مستر تريمال وأنفاق الجحيم؟
بقلم: م. زياد صيدم
في العرف الجنائي عادة يعترف القاتل عند مواجهته بالأدلة والشهود..فيلقى جزاؤه العادل وفقا للقوانين السائدة في البلد..وقد تنعدم الأدلة فيصبح طليقا إلى أن يسقط يوما ما في يد العدالة .. فالبلاد كما يقولون صغيرة ومباركة لا تخفى أمرا.. الآن في غزة القاتل معروف والمصدر معلوم..والأدلة واضحة.. هي ضحاياه اللذين في تزايد مستمر.. وقد نوه كثير من الكتاب حول انتشار المخدرات بأنواعها وإشكالها منذ بدايات الظاهرة الغريبة عن كل قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا.. وهنا سنتوقف عند مستر تريمال والسيد بانجو وهما القاتلان المحترفان اللذان يجوبان القطاع عرضا وطولا .. دون أن يحاسبهما احد أو توقفهما عدالة؟.
بالأمس مات ناجى.. شاب قتل بسكين في رقبته نتيجة شجار مراهقين في فرح..واليوم مات جهاد شاب مراهق آخر.. وبعد الفحوصات تبين أن القاتل مستر تريمال بعد اعتراف الشلة التي كانت مجتمعة بحضور هذا السفاح الذي تحول إلى قاتل محترف ينحدر من أنفاق الكارثة المشرعة أبوابها على مصراعيها في قطاع غزة البائس..فماذا تفيد الكلمات ؟ وماذا يفيد الصراخ والعويل إن لم يلقيا أذن صاغية من ذوى الأمر ؟ فكلاهما لا يرجع الشباب المذبوحة من الوريد للوريد ..هذا الجيل الذي أضحى بلا مستقبل وبلا أمل وبلا بارقة انفراج له في قطاع أثقلته المواجع والنكبات جراء انقسام وخلافات بين الشعب الواحد.. والغارق في مصائب من البطالة وانعدام فرص العمل جراء حصار جائر وظالم.
أمس كان ناجى المغدور بسكين في رقبته على يد مراهق فاقد لحواسه ومنطقه وإدراكه.. واليوم جهاد وحيد أبويه ذهب بلا عودة.. ومن وراءهما كان مستر تريمال لهما بالمرصاد..
والآن وقد حضر الشهود..وبانت الأدلة واضحة دامغة..فلماذا ما يزال القاتل طليقا؟ يرتع في طول وعرض قطاع غزة..والى متى ؟؟ فشبابنا دوما كانوا وما يزالون قرابين فداء للأوطان ولنا الفخر ولهم الجنة.. ولكن في ظل هدنة غير معلنة في غزة تحولوا إلى قرابين عار لضحايا مستر تريمال والسيد بانجو.. فمن يشفى غليل اسر منكوبة ..وأسر في طريقها للنكبات؟؟ من يقف على بوابات الجحيم القادم عبر أنفاق الموت ؟ ليقول هذه بضاعة تمر وهذه بضاعة تحرق وتصادر ..لان هناك أسر بدأت تقول قولا أخرا وتطالب بإغلاق أنفاق الجحيم خوفا على أولادها.. فعشرات الشباب قد قضوا تحت انهيارات الرمال خلال السنوات الثلاث الأخيرة.. وعشرات ينتظرون مستر تريمال..
فلنقرع أجراس الرهبة والإنذار بلا توقف.. في أذان من له الكلمة في قطاع غزة فقد يستجيب من بقى في قلبه رحمة.. وتبقى في عقله ضمير!!.
والله من وراء القصد/مايو/ 2010
إلى اللقاء.
بقلم: م. زياد صيدم