قالت تركيا إن إسرائيل طالبتها بضمانة خطية كي لا تستخدم سفنها الثلاث المحتجزة منذ الهجوم على أسطول الحرية في أية محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، يأتي ذلك بينما قررت جنوب أفريقيا إعادة سفيرها إلى إسرائيل بعد أن كانت استدعته عقب ذلك الهجوم.
ففي أحدث مؤشر على عمق الأزمة الدبلوماسية بين البلدين نقلت صحيفة حرييت التركية عن مصادر دبلوماسية تركية أن إسرائيل طلبت من أنقره تقديم ضمانات خطية بعدم استخدام السفن المحتجزة لديها مجددا في أي محاولات لكسر الحصار على قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إنها علمت بأن الحكومة الإسرائيلية طلبت هذه الضمانات سابقا من المنظمات الاجتماعية والمدنية التي بعثت بالسفن إلى قطاع غزة لكسر الحصار عنه، ولم تطلبها من البلاد التي تمتلكها.
وذكر مصدر في مؤسسة الإغاثة الإنسانية، المنظمة التركية غير الحكومية التي نظمت أسطول الحرية، أن إسرائيل تتلكأ منذ فترة طويلة تعلن أنها لن تسلم السفن إلا بعد انتهاء التحقيق الذي تجريه، وعبر عن اعتقاده بأن العملية قد تستمر أربعة أشهر أو خمسة.
كما نقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية، رفضت الكشف عن هويتها، أن السفارة التركية في تل أبيب قدمت احتجاجا دبلوماسيا لإسرائيل تطالبها فيه رسميا بتقديم قاطرات لسحب السفن وإعادتها لتركيا، وأضافت أن وزارة الخارجية لم ترد بعد على الاحتجاج المقدم.
وتعد هذه أحدث سلسلة في الأزمة السياسية المتصاعدة بين البلدين منذ الهجوم على أسطول الحرية في 31 مايو/أيار الذي أوقع تسعة قتلى أتراك وعشرات الجرحى، وخلف غضبا تركيا عارما حيث سحبت سفيرها من إسرائيل وألغت مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين.
وتصاعد التوتر بعد رفض إسرائيل دعوات تركيا والأمم المتحدة لإجراء تحقيق دولي بالهجوم ورفضها مطالب تركيا بالاعتذار وتعويض الضحايا، مما دفع الأخيرة لاتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل كان أبرزها إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران العسكري الإسرائيلي، والتهديد بقطع العلاقات معها.
عودة السفير
على صعيد آخر أعلنت وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا عن إعادة السفير الجنوب أفريقي إسماعيل كوفاديا إلى إسرائيل بعد أن كانت استدعته للتشاور عقب الهجوم على أسطول الحرية.
وقالت الوزارة في بيان اليوم الثلاثاء إن استدعاء السفير كان وسيلة دبلوماسية لإبداء المعارضة الشديدة لأفعال دولة أخرى لها علاقة دبلوماسية معها، مشيرة إلى أنه بعد التشاور الكثيف مع السفير تقرر إعادته لمواصلة عمله في تل أبيب.
وأضافت أن جنوب أفريقيا تكرر دعوتها لضرورة أن يجري تحقيق دولي في الهجوم وأن يكون سريعا ومستقلا وموثوقا وشفافا، ويتلاقى مع توصيات الأمم المتحدة، كما جددت دعوتها لإسرائيل لرفع الحصار عن قطاع غزة.
بدورها رحبت وزارة الخارجية الإسرائيلية بقرار جنوب أفريقيا إعادة السفير، وأعربت –حسبما أفادت الإذاعة الإسرائيلية اليوم- عن أملها بأن يتسنى في أعقاب ذلك إعادة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الصحيح.