رباعيات زاهيوية(شعر)
رباعيات زاهيوية 3
10 أبريل
\\
\\
لا، ليس منِّي بتقصيرٍ وإهمالِ
إغماضُ جفنِ الورى عن شعرِ أمثالي
أنا التي بالهدى قد عشتُ ساعيةً
بالشعرِ والنثرِ أدعو الناسَ للعالي
لاتأسفي، إنني قد جئتُ حاملةً
نفيسَ فكرٍ ربا في دينِنا الغالي
إمشي به تسعدي، تحظي بمكرمةٍ
من الإله، فليسَ السَّعدُ بالمالِ
رد على الأخت ليانا
وظبيُ قصيدةٍ يُهـدى إليَّـا
كحيلَ العينِ مبتسمَ المحيَّـا
تبخترَ في مروجِ الفكرِ عطرًا
وفاحَ بأحرفي شعرًا شذيـا
سمعتُ بهمسِهِ سحرَ المعاني
تجدِّفُ بالبحورِ إلى الثريـا
وبينَ القلبِ والأنفاسِ تهمي
شعورًا مهديا وجْـدَا هنيَّا
الشعرُ نبعٌ قد تغـورُ مياهُـهُ
في وقتِ جَدبٍ بعـدَهُ تتفجَّـرُ
وتفورُ من ثغرِ الصفاءِ تدفُّقـا
رقراقةً منهـا يُحلَّـى السُّكَّـرُ
تجري على مَتْنِ الأثيرِ رهيفةً
بطلاوةٍ فيها المشاعرُ تسْكَـرُ
وتعبُّ من أطيابها سقيا الهنـا
والرُّوحُ تهوي حيثُ فاحَ العنبرُ
مساكبُ الحرفِ نارًا كدتُ ألمسُها
بين السطورِ، فيبعدُني تهسهسُها
يحمي فؤادي بهمسٍ من روا قلمٍ
أسمى المعاني من الآمالِ يقبسُها
أحارُ بالشعرِ كيف الحزنُ أطلقَهُ
أناتِ صدرٍ سقتنا الدمعَ أكؤسُها
صدرٌ به من نقاءِ الشرقِ ُمشرقةٌ
مِن الضياءِ جلالُ الله يحرسُها
يامبدعَ الشعر قد فاض الحنينُ بها
تلك الحروف لماضٍ فيه أنفَسُها
دعائي يرتجي ربًا وحيـدا
بحفظِ أحبَّتي أمـدًا مديـدا
فما للعيشِ دونَ الأهلِ طعمٌ
وإنْ ذقنا بصحبتِهم صديدا
وماللقلبِ سعدٌ إن تواروا
عنِ الأنظارِ موتًا أو صدودا
رجوتُكَ ياإلهي أن تصنّـي
وتجعلَني بلمَّتِهـمْ سعيـدا
حسامُكِ الحقُّ هدارٌ بأمـواجِ
في بحرِ شعرٍ ضياهُ من سنا التاجِ
أبحرتِ بالهجو مثل الليثِ زائرةً
بوجهِ صعلوكٍ رمى إفكا بحجاجِ
ماذا تراهُ جنى مما رُميـتِ بـهِ
غيرَ الملامةِ أو حـدٍ بكربـاجِ
أنتِ الندى للنقا نبضٌ ومملكةٌ
وللتقى نسمةٌ تسمو بمعـراجِ
5 تعليقاتPosted by
zahya12 في أبريل 10, 2010 in
رباعيات زاهيوية(شعر),
شعر رباعيات زاهيوية 2
10 أبريل
\\
\\
شآمُ أرضي، وأهلُ الشامِ أحبابي
والشعرُ زادي، وآيُ اللهِ أصحابي
أعليتُ صرحَ الرؤى بالحقِّ فاتقدتْ
بيَ الحروفُ بإيجازٍ، وإطنابِ
دمشقُ أمُّ العلا تهدي حدائقَها
زهيةُ الشعرِ من لئلاءِ أهدابي
أحبُّ أرضي، وأسعى في مناكبِها
لكنْ بساحِ الهدى حرفي وأطيابي
ياقدسُ ياحوريةَ الأرضِ اصمدي
قلبي تلـوكُ جراحَـهُ الأسقـامُ
في كلِّ آهٍ من أنينِـكِ يكتـوي
وتزيـدُهُ حُـرُقـا بــك الآلامُ
ياقدسُ، صلِّي للإلـهِ وسائلـي
