دير مار متي .. تعرض على مدار تاريخه لمختلف الغزوات..اقدم اديرة العراق على خط التماس بمواجهة داعش...
يحتفل دير القديس مار متي بعيده في الثامن عشر من ايلول (سبتمبر) من كل عام بتذكار شفيعه اذ تتقاطر مئات العوائل المسيحية من مختلف مناطق تواجدها لديره الواقع على جبل الالفاف بالقرب من مدينة الموصل للتبرك والاحتفال وسط طقوس دينية مميزة ..
ويرقى تاريخ الدير الى القرن الرابع الميلادي وبناءا على هذا الكم الكبير من السنين المتوالية يحفل تاريخه بشتى الغزوات التي تعرض اليها حيث كان اول تلك الحوادث ما جرى له بعد ثمانون عاما على التاسيس اي في عام 480م بالتحديد اذ تعرض الدير لحريق هائل افنى كل اثاره ودمر مكتبته الثمينة وقضى على حضارته حتى عجز الباحثين على تفسير مظاهر الدير المتعلقة بالفترة الواقعة بين ذلك العام المذكور وحتى عام 628م حيث عاد اليه رهبانه وتشير الغزوة الاخرى الى عام 1171 حينما شن عليه اكثر من 1500 من الاكراد المسلحين غارة عنيفة حينما دحرجوا عليه صخرة كبيرة اسقطت سوره عند ساقية القسطل فثلمته حتى تمكنوا من السيطرة على الدير بعد مقاومة بسيطة من رهبان الدير ولما علم صاحب الموصل سيف الدين الاتابكي بما جرى للدير سير اليه مفرزة من الجند فقاتلوا حتى ارغموا القوة الغازية على الفرار بينما سقط منهم عدد كبير..
وحينما كانت الموصل تتعرض لحالات من الاضطراب كان الدير يدفع ثمنها مجددا حينما تعرض ايضا لمحنة عابرة بغزو الاكراد له في عام 1261م وباءت محاولاتهم بالتسلق للدير اذ كان الرهبان يوقدون النار بسلالهم التي كانوا يعدونها للوصول اليه حتى عادوا مجددا لطريقتهم السابقة بدحرجة احد الصخور الكبيرة من قمة الجبل المشرفة عليه فانقسمت الصخرة الى قطعتين احدهما ثلمت سور الدير والاخرى تجاوزت بوابته للداخل لكنهم لم يتمكنوا من الدخول لمقاومة الرهبان ومنعهم الغزاة من الدخول ..
وتعرض الدير في عام 1369م الى حادث سلب اذ تمكن شخص يدعى سرونشاه من نهب اثاث الدير وفي العقد الاخير من المئة الرابعة عشر ظهر تيمورلنك ليشهد الدير في فترته مرحلة سلبية ببقائه مهجورا منسيا مدة تنيف على 130 سنة حيث عاود رهبان الدير تعميره في عام 1673 ..
وفي عام 1833 تعرض الدير لمحنة اخرى بخراب الديرعلى يد والي يقال له الوالي الاعور فبقي الدير فارغا لمدة 12 سنة فاصبح ماوى لبعض القبائل الكردية حتى عاد اليه مطرانه متي رسام فعاود ترميمه ولم تغيب الفترات المظلمة عنه في هذه الفترة اذ شهد الدير حصارا من قبل عصابة مؤلفة من قطاع طرق وذلك في عام 1863 اضطر من خلالها الرهبان الى اسقاط دلو فيه صبي لاخبار اهالي القرى القريبة بما يشهده الدير فهب الاهالي لمقاومة الغزاة الجدد وطردهم عن محيط الدير..
وبعد تلك الفترة انتعشت احوال الدير وبدا الازدهار يحيط بتاريخ الدير حتى حلت فترة داعش بسيطرته على مدينة الموصل وتمدده مسيطرا على القرى القريبة منه حتى توقف تقدمه عندحدود التماس مع الدير حيث تبلغ المسافة بينه وبين تمركز عناصر داعش ما يقارب الـ30 كم ..
وبينما تستعد العوائل لزيارة الدير للمشاركة في الاحتفالات المقامة بعيد شفيعه القديس مار متى لاتغيب الهواجس المقلقة عن خاطرهم خصوصا مع سقوط قذيفة هاون اطلقها تنظيم داعش على القرية الواقعة اسفل قاعدة الدير الغربية والمعروفة بميركي قبل بضعة ايام دون ان تسفر عن خسائر بشرية ..
عنكاوا كوم
18 ايلول من كل عام عيد مار متى الناسك ويقام احتفال في ديره الشامخ رغم كل الظروف في جبل الالفاف - بعشيقة - الموصل ... عيد مبارك للجميع وخاصة لمن يحمل اسمه وصلاته وبركاته تحل علينا .