عَنْكَ يَاوَطَني لَنْ نَثُوب
أَقْتَحِمُ قُصَاصَات الظَّمَأ
بَرِيقُ اشْتِعَالِ الأَلَم
غَيْمَةٌ تَتَفَوْرَزُ بِالْحَنِين
تَجَمَّدَتِ الدَّمْعَةُ بِمَحَاجِرِ الأَنِين
مُنْتَصِبَ الْهَامَةِ أَمْضِي
وَ الْقَلِبُ تَحَجَّرَ مَا عَادَ يُدْمِي
شَدَى الْعِطْرُ بِمَيَاسِمِ الْوَرْد
نَدَاهُ يُوَسْوِسُ عَزْفَ الْفَجْر
رِيَّاحٌ أَقْبَلَتْ تُفَجِّرُ الْفَخْر
أَرْضُ كَنْعَان لَنْ تَرْكَع
مَرَّتْ السِّتُّونَ وَ الْوَاحِد
وَ التَّهْجِيرُ لَنَا لَنْ يَقْهَر
لِلْوَطَنِ .. لِلْبَلَدِ.. لِلْأَرْضِ
سَنَعُودُ .. سَنَعُود
تَبّاً لِبَنِي صَهْيُون
تَبّاً لِأَخٍ آزَرَهُ بِالصَّمْت
بِالْخُنُوعِ.. بِالْخُضُوع
لاَ لاَ لَنْ نُطِيعَ .. لَنْ نَلِين
أَيْنَ شَهَامَةَ الْعَرَبِيِّ؟
أَيْنَ مَجْدَ وَ عُنْفُوَانَ الأَجْدَاد؟
أيْنَ سَيْفَ صَلاَحَ؟
وَعُرُوبَة جَمَال؟
أَيْنَ صَوْتَ الأَحْرَار؟
ذُيُولُ الْهَزِيمَةِ
وَ خَيْبَةٌ تَجْتَاحُنِي!ا
وَجَعُ السُّكُون!ا
خَرَسٌ وَ جُثُوم!ا
صَمْتٌ أَضْنَى كُلَّ الْكَون
لاَ اعْتِقَالَ أَفْنَانَا!ا
لاَ النَّفْيُ أَلْغَانَا!ا
وَ لاَ الْقَتْلُ أَرْدَانَا!ا
أَقْوَى مِنَ السُّجُونِ كُنَّا
وَلاَ نَزَال
أَقْوَى مِنَ الجُوعِ
أَصْلَبُ مِنَ الصُّخُور
أَشَدُّ مِنَ الْمَوْتِ
أَقْسَى مِنْ ضَمَّةِ الْقُبُور
عَنْ حَقِّنَا
لاَ رُجُوعَ .. لاَ رُجُوع
سَجِّلْ يَازَمَان!ا
أَبَداً ... أَبَداً
عَنْكَ يَاوَطَني
لَنْ نَثُوب!ا
رحيمة بلقاس