تغسيل الميت ووداعه
أ.ماجد صقر
مدير دائرة بحوث الدعوة
وزارة الاوقاف
-----------------
كثير من المسلمين من يمنع الزوج من وداع زوجه عند الدفن والتغسيل بحجة
انه اصبح محرما عليها وهذا ليس فيه أي دليل شرعي ولكن الادلة تثبت غير هذا
وقد دلت الأدلة الشرعية على أنه لا حرج على الزوجة أن تغسل زوجها وأن تنظر
إليه ولا حرج عليه أن يغسلها وينظر إليها، وقد غسلت أسماء بنت عميس زوجها
أبا بكر الصديق رضي الله عنهما، وأوصت فاطمة أن يغسلها علي رضي الله عنهما
وغسلها، وأما غسل الرجل زوجته إذا ماتت فجائز عند جمهور العلماء )أحمد ومالك
والشافعي وإسحاق وعطاء وداود وغيرهم( قياساً على غسلها له، ولما رَوَى ابن المنذر
أن علياً غسل فاطمة رضي الله عنها، واشتهر ذلك في الصحابة فلم ينكروه، فكان
إجماعاً، ولما روى ابن ماجه وأحمد والدارمي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال لها: «لو مُتِّ قبلي لغسلتك وكفنتك .»
وبناء عليه ليس هناك أي دليل يمنع توديع الزوج لزوجته أو العكس. ولا
ينفض عقد الزوجية بين الزوجين عند الوفاة ودليل ذلك قوله تعالى:}وَلَكُمْ
نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ{ سورة النساء) 12 ( ذكر الامام ابن
حزم:أن الله تعالى سماها زوجة بعد موتها وهي امرأته في الجنة ان كانا مسلمين
وكان حلالا رؤية بدنها في الحياة وتقبيلها ومسها وكل ذلك باق على التحليل فمن
ادعى تحريم ذلك بالموت فقوله باطل الا بنص ،ولا سبيل اليه ومقصود الامام ابن
حزم ان يكون هذ التقبيل او المس بلا شهوة والا فإن الموت رافع لحل الاستمتاع اما
من السنة:عن عائشة رضي الله عنها قالت :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول
رحم الله امرءا غسلته امرأته وكفن فى أخلاقه( أخرجه البيهقى بسنده
وقال إسناده ضعيف قالت: )اي عائشه رضي الله عنها ( ففعل ذلك بأبي بكر, غسلته
امرأته أسماء بنت عميس, وكفن في ثيابه التي كان يبتذلها، ووجه الدلالة من هذا
الحديث تزكية النبي للرجل الذى تغسله زوجته بعد موته والدليل من المأثور: ما
أخرجه الحاكم وصححه ابو داود وابن ماجه وأحمد بإسناد صحيح عن عائشة رضي
الله عنها قالت: )أردنا غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختلف القوم فيه,
فقال بعضهم: نجرد رسول الله كما نجرد موتانا, أو نغسله وعليه ثيابه؟ فألقى الله
عليهم السنة حتى ما منهم رجل إلا نائم ذقنه على صدره, فقال قائل من ناحية
البيت, أما تدرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغسل وعليه ثيابه , فغسلوه
وعليه قميصه يصبون الماء عليه ويدلكون من فوقه.
قالت عائشة: وأيم الله لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلا نساؤه والحديث اسناده صحيح ورجاله ثقات قال البيهقى
فتلهفت عائشة رضى الله عنها على ذلك ولا يتلهف الا على ما يجوز، أما دليل
الاجماع فهو ما نقلة ابن المنذر وآخرون ان المسلمين أجمعوا على ان للمرأة ان تغسل
زوجها اما الدليل من المعقول: ان غسل الزوجة لزوجها جائز فى الحياة فيجوز بعد
الممات لعدم وجود سبب يرفع هذا الحكم والموت مانع من الاستمتاع لا من اللمس
والنظر فيبقى الامر على الاباحة فيهما ما لم يكن نص.