المليارَ هل حقًا بعارٍ ناموا
مادام قيـد المفتريـن مطوقـا
عنقَ الشريفةِ، هل يقومُ سـلامُ؟
يأبى اتقادُ الرؤى من جاءَ يرميني
ببؤرةِ اليأسِ حيثُ الهمُّ يكويني
عودتُ نفسي على الآمالِ أصحبُها
وأنتقي بالهدى فكرًا يهنيني
تفرُّ مني إليهِ الروحُ هانئةً
إذ لا ترى غيرَهُ طبَّا يداويني
كلُّ الهنا تلتقي مادام في غدِها
خلدُ الجنانِ لها خيرَ العناوينِ
أنوارُ الرُّوحِ وأنفاسي
اثنانِ بوحدةِ إحساسِ
الرُّوحُ تعيشُ بلا جسدٍ
ويموتُ الجسمُ بإفلاسِ
والحسُّ الفاني إهدارٌ
لغذاءِ جذورِ الأغراسِ
ينبتُ شوكًا، يجرحُ وردًا
ويُفَلُّ بمنسأةِ الناسِ
2 تعليقاتPosted by
zahya12 في أبريل 10, 2010 in
رباعيات زاهيوية(شعر) رباعيات زاهيوية(1)
02 أبريل
حدائقُ أحرفٍ عَبَقَتْ
بعطرِ الوردِ والزَّنبقْ
وهلَّ الشِّعرُ مؤتلقًـا
بروعةِ فكرِنا الأعرقْ
نعودُ بحسن طلعتِـهِ
لماضٍ بالأسى يَشْرَقْ
فهـلْ باللهِ نرجعُهُ
لإشراقِ العلا الأسمقْ
إليكَ إليكَ من وجعٍ
أبوحُ بسرِّ آلامي
فتنقذني وتُسعدني
وتُوصد بابَ إيلامي
إلهي أشتكي أرقًا
من الدنيا بأسقامِي
بها الأيامُ ترصدُني
لتحجبَ نورَ إلهامي
هو الرحمنُ ينقذُني
من الأهوالِ والضّرِّ
أناديهِ فيسمعني
بسرٍّ كانَ أو جهرِ
وليس يؤودُه حفظٌ
و(كنْ) كونٌ بذي الأمرِ
يلبيني فأحمدهُ
وتهمي العينُ بالشكرِ
مازالَ حَرُّ الأسى بالنار يكوينا
في أمَّةِ الخير أضحى الزادُ ُغسلينا
هبيِّ أيا نارُمن آلامِنا وخذي
وقودَ جمرِكِ من أعداءِ بارينا
قد فرّقونا، وصرنا بالبلا مزقًا
مالملمتْ شملَنا دنيا ولادينا
كنَّا النجومَ ضياءً للورى وهدى
فشوَّهوا النورَ كيدا بالمنيرينا
لله درك أستـاذي فـذي عِبَـرُ
ترقى بها النفسُ في دنيا بها الخطرُ
أما الجهـولُ فلانصـحٌ يغيـرُهُ
ولو رأى غيرَهُ قد هـدَّهُ الكـدرُ
نطقتَ بالدُّرِ قولًا فيـه منفعـةٌ
فاحتْ شذا طيبًا في روضهِ الفِكرُ
جزاكَ ربي به النعمـاءَ غامـرةً
قلبًا شفيفًا ضياهُ الخيرُ والسّـوَرُ
نكأت جراح قلبي بالحنين
إلى ماضٍ تباعدَ بالسنينِ
هناك بلمَّة الأحباب كانت
عيون حبيبتي أحلى العيونِ
فليس الحسن في الحوراء عينا
ولا الزرقاء أو سحرِ الجفونِ
ولكن بالذي بالدمعِ يهمي
من الإيمانِ في صدقِ اليقينِ
أجدني اليوم ألثمُ من شذاها
أريجَ سنائِها بالياسمينِ
أماطَ الحقُّ عن قومي اللثاما
فأظهرَهم، وماعادوا الكراما
صبيٌّ في عراقِ العُربِ يبكي
وشعبُ التيهِ يشبعُه كِلاما
فلم يشفقْ عليهِ اليومَ جارٌ
ولم تدفعْ له الدنيا السلاما
فكيفَ بربِّكم ْيحيا سعيدا
وقد دقَّ العدا منه العظاما؟.!
