تقوم إسرائيل بحملة منظمة ضد وكالة الغوث الدولية الـ(اونروا), في محاولة لإلغائها لتتمكن من إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين, وشطب حق العودة, وتعتبر الـ(اونروا) أداة دعم وإسناد للفلسطينيين من حيث تقديم الخدمات الأساسية والإنسانية, وتعتبر نفسها مسئولة مع المجتمع الدولي عنهم حتى تحل مشكلتهم ,وتتحمل الوكالة مسؤولية ذلك من خلال مجلس الأمن الذي فوضها لرعاية شؤون الفلسطينيين, وحل مشاكلهم الحياتية والمعيشية الناشئة عن الهجرة والتشريد, وهي بذلك تعكس الاعتراف الدولي بالمسؤولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين وقضيتهم وما حل بهم من جراء النكبة. ولهذا تعمل إسرائيل على إنهاء دور الـ(اونروا), وتصفية المخيمات, وتوظيف المساعدات الدولية ضمن خطط وبرامج لتوطين اللاجئين, وفرض حلول تتماشى وفق الرؤية الصهيونية, وهذا يبدو واضحا من خلال تحويل الدعم المالي للفلسطينيين إلى مشاريع وفق رؤية الممولين وبعيدا عن الوكالة, وهو ما أوصلها إلى الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها0 وتماشيا مع هذا المسلسل, قامت كندا بإيقاف المخصصات والمساعدات المالية التي تقدمها للـ(اونروا) تحت ذريعة أنها تذهب لدعم الإرهاب في غزة, و ستحول هذه الأموال إلى مشاريع لا تستطيع المنظمات الإرهابية السيطرة عليها. وتدعي الحكومة الكندية أن الـ(اونروا) تحولت من منظمة دولية لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين, إلى غطاء تستغله هذه المنظمات لتمويل عملياتها ضد إسرائيل, وأصبحت الـ(اونروا) عنصرا معادي ضدها, بالإضافة إلى أن المناهج التعليمية التي تمول من قبل الاونروا تحرض على قتال إسرائيل وإبادتها0 إن موقف كندا المنحاز والمخالف لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي, يهدف إلى مساندة إسرائيل لإنهاء دور الـ(اونروا) وقضية اللاجئين, مع معرفة كندا الكاملة بأن غالبية اللاجئين الفلسطينيين وخصوصا في غزة والضفة, غير قادرين على العيش بدون مساعدات دولية خاصة في ظل الحصار المفروض على غزة, وازدياد نسبة البطالة والفقر, حيث يتطلب زيادة خدمات الـ(اونروا) وليس تقليصها أو وقفها, بل يجب العمل على تطوير هذه الخدمات الإنسانية والتنموية من خلال, التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والمشاريع الصغيرة والسكن.إن هذا الموقف السلبي لا يدعم مخطط إسرائيل فقط في إنهاء دور وكالة الغوث وشطب قضية اللاجئين, بل يساعدها أيضا على تنفيذ الفكر الصهيوني, وتأكيد المبررات الواهية التي تروجها إسرائيل لإنهاء دور الـ(اونروا), والتي تستند على أن الـ(اونروا) تقدم الخدمات للاجئين الفلسطينيين بينما أهملت قضية اللاجئين اليهود, وأن معظم العاملين بها فلسطينيين, وهذا غير موجود في باقي الوكالات الأممية الأخرى. ولكن ما يقلق إسرائيل, أن وجود الـ(اونروا) يثبت بأن اللاجئين الفلسطينيين هم ضحايا الجرائم الصهيونية, ولهم الحق في العودة إلى وطنهم, وهذا يتنافى مع الفكر الصهيوني, وهو ما يدفع إسرائيل إلى إنكار حقيقة التهجير, وعملية التطهير العرقي التي قامت بها ضد الشعب الفلسطيني, وإنكارها حق العودة, وادعائها بان الـ(اونروا) منظمة فلسطينية وليست دولية لكسب تأييد العالم لإنهاء دورها, وتفكيك المخيمات الفلسطينية لإخفاء آثار جريمتها, وهذا ما يدفع إسرائيل لمهاجمة الأمم المتحدة, وعدم الالتزام بقراراتها وخاصة قرارات الوكالات المتمثلة بحقوق الإنسان, لأنها تتصدى لإسرائيل وتطالب بتطبيق القانون الدولي عليها, في حين أن إسرائيل تدعي دائما بأنها الضحية وأنها تحارب الإرهاب. كذلك تحاول إسرائيل إنهاء دور الـ(اونروا) بذريعة أنها العائق الرئيسي أمام تحقيق السلام بينها وبين الفلسطينيين, وحتى يسود السلام يجب أن ينتهي دور الـ(اونروا) وفق قرار دولي مع دمج وتوطين اللاجئين في الدول المتواجدين بها, وتتولى السلطة شؤون لاجئ غزة والضفة. إن محاولات إسرائيل لإنهاء دور الـ(اونروا) والقرارات المتعلقة باللاجئين وتوطينهم, تتم من خلال إستراتيجية تعمل على تنفيذها, من خلال إيقاف المساعدات والتبرعات, وتعبئة الرأي العام حول ذلك 0 أما على الجانب الفلسطيني, فكل ما يصدر عنه هو ردات فعل نتيجة لمواقف معينة ,يتم من خلالها توجيه النقد للت(اونروا) على تراجع أدائها في تقديم الخدمات والمساعدات الإنسانية, دون وجود إستراتيجية ثابتة أو تحرك منظم لمواجهة خطة إسرائيل في إنهاء دورالاونروا0 وحتى يتم ذلك, يجب على الفلسطينيين التمسك بالـ(اونروا), والعمل على تطويرا دائها, والسعي لمحاولة جعل مساهمات الدول وخاصة العربية إجبارية وليست تطوعية ,حتى تحافظ على استقلاليتها, وتظل بعيدة عن التجاذبات السياسية, وتؤدي دورها القانوني وتساعد في حق العودة للاجئين الفلسطينيين