مَن هو القائد الذي هزم شارون؟ بقلم: توفيق أبو شومر
----------------------------------------
أخيرا مات شارون يوم 11/1/2014 ، بعد ستة وثمانين سنة، وامتلأت صحف إسرائيل ببطولات شارون ومسيرته الحربية، وشخصيته الكريزماتية، غير أن كل الوثائق والقصص،
رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اريئيل شارونالتي أوردتها الصحفُ عن شارون، تتخطى هزيمته على يد مناضلٍ مصريٍ كبير، لم نُفلح بعد في كتابة سيرته وبطولاته، إنه الشهيد البطل مصطفى حافظ.
هو الوحيدُ، الذي هزم شارون، فقد أسمى شارونُ، مصطفى حافظ (الشبح)، لقد كان مصطفى حافظ، الضابط المصري، الذي كلفه الرئيس جمال عبد الناصر بقيادة الكفاح الفدائي ضد إسرائيل في أواسط خمسينات القرن الماضي، فقام بعمليات فدائية جريئة في عمق فلسطين.
كان مصطفى حافظ شابا طموحا، يتميِّز بالشخصية القيادية، وهو ربما الوحيد، الذي حصل في الجيش المصري على رتبة عميد، وهو في سن الرابعة والثلاثين.
استطاع مصطفى حافظ، أن يهزم شارون هزيمة ساحقة، وكان شارون في تلك الفترة قائدا لكتيبة 101 وهي أقوى كتائب إسرائيل، ركَّزت كل جهودها، لهزيمة وحدات المتطوعين الفدائيين في قطاع غزة،
أدخل شارون فرقة من جيش الإحتلال الصهيوني، إلى بيت مصطفى حافظ في غزة لاغتياله، في أوائل عام 1956، ولكنه لم يكن في منزله، فقد كان شديد الحذر ، فجُنَّ شارون وفرقتُهُ، ونسف غرفته وبوابة المنزل وغادر المكان.
ثم قام بإدخال وحدة بحرية أخرى، ولكنه فشل في المرة الثانية أيضا، مما جعل بن غوريون وموشيه دايان يوبخان شارون وكتيبته، ونقل ملف الشبح إلى القسم الخارجي للمخابرات الإسرائيلية (الموساد)، وهذا ما دفع الموساد في تلك الفترة أن تنفذ خطةً كبرى، وهي اغتياله بطرد ناسف في شهر يوليو 1956، بعد أن أعلنت عن جائزة، قدرها مليون دولار، لمن يقدم معلومات عن الشبح (مصطفى حافظ) كما يروي يوسيف برجمان في كتابة أشهر ثلاث قصص استخبارية.
هذا البطل الخالد خلدته غزةُ، فأسمت مدرسةً وشارعا باسمه، وللأسف لم تُخلده فلسطين بوثائق تاريخية، ومناهج دراسية، وأفلام ومسلسلات، تعزز التضامن العربي مع قضيتنا، تجعل أبناءنا يعرفون، بأن مصطفى حافظ، ليس اسما لمحسنٍ كريمٍ، تَبَرَّعَ لإنشاء المدرسة، وليس اسما لشخصية ثريَّة، أو رئيس حزبٍ سياسي، سكَنَ في الشارع، كما قال لي شابٌ جامعي، لا يعرف شيئا عن هذا الاسم!!!