لطفي الياسيني معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 80135 نقاط : 713946 التقييم : 313 العمر : 118 | موضوع: تفكيك رسائل نصر الله الملغومة السبت 17 يناير 2015 - 2:54 | |
| [rtl]تفكيك رسائل نصر الله الملغومة[/rtl] [rtl]رأي القدس[/rtl] JANUARY 16, 2015
في حديث ماراثوني مع قناة «الميادين»وجه الأمين العام لحزب الله رسائل مهمة بشأن العديد من القضايا والنزاعات الإقليمية، بدا بعضها «ملغوما» يحتاج إلى عمليات تفكيك حذرة، وردود أو مواقف واضحة من قوى إقليمية ودولية، خاصة أنها رسمت واقعا سياسيا معقدا تهيمن عليه خيوط مؤامرة كبرى، استنادا إلى «معطيات»عنده، حسبما قال. وتعكس تصريحات نصر الله صورة لحزب الله بأنه لم يعد مجرد حزب محلي لبناني، بل «قوة إقليمية فاعلة» في ملفات تمتد من سورية إلى اليمن والبحرين، إما بالتدخل العسكري المباشر، أو بجهود الوساطة أوالاهتمام أو»التواصل السياسي»، حسب تعبيره. وهذه قراءة موجزة في أبرز المفاصل التي تناولها: أولا: العلاقة مع إسرائيل: جاءت الرسائل مختلطة، فمن جهة كشف عن امتلاك الحزب لصاروخ (الفاتح 110) الذي يبلغ مداه ثلاثمائة كيلومتر، والقادر على حمل رأس حربية زنتها نصف طن، ما يعني القدرة على تهديد كافة المدن الإسرائيلية، وهو ما أثار مخاوف واسعة في إسرائيل. كما تحدث عن «دخول الحزب إلى الجليل وما وراء الجليل» في حال نشوب المواجهة. لكن رغم كلمات الوعيد، وجه أمين عام حزب الله رسالة طمأنة واضحة لإسرائيل بأنه لا ينوي ان يبدأ حربا أو أن يردّ على الضربات الأخيرة التي تلقاها في سوريا، إذ قال عندما سئل عن العلاقة مع إسرائيل في 2015 «إنها ستكون كما كانت عليه في 2014». كما بدا مطمئنا إلى أن إسرائيل لا تنوي شنّ عدوان على لبنان او حتىغزة هذا العام، لأسباب بدت مقنعة، منها أنها «عجزت عن تحقيق إنجاز عسكري في غزة»، وأن اندلاع حرب سيؤدي إلى «استنهاض الأمة ولئم الجراح وإخراج الأمة من المصيبة التي تعيشها». ثانيا: الملف السوري: لم تخل كلمات نصر الله من «نفس احتفالي» في الحديث عن الوضع في سوريا، وخاصة تأكيده أن «كافة الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة، وصلت إلى اليأس من إمكانية إسقاط الرئيس بشار الأسد، وبالتالي أصبحت تقبل بقاءه واقعيا كجزء من الحل السياسي»، وأن «اللعبة خلصت». ويثير هذا الطرح أسئلة إن كان من حق أي طرف في النزاع أن «يحتفل» حقا في ظل الواقع الدموي المرير المستمر في ذلك البلد، خاصة أن أمين عام حزب الله نفسه استبعد التوصل إلى حل قريب مع إصرار البعض مثل تركيا وبلد متشدد آخر لم يسمه على أن يذهب الأسد (مع إمكانية بقاء النظام والجيش والطائفة)، ما يعني حتمية سقوط المزيد من الضحايا من السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم. كما اعتبر أن القوى الأساسية الموجودة على الأرض هي النظام وتنظيم «الدولة» او «داعش» وجبهة النصرة، باستثناء وجود ضعيف للجيش الحرّ وفصائل أخرى في مناطق محدودة، وبالتالي فإن التوصل إلى تسوية مع ما تسمى بـ»المعارضة المعتدلة» قد لا يغير الواقع على الأرض. ولم يوجه نصر الله أي إشارة بشأن مدة بقاء قواته في سوريا، خاصة أن سقوط النظام أصبح مستبعدا، وأن «داعش» فقد القدرة على تغيير المعادلات، حسبما قال. ثالثا: تنظيم «الدولة»: حسب حديث نصر الله، فان قوات التنظيم بنيت وقويت برعاية الولايات المتحدة، وبقيت كذلك حتى خرجت عن السيطرة باحتلالها الموصل، وأن واشنطن ليست جادة في القضاء على التنظيم، بل تستخدمه لابتزاز تنازلات من العراق تتمثل في قواعد عسكرية دائمة. أما تركيا، حسب السيناريو نفسه، فهي من يرعى التنظيم حاليا ويسلحه ويساعده على بيع نفطه، وأن هذه المعلومات هي «من المسلمات» المعروفة جيدا عند كافة القوى الإقليمية، والولايات المتحدة طبعا(رافضا الكشف عن مصدر المعلومات).ويحتاج هذا الكلام إلى ردود واضحة من تركيا والقوى الإقليمية، وإن كان ليس واضحا السبب الذي يجعل تركيا تواصل تحدي الإرادة الأمريكية بدعم التنظيم، خاصة بعد أن أعلن الحرب على مصالح واشنطن، وبدأ يمثل تهديدا أمنيا جديا في أوروبا. رابعا: العلاقة مع مصر: كشف الأمين العام لحزب الله عن «معطيات» جديدة عندما قال إن الحزب ومعه إيران حاولا إقامة جسور قوية مع الرئيس المعزول محمد مرسي الذي رفض ذلك، وعلّل ذلك بأن الإخوان ربما كانوا لا يريدون استفزاز واشنطن والرياض، على الرغم من أن طهران عرضت استثمارات بالمليارات على مصر حينذاك. وقال نصر الله إن «مصر مهمة جدا بالنسبة لإيران»، وبدا ذلك متسقا مع الأهمية الكبيرة التي علقها على عودة الدور الإقليمي لمصر، وخاصة في الملف السوري. ومن الواضح أن حزب الله يواصل دعم الاستراتيجية الإيرانية نفسها في التقرب من النظام الجديد في مصر، سعيا لتوفير الغطاء السياسي الضروري للتوصل إلى حل سياسي في سوريا لن يكلف الأسد إلا «التنازل عن بعض الصلاحيات غير الأمنية او العسكرية»، حسب كلامه. رأي القدس | |
|