[rtl]المدخل :[/rtl] [rtl]المعروف ، أن إيران لها مشكلة كبيرة مع الكرد وحقوقهم التي اغتصبها الشاه واستمر خميني وخامنئي على ذاك الأغتصاب، بل انه قد اتسع الى مستوى، أن يعلق من يرفع صوته من الكرد على أعمدة الكهرباء، كما هو حال العرب في عربستان الذين يعلقون على الرافعات العملاقة في الساحات العامة .. هذا هو شأن إيران ونزعتها العنصرية حيال كل القوميات الأخرى والأديان، عدا اليهود .. في كرمنشاه، الكل يتذكر جثث الكرد المعلقة من رؤوسها بالعشرات على مرأى من الناس، تعكس بشاعة الأوضاع التي تعيشها القوميات غير الفارسية في إيران وفي مقدمتها العرب والكرد ثم يأتي الباقون على سلم الأضطهاد، التركمان والآذريين وغيرهم .[/rtl] [rtl]هذا المشهد .. لم يتغير بتغير الأنظمة السياسية في إيران، لأن النظام الفارسي ذي النزعة الصفوية، هو هكذا عنصري لحد نخاع العظم كما يقال .. فهو مشهد له دالات على استمرار طبيعة النظام العنصري الطائفي الذي يصدر سياساته النصرية والطائفية تحت أغطية المذهب ( الشيعي ) الذي هو منه براء .. والفرق كبير وكبير جداً، بين المذهب الشيعي وبين التشيع الفارسي الصفوي الذي يصدر سياسات الدولة الإيرانية الفارسية التوسعية التي لا علاقة لها بالدين ولا بالمذهب .[/rtl] [rtl]في خضم الصراع وتداخل السياسات وخلط الأوراق .. يعمل الإيرانيون .. فهم يتعاملون على وفق معاييرهم التي يرسمونها ويحرصون على خلق أدوات الضغط ويستثمرون ردود الأفعال ويحولونها إلى أوراق وبيانات ذات طابع ستراتيجي في واقع الحركة الميدانية .. كيف ؟ [/rtl] [rtl]الحديث سيقتصر على التعامل الإيراني مع الكرد العراقيين في إطار الحكم الذاتي .. التسميات مهمة ولها مدلولات ذي مغزى .. فما هي طبيعة العلاقة الكائنة بين النظام الإيراني وبين القيادة الكردية في شمال العراق ؟ ما هي شكلها وطبيعتها في ضوء بعدين سياسيين، الأول : كيف ينظر الإيرانيون للمسألة الكردية . والثاني: كيف يتعامل الإيرانيون مع القيادة الكردية ؟[/rtl] [rtl]البعد الأول : [/rtl] [rtl]1- تضع إيران ونظامها الصفوي خطوطاً حمراء على أي كيان كردي، سواء كان تنظيماً سياسياً أو عسكرياً أوهيكلاً إدارياً يأخذ شكلاً مستقلاً حتى في حدود حكم ذاتي .. لأن النظام الإيراني لا يؤمن بحقوق القوميات أصلاً .. كما أنه ينظر بعين الشك والريبة والحقد على القرار الذي صنعته قيادة حزب البعث العربي الأشتراكي في الحادي عشر من آذار عام 1970 ، والذي انفرد به العراق، من خلال حكمه الوطني، عن باقي الدول الأقليمية المعنية بهذه المسألة القومية ( سوريا وتركيا وإيران ) ، وكرس الحقوق القومية للكرد في إطار الأخوة العربية - الكردية التي لا تلغيها سياسات التدخلات الأجنبية .[/rtl] [rtl]2- وكحقيقة آيديولوجية وجيوبوليتيكية ، إيران تحارب كل القوميات في داخلها وفي خارجها، وحسب مقتضيات سياساتها وتعاملاتها الآنية والمستقبلية .. والعداء الفارسي الصفوي للقوميات لم يكن وليد اليوم، إنما له عمق في التاريخ – حين كانت الأقوام الإيرانية المختلفة تعيش على حافات الهضبة الإيرانية الجرداء، ومنها القومية الفارسية، وهي أقلية حاولت بحد السيف أن تطوع باقي القوميات لرغباتها صوب بلاد السواد الزاخر بالخيرات – المياه الوفيرة والزراعة العامرة والحضارة العريقة والخيرات الوافرة – التسلط الفارسي هذا يفصح تاريخياً نظرة الفرس إلى القوميات على الأراضي الإيرانية .. تصوروا أن القيادة الإيرانية منعت " جلال الفارسي " من الترشيح في انتخابات الرئاسة لأن والدته لم تكن فارسية، حجبت حقوقه .. وهذا ما ينص عليه الدستور الذي وضعه "خميني" ، فما بالنا كيف يكون عليه التعامل مع القوميات الأخرى في خارج إيران ؟ [/rtl] [rtl]البعد الثاني : [/rtl] [rtl]الإيرانيون يعادون القومية العربية ويعادون القومية الكردية ويعادون القومية التركية وغيرها، وإن تعاملاتهم تقع في ضوء الفرص السانحة لسياساتهم على الأرض .. فحين تعرضت أسوار أربيل الأدارية للتهديد، قدم الإيرانيون العون العسكري المباشر إلى القيادة في أربيل .. ليس لوجه الله، وليس عطاءً إنسانياً أو رغبة في حماية الكرد .. إنما للتقرب إلى هذه المنطقة وفتح أجندة التعاون العسكري ذي الأبعاد الأستراتيجية الإيرانية صوب سوريا عبر العراق .. وهذه الفقرة المهمة هي الثابت في أجندة المخابرات الإيرانية وحرسها ، سبق وطرحتها إيران على القيادة الكردية .. حسبما أفاد أحد الكتاب العرب .. كيف ؟ : [/rtl] [rtl]أولاً- رفض الكرد في اربيل إعطاء الإيرانيين ممراً برياً دائماً عبر الإقليم لربط إيران بسوريا . [/rtl] [rtl]ثانياً- ورفضوا أي وصاية وأي هيمنة إيرانية على منطقة الحكم الذاتي في شمال العراق. [/rtl] [rtl]ثالثاً- ورفضوا أيضا طلباً لرئيس مجلس الشورى الإيراني "علي لاريجاني" بأن يزور السيد مسعود بارزاني دمشق ويلتقي بشار الأسد. [/rtl] [rtl]رابعاً- ورفضوا أيضا طلباً لوزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد لزيارة أربيل .[/rtl] [rtl]وأخطر الطلبات الإيرانية في الفقرة أولاً، حيث كان الإيرانيون يبنون آمالاً على اختراق العراق من وسط منطقة الحكم الذاتي صوب سوريا لتأمين إمدادات السلاح والعتاد والمليشيات والتحكم بالمنطقة الشمالية بمجملها، بدلاً من اللجوء إلى الشحن الجوي ( طهران- النجف- دمشق ) .[/rtl] [rtl]هذا الرفض .. رفض الزعامة الكردية للطلبات الإيرانية .. سيرد عليه الإيرانيون بطريقة غادرة حين تسنح لهم الفرصة وتأتي الظروف لتضع الكرد أمام الأمر الواقع، إذا لم يستدركوا الخطر الذي يحيق بالعرب هو ذاته الخطر الذي يحدق بالكرد، وهو الخطر عينه الذي يحيط بالعراق وبالمنطقة برمتها .!![/rtl] [rtl]3- ماذا يريد الأيرانيون من الكرد، منذ عهد الشاه ولحد الآن ؟ وكيف تعامل الشاه مع المسألة الكردية ؟ :[/rtl] [rtl]- تعاملَ الشاه مع القيادة الكردية، ليس حباً وشغفاً بالقضية القومية الكردية، إنما نكاية وتآمراً على العراق وحكومته الوطنية .. وحكومة الشاه، كما هي الآن، ترتبط ارتباطاً ستراتيجياً بالأدارة الأمريكية علناً وبالكيان الصهيوني سراً .. وقدم للقيادة الكردية الدعم العسكري والمالي والإيواء.[/rtl] [rtl]- عمل الشاه على اختراق المسألة الكردية على أساس الدعم اللوجستي من جهة والسياسي من جهة أخرى .. فشق الحركة السياسية بين اتجاهين تبنى أحدهما بقوة فيما كان يناور بالآخر حسب مقتضيات السياسة .. وكان "جلال الطلباني" له النصيب الكبير في الرعاية الإيرانية .. والجميع يعلم كيف أن بيشمركة جلال الطلباني كانت قد أُعِدَتْ إيرانياً لإحتلال أربيل لولا وقوف الحكومة الوطنية في بغداد وبقرار من الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله لسقطت أربيل بيد الفرس .