توتر كبير في كردستان العراق ينذر بمواجهات عنيفة بين الأحزاب
حزب البارزاني هدّد بإعلان الحرب على خصومه... وزيارات إيرانية وأمريكية للتوسط
Sep 27, 2016
السليمانية ـ «القدس العربي» – من مصطفى العبيدي: دخلت الولايات المتحدة على خط الخلافات بين قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني، وسط تصاعد الازمة بين الأحزاب الكردية بالتزامن مع تظاهرات حاشدة احتجاجا على تدهور الاوضاع المعيشية في الاقليم.
فقد ذكرت مصادر مطلعة في السليمانية، أن السفير الأمريكي دوغلاس سيليمان والقنصل الأمريكي في اربيل، وصلا إلى السليمانية وأجريا لقاءات منفردة مع جناحي الاتحاد الوطني. والتقى الوفد الأمريكي أولا بالسيدة هيرو أحمد زوجة الطالباني والقيادية في الحزب، كما التقى بنائبي الأمين العام للحزب كوسرت رسول وبرهم صالح.
وذكر بيان للسفارة الأمريكية في بغداد، أن الوفد الأمريكي، التقى أمس الأول الأحد كلا من السيدة هيرو احمد، ونائبي الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، برهم صالح، وكوسرت رسول، ومجموعة من القادة السياسيين في السليمانية ، منهم القيادي في حركة التغيير محمد توفيق.
وقالت السفارة إن «الطرفين ناقشا تلبية احتياجات النازحين داخليا والمعركة ضد تنظيم الدولة والجهود الجاري بذلها لتحقيق الاستقرار والتحديات الاقتصادية التي تواجه إقليم كردستان العراق».
ونقل البيان عن السفير سيليمان، حثه «الأطراف كافة على تجاوز الخلافات السياسية والعمل معاً لمعالجة القضايا الملحة التي تؤثر على العراق والمنطقة».
ومن جانبه أكد النائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، كوسرت رسول، على وجوب أخذ دور ومركز الكرد بنظر الاعتبار بعد استعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وبحسب بيان مكتب رسول ، أن الاجتماع مع الوفد الأمريكي بحث العلاقات بين إقليم كردستان والولايات المتحدة، والتعاون والتنسيق بين الجانبين. كما ناقشا استعدادات معركة استعادة الموصل والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة»، إضافة إلى تناول الوضع الداخلي في إقليم كردستان وتأكيد الطرفين على وجوب معالجة المشكلات والأزمات، وأن يكون الوضع المعيشي للمواطنين ورواتب الموظفين في مقدمة الأولويات.
وكان بعض قادة الاتحاد الوطني وبينهم نائبا الحزب كوسرت رسول وبرهم صالح، قد أعلنا تشكيل «مركز القرار» في الحزب معلنين رفضهم استفراد جناح هيرو احمد بالقرارات والتصرف بالأمور المالية في السليمانية، في وقت يعاني المواطنون الكرد من الأزمة المالية الخانقة نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ أكثر من عام.
ويذكر أن وفدا ايرانيا زار قبل أيام جناحي حزب الطالباني في السليمانية وأجرى معهما مباحثات لمحاولة التوسط بين الجناحين المقربين من ايران إلا أن تلك الجهود لم تثمر شيئا.
وضمن تصاعد الخلافات بين الأحزاب في الإقليم، اجتمعت السبت الماضي أربعة أحزاب في السليمانية هي الاتحاد الوطني الكردستاني، والاتحاد الإسلامي، والجماعة الإسلامية، وحركة التغيير، لمناقشة المستجدات في إقليم كردستان.
وبحثت الأحزاب المشاركة في الاجتماع الذي غاب عنه الحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب البارزاني) عدة مسائل، من بينها التفكير بالانسحاب من حكومة إقليم كوردستان، والمبادرة التي طرحها وفد حزب الشعوب الديمقراطية السوري لحل الخلافات بين الأطراف السياسية في إقليم كردستان. وقد انتهى الاجتماع دون الاعلان عن النتائج التي أسفر عنها.
كما عقدت الأحزاب السياسية الخمسة يوم أمس الاثنين، اجتماعا في محافظة حلبجة لمناقشة الاستعدادات الخاصة لاحتواء التظاهرات التي قد تخرج اليوم (الثلاثاء)، واصدار موقف رسمي حول دعم المظاهرات الطبيعية ومطالب المعلمين والموظفين.
وفي مؤشر على خطورة التطورات وجه قياديون في الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود البارزاني تحذيرات من استهداف التظاهرات لمقاره الحزبية في السليمانية.
وحذر سعيد سليم بشدري مسؤول الفرع الرابع لتنظيمات الحزب الديمقراطي بمحافظة السليمانية من «ان الخروج بالتظاهرات عن مسارها الطبيعي والاعتداء على مقار الديمقراطي في محافظة السليمانية لن يجعلنا مكتوفي الأيدي، عادا حصول اي اعتداء على مقارهم بمنزلة اعلان حرب»، وزاد قائلاً: «إذا ما اعلنت الحرب علينا فإن الاقليم ومحافظاته إذا لم تكن آمنة بالنسبة لنا فإنها لن تكون آمنة لأي شخص، وأننا سنكون طليقي الأيدي في جميع مناطق الاقليم للرد على تلك الاعتداءات».
كما هدد رئيس لجنة حقوق الانسان في برلمان كردستان سوران عمر ان الحزب الديمقراطي سيعلن نظام الادارتين في الاقليم إذا ما تم الاعتداء على مقاره في السليمانية.
وذكر عمر في لقاء متلفز ، أن مسؤول مكتب العلاقات في الحزب الديمقراطي الكردستاني احمد كاني قال خلال لقائه بالأطراف الكردستانية،» اذا ما تم القاء حجارة واحدة على مقارنا بمحافظة السليمانية، فان مقار الأحزاب الاخرى الموجودة في مناطقنا لن تكون بمعزل عن الاستهداف وان حزبه سينسحب من المناطق الخاضعة لسيطرة الاتحاد الوطني والتغيير وسيعلن نظام الادارتين في الاقليم مجددا».
وضمن السياق، تسود أجواء التوتر في الاقليم جراء استمرار الأزمة المالية حيث نظم المعلمون الذين لم يستلموا رواتبهم مظاهرات جديدة في أربع مدن بإقليم كردستان، هي السليمانية، أربيل، حلبجة، ودهوك.
وكان موظفو الاقليم دعوا إلى تظاهرات واسعة تعم كل مدن الاقليم اليوم الثلاثاء للاحتجاج على عدم حل مشكلة قطع رواتب موظفي الاقليم منذ اكثر من عام، ولإجبار حكومة الاقليم على ايجاد حلول للمشكلة، وسط تفاقم الخلافات بين الأحزاب الكردية وتبادل حكومتي الاقليم وبغداد ، الاتهامات بالمسؤولية عن الازمة.