كورونا هل تختبئ خلفه دعوة مظلوم أم جبروت حاكم؟ ووزارة الصحة تصم آذانها عن شكوى 7000 طبيب
منذ ساعتين
حسام عبد البصير
0
حجم الخط
القاهرة ـ «القدس العربي»: أمس وبخبرة سجين سابق استعاد السفير السابق معصوم مرزوق ذكرياته واستجمع قواه وطرح السؤال: هل تكون دعوة مسجون مظلوم، أغضبت الله فألقى العالم كله في سجن كورونا؟ واستشهد بالآية القرآنية الكريمة «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب». ووفقاً لصحف الجمعة 22 مايو/أيار، رأى عمار علي حسن في «المصري اليوم»، أن إلصاق التهمة بالسماء، أمر مشين وغير مقبول، مؤكداً على أن المثقف الحقيقي يمشي أمام السلطان ليقوده ويرشده، وليس خلفه، ليبرر له ويحميه، ولا حتى إلى جانبه، ليقول ليس في الإمكان أبدع مما كان. والمثقف منحاز إلى الناس، يفهم أشواقهم إلى التقدم والحرية والعدل، ويأخذ بأيديهم إلى أفضل السبل لبلوغ هذه الغاية، وهو معارض بطبعه.
- اقتباس :
- السيسي يطمئن الناس ووزير البحث العلمي يصيبهم بالذعر والمثقف الحقيقي يمشي أمام الحاكم
وبينما سعى الرئيس السيسي لبعث رسائل لطمأنة الجماهير بشأن التصدي للفيروس القاتل، ودعم الدولة للمصابين، أصاب وزير البحث العلمي الأغلبية بالذعر، حينما توقع أن تتجاوز أعداد المصابين بالفيروس 70 ألفاً أو يزيد. من جانبها ترى مي عزام في «المصري اليوم»، أن مصر في ظرف صعب للغاية.. غربا ليبيا الجار القريب الذي يمكن أن يشعل البيت حريقا.. منقسمة ومتناحرة، وشرقا لم يعد هناك حديث عن سلام دافئ، بل نقض كل اتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي اعتاد أن يستولي بالقوة على المزيد من أرض فلسطين وحق شعبها، وجنوبا لدينا من يتلاعب بشريان الحياة النيل، بالإضافة إلى الوهن الاقتصادي بعد جائحة كورونا… موقف يستدعي أن يكون الشعب متكاتفا ومتصالحا مع نفسه ومع السلطة التنفيذية. فيما هنأ الدكتور حسين خيري نقيب الأطباء، جموع الأطباء، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، مثمنا ومعربا عن تقديره بشدة دور كل الفرق الطبية لما يقومون به كخط دفاع أول عن كل المصريين. وأكد خيري في تصريحاته للصحف، أن حماية الفرق الطبية هي ضرورة حتمية لأن حمايتهم هي حماية للمجتمع كله، وأشار إلى أن تزايد اعداد الإصابات والوفيات بين الأطباء أمر لا يحتمل السكوت، ولا بد من تحرك فوري من كافة الجهات المعنية، واهمها التوسع في عدد المسحات pcr وإمكانية تصنيعها محليا.
