إبن الشاطئ: إسماعيل إبراهيم شتات: ميلاده-نسبه-نشأته الأولى
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
هو إسماعيل إبراهيم أحمد محمود شتات المعروف أدبيا باسم: "إبن الشاطئ". من مواليد 28-05-1939م في قرية الجُسَيْرِ المحتلة عام 1948م. وتقع الجسير على مفترق طرق مهم يصل الخليل بغزة واسدود واللد والرملة والمجدل وعسقلان. تبعد عن مدينة الخليل 35كلم وتبعد عن مدينة غزة 35كلم أيضا.
وكانت القرية تتبع قضائيا للخليل, وإداريا لغزة.
نسبه:
عائلة شتات التي ينتسب لها شاعرنا, عائلة سكنت منطقة الخليل في فلسطين منذ قرابة الثلاثة قرون. أصل العائلة يعود إلى الحجاز.. وتعرف العائلة أيضا بألقاب متعددة من بينها: الحسن.. حسنات.. الحسني.. الحجازي.. ويعود نسبها إلى الحسن بن علي بن أبي طالب بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان جده أحمد شتات رحمه الله من أعيان فلسطين, وكان من اوائل الذين استشعروا خطورة المشروع الصهيوني.. لهذا صرف سنوات عمره طائفا بين الناس يتوسلهم بأن يتملكوا الأراضي إبان الحكم العثماني.. لكن أغلبهم كانوا يحجمون عن التملك خشية من ثقل وطأة الضرائب التي يفرضها ولاة العثمانيين على ملاك الأراضي.. وقتل أحمد غيلة ولا يزال مقتله لغزا يحير العائلة وأهل الجسير.
والده إبراهيم رحمه الله كان من قضاة العرب.. ممن يسعون في الخير ويفضون النزاعات.. وكان يذرع المنطقة ذهابا وإيابا سعيا وراء إصلاح ذات البين.. وكان من أشد الناس ولعا بالتعليم.. لهذا أصر حتى آخر ايام حياته على تعليم أبنائه وأبناء العائلة على نفقته الخاصة.. توفي إبراهيم رحمه الله في عام1950م أي بعد النكبة بعام وبضعة أشهر.. وترك وراءه زوجة وخمسة أبناء أكبرهم من الذكور إسماعيل رحمه الله.
والدته: أمينة أبو شهاب ويعود أصلها إلى قرية صبَّارين التابعة لحيفا المحتلة. وكان أشقاؤها من المجاهدين ضد الإنجليز والصهيونية واستشهد شقيقها مصطفى أيام الجهاد المقدس بقيادة الشيخ الشهيد عز الدين القسام. تحملت رحمها الله مشقة تربية وإعالة الأسرة بعد وفاة زوجها.. فاضطرت للعمل في بيوت الأثرياء.. وتوفيت في عام 1962م فرثاها إبن الشاطئ رحمه الله بقصيدة عنوانها: "شريد إلى الأبد" وكانت أولى قصائد الرثاء التي كتبها. وتحدث فيها عن معاناته ومعاناة أسرته ووالدته وكانت سببا في اشتعال خلافات مع العائلة الكبيرة.
لابن الشاطئ 3شقيقات:
-الكبرى الحاجة أديبة رحمها الله وكانت تسمة ب"أم محمد الجازية" حيث كانت ذات شخصية قوية وعقل راجح إلى درجة أن العائلة والعشيرة بأسرها كانت لا تخط خطوة دون مشاورتها الاستئناس برأيها. وكانت رفيقة درب والدها يأخذها معه أينما ذهب.. وكان هذا يخالف عادات وتقاليد الفلسطينيين في ذلك الوقت.. ولأديبة رحمها الله قصة طريفة مع الحاكم الإداري البريطاني والذي كان مقره في مدينة غزة: ففي يوم من الأيام كانت أديبة مع والدها في منطقة غزة لفض قضية ثأر أو دم كما نسميها في فلسطين.. وبعد ان تم الصلح.. وفض الإشكال أقام مختار الجهة وليمة دعا لها أكابر المنطقة وكان من بين المدعوين الحاكم البريطاني. وكان من بين الطعام الحمام المحشي.. جلست أديبة بجوار أبيها وجلس بجانبها الحاكم البريطاني.. فأعجب كثيرا بالحمام.. حتى أنه أكل بنهم حصته.. ولم يكتف.. فمد يده إلى صحن اديبة ظنا منه أنها طفلة صغيرة ولن تجرؤ على الاحتجاج.. وما إن وضع يده على فرخ الحمام حتى ضربتها أديبة بكل ما تملك من قوة وقالت له بصوة مرتفع:" ضعها فهي لي".. فأصيب الحاكم البريطاني بحرج كبير وهو يرى عيون المدعوين تفترسه بازدراء. وتكبر أديبة إسماعيل ب7سنوات.
-الوسطى: نعيمة وتصغر إسماعيل بعامين.. وهي الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة من أبناء إبراهيم بارك الله بعمرها ومتعها بمفور الصحة والعافية.. وتقيم منذ نهاية الخمسينات في مخيم إربد شمال المملكة الأردنية الهاشمية.. وكانت لنعيمة وأبنائها معزة خاصة عند إبن الشاطئ رحمه الله.
-الصغرى: جميلة وتصغره بأحد عشر عاما وولدت في العام الذي توفي فيه والدهما. وكانت جميلة رحمها الله بمثابة الابنة لابن الشاطئ فهي الوحيدة التي عاشت معه في سورية لسنوات.. وسهر على تعليمها وتاديبها. توفيت رحمها الله في ريعان شبابها.
وكان له شقيقان:
الأكبر: عبد العزيز توفي في الحادية عشر من عمره وهو اكبر من إسماعيل بعامين.
الأصغر: حسين رحمه الله وهو أستاذ اللغتين العربية والإنجليزية.. واحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ويصغر إبن الشاطئ ببضع سنين.
تزوج إبن الشاطئ رحمه الله من الشاعرة السورية دعد الحجة التي كانت تكنى ببنت الساحل وأثمر الزواج ميلاد ابنه البكر هزار لكن الزواج لم يعمر طويلا.
في 14أكتوبر1967م تزوج ابن الشاطئ من الأديبة سعاد قدسي سليلة الحسب والنسب.. وأنجبت له سبعة أبناء 5بنات: سفانة, سلافة, ميسون رحمها الله, لميس, لمى
وولدين: عدي, دريد.
وامتد زواجهما إلى وفاته رحمه الله في الثلاثين من شهر نيسان/أبريل عام 2008م
.../...