 465 من القاموس).
ترجمة المقدمة الذهبية باللغة العربية في الرابط، مع تقديمي للأستاذ جوزيف ملكي
https://niskocom.wordpress.com/2018/06/02/
وشكراً/ موفق نيسكو