اندلعت اشتباكات عنيفة اليوم أمام جامعة صنعاء بين مئات من الطلاب كانوا يطالبون بتنحي الرئيس اليميني علي عبد الله صالح، الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما ومؤيدين له، في حين أغلقت قوات الأمن جميع مداخل عدن بجنوب البلاد إثر توتر نجم عن سقوط أربعة قتلى وأكثر من عشرة جرحى أمس الجمعة.
ففي العاصمة صنعاء أصيب خمسة أشخاص بينهم ثلاثة طلاب بأعيرة نارية قال شهود عيان إن مسلحين بزي مدني أطلقوها باتجاه المتظاهرين أمام الجامعة.
وروى شهود عيان للجزيرة أن الأمر بدأ يأخذ منحى تصاعديا بعد استخدام الرصاص، حيث ظل الأمر في الأيام الماضية قاصرا على الهريّ والعصيّ.
ونسبت وكالة رويترز للأنباء لشهود عيان القول إن أحد الجرحى توفي لاحقا في المستشفى جراء إصابته بطلق ناري في رقبته.
وكانت صنعاء قد شهدت مظاهرات موالية للرئيس حتى وقت متأخر من الليلة الماضية تخللتها اشتباكات مع متظاهرين مناوئين له أدت إلى إصابة عدة أشخاص.
الزحف إلى عدن
في هذه الأثناء، أغلقت قوات الأمن اليمنية جميع مداخل مدينة عدن بعد دعوات وجهتها قيادات الحراك الجنوبي لأنصارها بالزحف صوب المدينة للمشاركة في المظاهرات و"مساندة إخوانهم من أبناء عدن".
وقال مصدر مطلع لمراسل الجزيرة نت سمير حسن إن توجيهات أمنية مشددة بمنع حركة الدخول إلى عدن تأتي بهدف الحد من تدفق المتظاهرين من المحافظات المجاورة.
وقد استمرت المواجهات بين قوات الأمن اليمنية ومتظاهرين يطالب بعضهم بالإصلاح والتغيير وبعضهم بالانفصال عن شمال اليمن حتى فجر اليوم السبت، وذلك بعدما أسفرت عن سقوط أربعة قتلى وأكثر من عشرة جرحى أمس الجمعة.
وشارك الآلاف في المظاهرات التي انطلقت من المنصورة وكريتر والشيخ عثمان والمعلا ودار سعد وعدد من الأحياء في عدن، ثم اتسع نطاقها لتشمل جميع مديريات عدن الثمانية، حيث قام المتظاهرون بإحراق مبنى المجلس المحلي ومركز الشرطة في حي الشيخ عثمان وأضرموا النار في عدد من السيارات.
وأفاد شهود عيان أن الشرطة ردت باستخدام القنابل المدمعة كما قامت باعتقال مئات الأشخاص، في حين أكد مصدر محلي لمراسل الجزيرة نت أنه شاهد مصرع أحد المتظاهرين في حي عمر المختار بالشيخ عثمان بعدما تعرض لعيار ناري في الرأس من جانب قناصة كانوا ينتشرون فوق أسطح المنازل.
اشتباكات
كما أفاد شهود أن اشتباكات متقطعة اندلعت بين الأمن ومسلحين في حي السعادة بمدينة خور مكسر وذلك في وقت متأخر من الليل، وقد اقتحم متظاهرون قسم شرطة المنصورة وأضرموا النار في سيارة أمن قبل أن تصل تعزيزات أمنية لتفريقهم.
ويعيش عدد من أحياء مدينة عدن في هذه الأثناء حالة من الهلع والخوف بعد حديث مواطنين عن محاولة أشخاص ملثمين خلال مساء أمس القيام بعمليات نهب.
من جهة أخرى، أكد مصدر مطلع أن عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني رفض استقالة عدنان الجفري محافظ عدن وذلك خلال اجتماع طارئ عقد في المدينة أمس لمناقشة تطورات الأحداث بها.
ونفت مصادر خاصة للجزيرة نت أن يكون نائب الرئيس اليمني قد غادر إلى صنعاء أمس، بعد أنباء ترددت عن خلافات حادة بينه وبين قيادات أمنية هناك بشأن آلية التعامل مع المتظاهرين.
يذكر أن مدينة تعز شهدت هي الأخرى اشتباكات بين الأمن ومتظاهرين يطالبون برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح أدت إلى مقتل شخص وإصابة أكثر من 70 آخرين.
رحيل النظام
وعلى صعيد متصل دعا حزب رابطة أبناء اليمن اليوم السبت إلى رحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح عن جنوب البلاد منعا لمزيد من إراقة الدماء.
وقال الأمين العام للحزب محسن أبو بكر بن فريد في مؤتمر صحفي في عدن إن نظام صالح "لم يعد له أي شرعية الآن" ولم يعد مجديا أي حور معه بعد "مجزرة" أمس و"قتل الناس بدم بارد".
وأعلن الحزب الذي يعد من أقدم الأحزاب اليمنية ويعود تأسيسه إلى ثلاثينيات القرن الماضي انضمامه لمن يسمون حركة الشباب التي تنادي بإسقاط نظام صالح واستعادة دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى عام 1990.