رجوتُكِ أن تضميني، وتحميني
من الأعداءِ ياأمي فلبِّيني
رجوتُكِ أنْ تكوني الأمنَ في خوفي
وصدرَ الحبِّ -في بردٍ- يدفيني
رجوتُكِ أنْ تردي زهوَ عيشتِنا
وإنْ كانتْ بفقرٍ سوفَ تُرضيني
رجوتُكِ لاتغيبي بالردى، مهلا
حبيبةَ مهجتي، ردِّي، وواسيني
قد ينتشي القلبُ إنْ يُسقَ الوفاءَ روا
ويمتطي الصَّعبَ مهرًا إنْ يكنْ صبَّا
وقد يعبُّ الهـوانَ المـرَّ منشغـلٌ
بمنْ يحـبُّ ولايأبـى لـه قربـا
فكيفَ بالقلبِ الذي لاحـبّ يشغلُـهُ
إلا الذي للذي أهدى الورى الحبَّـا؟
حبُّ العظيمِ مع الأنفـاسِ نبضتُـهُ
زدني إلهـي بـه مايسعـدُ القلبـا
ق.
نبقى ويبقى لنا في القلبِ أنقاهُ
من كلِّ شيءٍ إذا ماالدينُ حلَّاهُ
لايستوي عيشُنا إن كانَ في عملٍ
نرقى بهِ للعلا أو كانَ أدناهُ
حسبُ المنوَّر بالإيمانِ خافقُهُ
أن -الذي بالهدى_ الرحمنَ يرعاهُ
وكافلُ النفسِ بالخيراتِ حافظُها
من الشرورِ، وشيطانٍ ومأواهُ
لاترتضِ الخمَّ عرشًا بانَ ظاهرُهُ
صرحًا بهيًا وواقعُ حالِهِ خرِبُ
ولايغرَّنَكَ التصفيقُ من أممٍ
ماربُّها اللهُ بلْ أربابُها النُّصُبُ
واعلمْ هداكَ الذي قد صانَنا عربًا
أن الكتابَ لنا في آيهِ الطَّلبُ
وأيُّ شيءٍ بلا إيمانِنا خوَرٌ
مالم يكنْ للعلا والخيرِ ينتسبُ
ق.
العمرُ يمضي ويبقى ماتخلِّفُهُ
من المآثرِ فيما ضمَّتْ الكتبُ
وخيرُ مأثرةٍ علمٌ لذي أدبٍ
يلقى بهِ القومُ مايحتاجُهُ االأربُ
وأسوأُ العلمِ ما شرًا يسوِّقُهُ
مَن صبَّهُ شربةً في كأسِها اللهبُ
فاسلمْ بنفسِكَ لاتحيا بها قلقا
واسلكْ طريقًا بها الأفذاذُ والنُّجُبُ
.
هذا الودادُ بنبضِ القلبِ ينعزفُ
من شهدِ حبي لربِّ الكونِ يُغتَرَف
أحيا بهِ بهجةً بالـرُّوحِ أسكنُهـا
تسمو بفكري بما أشعارُهُ تصِـفُ
إنَّ الحيـاةَ بمـا فيهـا لفانيـةٌ
ماشدني نحوها الإغراءُ والسَّخَفُ
شعر
زاهية بنت البحر