يقاتلون في العراء
قالت نادين عبد الله في «المصري اليوم» إلى: «إن إحساس الأطقم الطبية بأنهم متروكون في هذه المعركة بلا دعم أو سند، أمر مؤسف، مشيرة إلى ازدياد الشكاوى من غياب وسائل الحماية الكافية لهم في العديد من المستشفيات، وعدم توفير التحاليل الخاصة بكورونا، الأمر الذي يؤدي إلى انتقال العدوى لهم وبينهم، بل يجعل المستشفيات أيضًا بؤرِا لنقل الفيروس للمرضى. وهي جميعها أمور تناقلتها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي على حد سواء. والحقيقة هي أن التعتيم لا يفيد في هذه الأمور، بل فقط الإفصاح عنها ينفع. ليتنا نعرف أن تشجيع كل من يتكلم عن النواقص والمشاكل هو السبيل الوحيد لعلاجها وتلافي آثارها الكارثية. ولنا في ما حدث في الصين عبرة لمن لا يعتبر. فلو كانت الدولة أنصتت للطبيب الذي تحدث عن انتشار كورونا في الصين، وسمعت بجدية نداءه لتعاملت مع هذه المصيبة سريعًا، فأنقذت الأرواح ووفرت المال والجهد، ولكان العالم كله اليوم في وضع أفضل بكثير. فعليًا، فجّرت كورونا أزمات النظام الصحي في مصر (كما في العالم بأسره). بالفعل، تحتاج المنظومة الصحية في بلدنا إلى هيكلة جذرية من حيث توفير الأجهزة الطبية، وتحسين ظروف عمل الأطباء والممرضين والممرضات لأنها بالفعل شديدة الصعوبة والسوء، هذا بالإضافة إلى تحسين الخدمة الطبية المقدمة للمريض، بل إتاحتها للكل بلا تمييز. وهي مشكلات لابد من تناولها بجدية، بعد انتهاء الأزمة الحالية وإلا سنندم كثيرًا. أما اليوم، فما ينبغي عمله وبسرعة، هو التركيز على دعم الأطقم الطبية وتوفير كل الوسائل اللازمة لحمايتهم من المرض، وأحيانًا من الموت. بلا جدال، حمايتهم هي حقهم، كما أن حمايتهم هي حماية لنا جميعًا».
إطمئنوا
حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال افتتاحه مشروع الإسكان الاجتماعي «بشاير الخير 3»، غَلب عليه كما أشار كريم عثمان في «الوطن» طابع الطمأنة والهدوء، حيث وجه للمصريين رسائل، شرح من خلالها أمورًا تتعلق بفيروس كورونا المستجد «كوفيد -19»، وسعى لتوضيح الوضع الحالي بشكل مبسط ومطمئن. وتكررت كلمات الرئيس السيسي التي احتوت على رسائل طمأنة للشعب مثل، «اتطمنوا، من الممكن أن تنخفض معدلات الإصابة، الأمر عائد لتصرفاتنا، المنظومة تدار بشكل احترافي»، في أكثر من مرة خلال حديثه، في رسائل تفاؤل وطمأنينة للشعب، حملت في طياتها العديد من التفاصيل. حديث السيسي قطع الطريق على مروّجي الشائعات وتعليقًا على هذا، قال الدكتور علي الرجّال أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة عين شمس، إن حديث السيسي كان موجهًا للشعب المصري مباشرة حاملًا رسائل طمأنينة، خاصة في ظل الظروف التي يمرّ بها العالم أجمع، جراء التضرر من الوباء التاجي، ليقطع الطريق على مروجي الشائعات.
إفك بشري
حمل عمار علي حسن في «المصري اليوم» على أولئك الذين يلصقون كورونا بذنوبنا: «ربما يكتشف الذين يزعمون أن كورونا غضب إلهي أنهم كانوا يمارسون دورهم التاريخي في التغطية والتعمية على جريمة بشرية بشعة، بإلصاقها زورا وبهتانا بالله الرحمن الرحيم. فها هي آراء تتراكم وتتعزز يوما إثر يوم، على احتمال أن يكون الفيروس ابن معامل بشرية، وليس ابن الطبيعة. فتشوا عن البشر. من يطالب بهذا يهاجمه متشددون بأنه يرفض آيات الله، التي تبين عقابه لأمم وأقوام عبر التاريخ. وهو موقف منهم يثير العجب، فالوباء الحالي لم يقصد قوما بأعينهم، إنما ذهب إلى الكل، حتى في الجزر النائية في وسط المحيطات الهائجة. عند هذا الحد والأمر مقبول في الأخذ والرد، لكنه، من أسف، يتطور إلى اتهام أصحاب هذا الاتجاه بأنهم قليلو الإيمان أو معدوموه. وهنا أذكر هؤلاء بالآية القرآنية: «فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى» وأسأل: هل توقف من يحكمون على إيمان الناس عند هذه الآية؟ أظن أنهم مروا عليها ولم يفهموها، وإلا ما كل هذا الغرور الذي يجعل البعض هنا على «تويتر» مثلا، يعلقون على كثير مما يكتب، باعتبار المعلق «وكيل الله» والمعلق عليه في ضلال مبين. «شهداء فوق العادة».. إنهم الذين واجهوا عدوا مجهولا، فرض تضحية أكبر، وجهدا أشد، ومعاناة أكثر في ظل تعتيم وتجاهل وعمل في ظروف قاسية. إنهم أبطال الطب والوقاية، الذين وقفوا في الصفوف الأولى في وجه وباء لا يرحم، حتى اللحظة الأخيرة، فاللهم ارحمهم، وأسكنهم فسيح جناتك، ويا صاحب القرار في بلادنا أنظر في معاملة هؤلاء كما يعامل شهداء الجيش والشرطة في المعركة ضد الإرهابيين.
