ظلم العدو
فَـرَضَ العـدو ُ شروطَه وتَـمَنَّعَا...وأَبَـى بغيـرِ عــذابِنَـا أَنْ يَقْنــعا
مـا حيلتنا ونحن المكبلون بسلم...زائف نحـاوره فأصَرَّ ألاّ يسمـعا
وعجبـتُ مـن قلـبٍ يـرقُّ لظالـمٍ...ويُطيـقُ رغمَ إبـائِهِ أنْ يَخْضَعَا
فـأجـابَ قلـبٌ لا تَلُمني فعــذابنـا...ظُلـم وليــس بـأمـرنا أَنْ يُرْفَـعَا
والظلمُ في شَرْعِ الغاصبين عدالةٌ...مهما صفا كنتُ بكُرهه مُُـولَعَا
ولقـد عـانينـا مـن ظلمـه وبطشه...فـدُمّـر المـنازل وكُسّـرَ الأضلُعَا
البـدرُ مـن أرضنا اختفـى ضيـاؤه...والعطرُ من وردِ الجنـان تبلقعا
والفجـرُ يبـزغُ فـي بلادي مُعتـمـا...والشمـتسُ تخجـلُ أن تسطــعَا
يـا ربّ هـذا الكـون أنـتَ خلقتَـهُ...وكسوتَــهُ حُسْنَـاً فكنتَ المُبْـدِعَا
وجعلتـه مُلكـاً للانسـان سيّــداً...لمّـا على عـــرشِ الخليقة تربَّــعَا
سارتْ سفينةُ الحيــاة في بحرِ...مظلـم والقلـبُ كانَ يائســا متلوَّعَا
لعبتْ بهـا ريحُ الطغـاة فتمايلتْ...مينـاؤهـا المنشـودُ بـاتَ مُضّيَّـعَا
يا صاحبي يكفي بكاء وحسـرة...فعسى لا نرى في العيون أدمُعَا
فـي الكـون ربٌّ يعلــم حــالنــا...ادعوه مخلصـا تائبـا كـي يسمـعا
ياصاحبي أنا في الوطن متيّـمٌ...والقلبُ مـن حـرّ الفــراقِ تَصَــدَّعَا
مافي النوى خيـرٌ لنرضى بالنوى...بل كـلَّ الخيـرِ أن نحيا فيه مَــعَا