[/rtl] [rtl]- ويعمل "خامنئي" على هذا المنوال تماماً، حين يتعامل مع الكرد العراقيين على أساس التمييز بين الأحزاب .. يحتضنون هذا الحزب ويؤلبونه على الآخر ويسخرون هذا على ذاك .. وأليكم مثالاً واقعياً حديثاً يؤكد كيف يعمل الإيرانيون على تمزيق الكرد وتدمير تجربة الحكم الذاتي، والدوافع التي تختفي خلف هذا العمل وهي جزء من هدف التسلط على العراق والهيمنة عليه، وهي ( معلومة مستعارة انفرد بها احد الكتاب العرب وليست سراً ) ، ولكن تساق الآن بهدف التوضيح وكشف الدوافع العنصرية والطائفية التي يتعاطاها النظام الإيراني الصفوي حيال القضايا الداخلية للعراق وعدم احترامه لقواعد التعامل الثنائي :[/rtl] [rtl]أولاً- في شهر شباط الماضي من هذا العام، التقى الفارسي الصفوي "قاسم سليماني" في منطقة قريبة من السليمانية تسمى ( قلاجولان ) ، وهي منطقة تخضع لسيطرة مام جلال وسيطرة الإيرانيين في الوقت ذاته، عدداً من الشخصيات الكردية، من بينهم السيدة " هيرو" زوجة جلال طالباني و ( ملا بختيار ) و ( برهم صالح ) و ( كوسرت رسول ) .. وكان حديث الجنرال الصفوي المسموم ينصب على اربيل، وطلب منهم جميعاً (( ضرورة العمل على تنحية مسعود برزاني والتخلص منه في أقرب فرصة ممكنة )) .!![/rtl] [rtl]ثانياً- وقبل اسبوع من هذا الشهر ، التقى ممثل القنصل الإيراني في اربيل .. وهو من الحرس الإيراني .. برؤساء تحرير الصحف التابعة للأتحاد الوطني في السليمانية وبممثل زوجة جلال طلباني السيدة ( هيرو ) و بـ ( جميل بايك ) عن حزب العمال الكردي- التركي ( P.K.K ) ، واستقر الرأي على توصيات إيرانية صفوية تقضي القيام بمظاهرات في السليمانية واربيل وغيرها لغرض منع انتخاب السيد " مسعود برزاني " مرة أخرى رئيساً لمنطقة الحكم الذاتي في الأنتخابات المقبلة .. ويعد هذا التصرف الوقح من القنصلية الإيرانية في أربيل تدخلال في الشؤون الداخلية والتحريض على تصعيد التوترات واستثمار الصراعات والمشكلات الداخلية لصالح النظام الإيراني الصفوي .. وهذا يذكرنا بالمقابلة المتسلسلة التي أجرتها صحفية ( الحياة ) اللبنانية مع مسعود برزاني وتعمدت الصحيفة إحراجه وتأجيج الرأي العام حول ترشيحه في الأنتخابات ( رئيساً إلى الأبد ) ، وهو سؤال محمول من حزب الله اللبناني لإثارة هذا الموضوع في الشارع الكردي على وجه التحديد لحساب النظام الفارسي الصفوي.!![/rtl] [rtl]والتساؤل الأساس هنا .. لماذا يسعى النظام الفارسي الصفوي إلى التصادم الكردي- الكردي ثم إلى التصادم العربي - الكردي في أجواء التمدد الإيراني في العراق والمنطقة ؟ [/rtl] [rtl]وبدون أن ندخل في التفاصيل يتوجب أن نرجع إلى بداية مدخل الفقرة ( 2 ) ، حيث الأشارة إلى الحقيقة الآيديولوجية والجيوبوليتيكية التي يتعاطاها النظام الإيراني الفارسي الصفوي والتي تؤكد على محاربته لكل القوميات ولا يستثني أحداً وفي مقدمة هذه القوميات، القومية العربية والقومية الكردية والقومية التركية وغيرها .. الأمر الذي يعكس بوضوح السلوك السياسي العنصري والطائفي المقيت للنظام الإيراني الفارسي . [/rtl] [rtl]ساحة العراق تتشابك عليها اجندات تعكس سياسات مختلفة ومتعارضة، وبالأخص منها ثقل التدخل السياسي والعسكري الإيراني فضلاً عن الوجود الأمريكي الذي يترك بإستحياء اليد الصفوية تعبث بمقدرات العراق وشعبه دون وازع من ضمير أو اخلاق أو قيم انسانية .. فمن الصعب التسليم بسياسة ردود الأفعال وانتهاز الفرص السانحة، التي قد تكون ( طعماً ) لأشكاليات تبرز في المستقبل .. فإذا ما جرب الأخوة الكرد مثل هذه السياسة فأنها ستكون مصيدة مفتوحة للأستنزاف في ظل صراعات ليس فيها صديق دائم ولا عدو دائم بل المصالح هي التي تتحكم بالأحداث والمواقف .. فمستقبل القضية الكردية يكمن كحقيقة تاريخية وجيوبوليتيكية في محيطها العربي وليس في غيره .. لأن الغير لا تهمه مصالح العراق ولا مصالح الشعب العراقي ولا مصالح الكرد الذين عاشوا ويعيشون منذ الآف السنين مع العرب .. والذي يهم الغير هو أن يحولوا القضية الكردية وغيرها من القضايا إلى أوراق للضغط في اجندتهم السياسية الخارجية لا غير.!![/rtl]
|