شهوة الشهرة
اهتمت معظم الصحف بحديث الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حيث قال: «إن مرضُ «حُبِّ الجاهِ والسَّيطرةِ واستغلالِه لتحقيقِ المنافعِ الخاصَّةِ»، من الأمراضِ الاجتماعيَّةِ التي لا يتوقَّفُ العلماءُ والحُكماءُ منذُ أقدَمِ العصورِ عن التَّحذيرِ منها – وللإسلامِ عنايةٌ خاصَّةٌ بهذا المرضِ الوخيمِ، الذي لا تتوقَّفُ آثارُه الضارَّةُ على صاحبِها، وإنَّما يتعدَّاه إلى طبقاتٍ مختلفةٍ من الناسِ، وموقفُ الإسلامِ في هذه القضيَّةِ هو التشدُّدُ في مراقبةِ صاحبِ الجاهِ ومحاسبتِه وكفِّ أذاه عن الناسِ. وأضاف شيخ الأزهر خلال الحلقة 28 ببرنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، أن الإنسانُ لا يَحتاجُ إلى عناءٍ في البَحثِ عن هَدْي الإسلام في هذا الأمرِ ليعلَمَ أن الإسلامَ يقرِّرُ أن الجاهَ إن سعي إليك فسيُعينك اللهُ عليه، وإن سعَيت له فسيَكِلَك اللهُ إليه؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: لعبد الرحمن بن سَمُرة: «يا عبدَ الرَّحمنِ لا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ فَإِنَّكَ أن أُعْطِيتَها عَنْ مَسْألَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وإنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْألَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا»، وقد جعلَ الله الدارَ الآخرةَ للذين «لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»، وانظرْ كيفَ اقترنَ العُلوُّ في الأرضِ بالفسادِ فيها، وهو ما تكشفه لنا الأيام. وحذر شيخ الأزهر من قَصْر معنى التَّقوى، على بابِ العباداتِ فقط دونَ بقيَّةِ الجوانبِ الأخرى: السلوكيةِ والأخلاقيةِ، فكلمةَ «التقوى» في تراثِنا مرتبطةٌ أشدَّ الارتباطِ بالجانبِ العمليِّ في الحياةِ، والتَّقِيُّ رَجُلُ مجتمعٍ صالح قادر على الدَّفعِ بالتَّنمية بكلِّ توجُّهاتِها، ويبدو أن الذي حملَ بعضَ المعاصرينَ على استبعادِ كلمةِ «التقوى» من قاموسِ المصطلحاتِ الاجتماعيةِ هو مضمونُها الدِّينيُّ الذي تعرَّض منذُ بدايةِ القرنِ الماضي إلى شيءٍ من التشكيكِ في قيمتِه العمليةِ والتداوليةِ؛ أدَّى إلى زَحزحتِه وإحلالِ مصطلحاتِ أخرى محلَّه، مثل: اشتراكي وقومي ورأسمالي وشُيوعي ونَهضوي ومحافظ وإصلاحي، وما إليها من مصطلحاتٍ أخرى وافدةٍ لا تُعيرُ التفاتًا لخطَرِ العُلوِّ في الأرضِ ولا الفسادِ فيها.
