سفير بريطانيا السابق في الرياض: السعودية تمول التطرف في أوروبا وليس هناك إجماع بين حكام الإمارات على مقاطعة قطر Jul 14, 2017
لندن ـ “القدس العربي”:
أكد سفير بريطانيا السابق في الرياض السير ويليام بات أن “المملكة العربية السعودية تمول المساجد في جميع أنحاء أوروبا التي أصبحت بؤراً للتطرف”، وذلك خلال شهادة أدلى بها في نقاش خاص في البرلمان البريطاني، نظمه مساء أول أمس، “مجلس الشرق الأوسط لحزب المحافظين” الحاكم.
و جاءت تصريحات باتي بعد يوم من إعلان الحكومة البريطانية أنها لن تنشر بشكل كامل تقريرها عن مصادر تمويل المتطرفين الإسلاميين في بريطانيا، مما دفع المعارضة لاتهامها بمحاولة “حماية والتستر على حليفتها السعودية”.
ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن باتي قوله ” إنه لا يعتقد أن المملكة العربية السعودية تمول مباشرة الجماعات الإرهابية، إنما تمول آيديولوجية تؤدي إلى التطرف (يقصد هنا “الوهابية”)، ورجح ألا يكون قادة المملكة على بينة من عواقب سياستهم. وأكد أن ما تقوم السعودية ” أمر غير صحي، ونحن بحاجة إلى القيام بشيء حيال ذلك”.
و أضاف “لم يكن السعوديون يقدرون تماماً تأثير تمويلهم لاتجاه معين من الإسلام ( يقصد “الوهابية”) في كثير من البلدان ، وليس فقط في بريطانيا وأوروبا”.
ودعا إلى “إجراء حوار حقيقي حول الموضوع″ ، واعتبر أن السعودية لا تمول الإرهاب مباشرة، إنما “تمول شيئاً أخر، قد يؤدى إلى التطرف و يغذي الإرهاب”.
و تساءل باتي، الذي كان سفيراً للمملكة المتحدة في الرياض من 2006 إلى 2010 ورئيس دائرة الشرق الأوسط سابقاً في وزارة الخارجية البريطانية، عما إذا كانت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها قد قدروا تداعيات نزاعهم المرير مع قطر.
المحاصرون أخطأوا بالاعتقاد أن ترامب وراءهم و قد زادوا شعبية أمير قطر واعتبر أن ما قامت به السعودية ومن معها “بأنها ليست خطوة ذكية حتى لو كنت متعاطفاً مع رؤيتهم. إنها سياسة غير مدروسة لتحقيق شيء بسرعة وأعتقد أنهم أخطأوا في التقدير وأضن أنهم كانوا يعتقدون أن ترامب وراءهم، وسوف تتراجع قطر. لقد أثاروا هذه القضايا لأنهم يعتقدون أن قطر سوف تتراجع في النهاية، لذلك أعتقد أنهم فوجئوا قليلا، وقد جاءت المقاطعة بنتائج عكسية، أبعد ما يكون عن أن تؤدي إلى انقلاب في قطر، فقد تطور الأمر إلى تعزيز الالتفاف الشعبي حول أمير قطر “.
و أكد السفير “أن الدافع الحقيقى للنزاع ليس مزاعمم دول الحصار بتمويل قطر للإرهاب، بل أن هناك اختلافاً واسعاً فى الرؤية السياسية. و اعتبر أن الأمر يتعلق بـ”الإخوان المسلمين” ، وأن ما يحدث “معركة حول مستقبل الشرق الأوسط”.
وتساءل باتي أيضاً عما إذا كانت فعلاً جميع الإمارات داخل الإمارات متحدة وراء مقاطعة قطر، وقال “إن الأمر يتعلق بتأكيد أبو ظبي على سيطرتها على قضايا السياسة الخارجية لأن مقاطعة قطر ليست في مصلحة دبي”.