مسجد السيد المسيح عيسى بن مريم في مأدبة بالأردن
مسجد
السيد المسيح
الدكتور غازي ابراهيم رحو
عندما يكون الايمان والتعاون والمحبة والتالف يكون التعايش على اعلى مستوى من الحياة وعندما يرغب ويقرر الانسان بمختلف اديانه واطيافه العيش المشترك المبني على المحبة والاعتراف بالطرف الاخر واحترام راي الاخرين فيمكن لمختلف الطوائف والاديان ان تعيش بشكل امن يستند على الايمان بالاخرين واحترامهم واحترام معتقداتهم واديانهم .. وفي هذه القصة الحقيقية الرائعة التي تبين عظمة التعايش والتفاهم والمحبة بين البشر والتي تعطي مثال رائع على القيم الانسانية وقيم التعائش بين الاديان حيث كان هنالك في المملكة الاردنية الهاشمية وفي احدى المدن الاردنية القريبة من مدينة مادبا التي تبعد بحدود 30 كيلو متر عن عمان العاصمة قرية صغيرة مشتركة في مكوناتها بين مسلمين ومسيحيين وكانت تلك القرية تحوي
مسجد للمسلمين كما انها كانت تحوي كنيسة للمسيحيين وكان
المسجد يحتفل كالعادة في قدوم شهر رمضان من خلال اعلام الناس المسلمين بموعد الافطار من خلال الصلوات في الجاممع وكان ذلك قبل ما يزيد عن 50 عاما من الان وفي احد الاشهر الكريمة من اشهر رمضان المبارك لاخوتنا المسلمين مرض إمام ذلك
المسجد في تلك القرية التي تقع شمال مأدبا مرضا شديدا وفي شهر رمضان الذي منعه عن إعلام النا واخبارهم بموعد الإفطار،,,,, فلاحظ هذا الأمر الراهب القائم على الكنيسة المجاورة للمسجد، فعلم هذا الرجل المسيحي الراهب بأن خطبا ما قد حدث لجاره المسلم وبعد تاكده من ان جيرانه في الوطن والارض يعاني من مرض.. يمنعه من اعلام الناس بموعد الافطار فلم يكن منه الا ان قام بقرع أجراس الكنيسة ليعلم المسلمين في تلك القرية بأن موعد الإفطار قد حان وهكذا تكررت القصة بسبب مرض الامام لذلك الجامع أكثر من مرة ..حيث كانت تقرع أجراس الكنيسة كلما حان موعد الافطار لاعلام الناس بموعد الافطار بسبب تعذر الامام من اخبارهم . مع العلم ان أكثر مساجد مأدبا أتساعا واكتظاظا بالمصلين هو
مسجد "الحسين بن طلال" الذي تبرع بقطعة الأرض لهذا
المسجد أبناء العشائر المسيحية من عائلة ’’مرار‘‘ وأسهموا في بنائه وشارك في البناء الشباب المسيحي مع اخوتهم الشباب المسلم في هذه المدينة في بناء ذلك الجامع وقبل ثلاثة أعوام من الان اعلن احد المعروفين في تلك المنطقة من المسلمين برغبته بأن يرد الدين للمسيحيين الذين أسهموا بشكل كبير في تعزيز قيم التعايش المجتمعي في مأدبا، فقام ببناء
مسجد أطلق عليه اسم. "السيد
المسيح عيسى ابن مريم:: والذي يشكل هذا
المسجد الآن علامة فارقة في المدينة التي يشكل المسيحيون فيها 5% من إجمالي عدد السكان المقدر بـ150 ألف نسمة، ويقع هذا المسجدعلى مسافة قريبة من كنيسة في المنطقة، زُيُّن داخله بالعديد من اللوحات عليها آيات من القرآن عن
السيد المسيح والسيدة مريم. وتبلغ مساحته 1000 متر مربعا.. والمثير للاهتمام أن العائلات المسيحية تنافس العائلات المسلمة بالتبرع بإفطار أول يوم من رمضان (بحسب ما ذكر القائم على أمور المسجد) وتشارك الصائمين وجبة الإفطار، الأمر الذي زاد من التآلف هكذا يكون التعايش والتالف والمحبة بين ابناء الوطن الواحد لان الايمان هو بالاديان والمعتدقدات هي حق طبيعي لكل انسان وعلينا جميعا ان نتعايش بالمحبة والتوافق لكي نحيا حياة الطمانينة والسلام لان قبول الاخر وان اختلف بالدين والايمان هي حالة يتطلبها التعايش المشترك لان الرب هو واحد والانبياء هم رسل الرب على الارض