اسرائيل رفضت طلبين قطريين لتجديد العلاقات بين الدولتين شريطة السماح للإمارة باعادة إعمار قطاع غزة
زهير اندراوس:
5/19/2010
الناصرة ـ 'القدس العربي' كشفت صحيفة 'هآرتس' العبرية في عددها الصادر امس الثلاثاء النقاب عن انّ الدولة العبرية رفضت الاستجابة لشروط قطر، والتي تتضمن تنفيذ عدد من المشاريع لاعادة اعمار قطاع غزة وادخال مواد بناء الى القطاع، مقابل تجديد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، واعادة فتح الممثلية الاسرائيلية في العاصمة القطرية الدوحة.
وشدد المراسل السياسي للصحيفة، باراك رافيد، الذي اعتمد على مصادر سياسية عالية المستوى في تل ابيب، على انّ امارة قطر تقدمت للدولة العبرية بطلبين لاعادة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، الا انّ الحكومة الاسرائيلية ردت بالرفض.
يذكر ان قطر كانت قد اعلنت عن قطع العلاقات مع اسرائيل خلال الحرب العدوانية الاخيرة على قطاع غزة، نهاية العام 2008 ومطلع العام 2009. وفي كانون الثاني (يناير) من العام الماضي طلبت الحكومة القطرية من رئيس الممثلية الاسرائيلية في الدوحة، روعي روزنبلاط، مغادرة البلاد. ولفتت الصحيفة نقلا عن مسؤول اسرائيلي قوله انّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان رفضا الاقتراح القطري، مشيرةً الى انّ العلاقات بين البلدين قد تمّ تجميدها، اضافة الى الغضب الاسرائيلي مما اسمته تقارب قطر مع المحور المتطرف، اذ انّ الدولة العبرية عبّرت عن انزعاجها من مشاركة قطر في القمة الثلاثية التي عقدت مؤخرا في تركيا بمشاركة تركيا وسورية وقطر.
ولفتت المصادر نفسها الى انّه على الرغم من ادخال العلاقات بين البلدين الى الثلاجة الدبلوماسية، فانّ امير قطر الشيخ حمد بن خليفة، استقبل في العاصمة القطرية، الدوحة، في نيسان (ابريل) من العام 2008 وزيرة الخارجية الاسرائيلية انذاك، تسيبي ليفني.وساقت الصحيفة الاسرائيلية قائلةً، نقلا عن المصادر عينها، انّ امارة قطر اقترحت، قبل نصف سنة، من خلال قنوات امريكية وفرنسية وعن طريق محادثات مباشرة مع دبلوماسيين اسرائيليين، تجديد العلاقات مقابل اعادة اعمار قطاع غزة، وان تقوم اسرائيل بالاعلان عن ذلك في بيان عام يتضمن رسالة ايجابية تجاه قطر، على حد تعبيرها، كما جاء انّه في اعقاب الاقتراح، اجريت مباحثات في الخارجية الاسرائيلية وفي ديوان رئيس الوزراء.
وتمحور النقاش بين من يؤيد تجديد العلاقات، وبين من يعارض ذلك بادعاء ان قطر اختارت التحالف مع ايران وحركة حماس. وبحسب مصدر اسرائيلي فقد ازيل الاقتراح عن جدول الاعمال في اعقاب معارضة الولايات المتحدة الامريكية. وبحسب الصحيفة فانّ الاقتراح القطري الثاني كان قبل حوالى نصف السنة، وانّه كان بنفس الشروط، الا انّه رُفض من قبل نتنياهو وليبرمان.
وقالت المصادر الاسرائيلية ايضا انّه بعد ان تلقت الحكومة الاسرائيلية الرسائل القطرية قررت الحكومة مناقشة الطلب القطري، حيث تبين انّ معسكرا داخل الحكومة يؤيد التوجه ويطالب بتجديد العلاقات مع الامارة، ولكنّ المعسكر الثاني، رفض الطلب، وهو الذي تمكن من فرض رأيه على صنّاع القرار في تل ابيب، على حد تعبير المصادر نفسها.
وسوغ المعارضون معارضتهم بانّه من غير المعقول ان تقوم الدولة العبرية بمنح قطر جائزة على انضمامها الى المعسكر الراديكالي في منطقة الشرق الاوسط، وهو المعسكر الذي تقوده الجمهورية الاسلامية الايرانية، كما اوضحت المصادر انّ قطر عقدت قمة في الدوحة واصرت على دعوة ايران وفصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة المقاومة الاسلامية (حماس)
ونقلت الصحيفة عن مسؤول اسرائيلي قوله انّ قطر اشترطت ادخال كميات كبيرة من الاسمنت ومواد البناء الى قطاع غزة. وبحسبه فانّ مثل هذه الكميات تزيد بكثير عن الكمية التي سبق وان وافقت عليها اسرائيل التي تدعي انها تستخدم لبناء تحصينات لحركة حماس ومواقع محصنة لاطلاق الصواريخ.
وقالت المصادر ايضا انّ وزير الخارجية ليبرمان الذي تلقى الطلب القطري الثاني تشاور مع نتنياهو، وقرر الاثنان رفض الطلب، ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي رفيع في تل ابيب قوله انّ رئيس الوزراء نتنياهو وافق على الطلب القطري، كما انّ الوزير لبيرمان ومستشار الامن القومي، د. عوزي اراد، وافقا على الطلب، ولكن في نهاية المطاف ردّت الحكومة الاسرائيلية على الطب القطري بالرفض لانّ قطر اشترطت تجديد العلاقات بالموافقة على السماح لها باعادة اعمار قطاع غزة، ولفتت المصادر الى انّ رفض نتنياهو الطلب القطري يثير التساؤلات لانّه وافق بنفسه على طلب تقدّم به الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركزوي، بادخال مواد طبية الى مستشفى القدس بقطاع غزة، وشددت على انّ السفارة الفرنسية في تل ابيب اعلنت يوم السبت الماضي انّه تمّ ادخال 30 طنا من مواد البناء الى قطاع غزة، وانّ امداد القطاع بمواد البناء سيستمر في الاسابيع القليلة القادمة.
وفي سياق ذي صلة، قالت الصحيفة العبرية انّ الطلب القطري الذي رفض لم يكن وحيدا، فقد رفضت اسرائيل ايضا، يوم الاثنين، اقتراحا بلجيكيا بادخال مواد بناء لمشروع بناء مستشفى في خانيونس من قبل الحكومة البلجيكية.
وادعى نتنياهو ان حركة حماس سوف تستخدم الاسمنت لبناء تحصينات تحت المستشفى. وعندما اصرت بلجيكا على انها سوف تشرف على المشروع عن كثب، اقترح نتنياهو ان يتم بناء المستشفى من الاخشاب.