أفرطنا في الثقة
رأى فاروق جويدة في «الأهرام»: «|أنه رغم محنة كورونا والظروف التي تمر بها مصر، إلا أنه لا توجد قضية تشغلنا أكثر من مياه النيل، وأن جميع الحسابات التي يقوم عليها الموقف الإثيوبي خاطئة؛ لأنها ترى كل أطراف القضية من جانب واحد. إن سلطة القرار في إثيوبيا لم تكن على مستوى الثقة التي تعاملت بها من البداية، وإن ذلك كان سببا في التشدد، بل التعنت الإثيوبي، وكان ينبغي أن يرد الجانب المصري بمواقف أكثر تشدداً؛ لأن مصر هي صاحبة الحق، وهناك اتفاقيات دولية تحفظ حقوقها، كما أن تاريخ مصر مع مياه النيل لا يحتمل التأويل، أو التسويف والمماطلة.. كان ينبغي أن تكون رسالة مصر إلى إثيوبيا واضحة على كل المستويات، وأن تعكس موقف الشعب المصري، وإلى أي مدى يمكن أن تصل درجة الخلاف بين البلدين.. كانت دوافع مصر الطيبة في قضية سد النهضة لا تتناسب من البداية مع رد الفعل الإثيوبي، الذي اتجه إلى التلاعب والمراوغة.. رغم أن أوراق مصر أهم بكثير من كل ما لدى إثيوبيا من الأوراق.. وهنا كشفت إثيوبيا عن وجهها أمام العالم كله.. وهو موقف يتسم بالانتهازية وضيق الأفق.. لابد أن نعترف بأن هناك خطأ مشتركاً بين مصر والسودان، وكان ينبغي أن يكون التنسيق أشمل وأوسع بين البلدين الشقيقين، ولكن يبدو أن النوايا في حكم البشير لم تكن صادقة كما ينبغي، رغم أن النيل طوال تاريخه كان من أهم الأشياء التي وحدت مصر والسودان.. ويبدو أن هناك أوراقاً خفية لعبها الحكم البائد في السودان؛ ما أدى إلى انقسام الآراء والمواقف، وكان التغير الذي حدث في مفاوضات واشنطن وقرار جامعة الدول العربية وموقف السودان وإثيوبيا ضد مصر أكبر دليل على أن التنسيق لم يكن كافياً».
بين الوهم والحقيقة
لم ينبهر مجدي سرحان في «الوفد» بما قاله الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي أمس أمام القيادة السياسية.. حول ما سماه «السيناريو الافتراضي لمعدلات الإصابة بفيروس كورونا في مصر».. وتشكيكه في الأرقام المعلنة.. وتوقعاته بموعد الوصول إلى الحد الأقصى للإصابات.. وموعد انحسار العدوى وصولاً إلى الرقم «صفر». وأضاف الكاتب: هي أرقام لم نفهم لها أساسًا علميًا.. ولم يشرح لنا الوزير هذا الأساس.. وكان أولى بالدكتور عبد الغفار أن يعرض «نظريته» هذه الخاصة بـ«السيناريو الافتراضي» على تلك اللجنة الوزارية أولا.. لتقرر كيفية تناولها إعلاميا، من خلال المؤتمر الصحافي الدوري الذي يعقده رئيس الوزراء، بدلا من هذه الطريقة التي فاجأنا بها الوزير، وأثارت الكثير من البلبلة والشكوك.. ليس حول وزيرة الصحة فقط.. ولكن حول كل ما تعلنه الدولة من أرقام وإحصائيات ومعلومات.. مثلا قال وزير البحث العلمي: إن عدد الإصابات الحقيقي في مصر حتى الآن هو 71 ألف حالة.. وليس 14 ألفا وفقا لإحصائيات وزارة الصحة.. متوقعا أن يصل العدد في نهاية الشهر إلى 100 ألف حالة.. ومفسرًا ذلك بأن هناك مواطنين مصابين بدون أعراض تستدعي دخولهم إلى المستشفى.. وأن النموذج الافتراضي الذي يتحدث عنه يقدر معدل نمو انتشار العدوى بـ 5.5٪ وهذا يعني أن تقديرات الوزير تعتمد على أسس افتراضية نظرية، وليست على الأرقام الواقعية التي تسجلها وزارة الصحة، من خلال التعامل المباشر مع المرضى. والغريب أن الوزير يناقض نفسه عندما يتحدث في الوقت نفسه عن معدلات الوفيات.. ليقول إن معدل الوفيات يبلغ 4.8٪ اعتمادًا على الأرقام الرسمية التي تعلنها وزارة الصحة.. وهي 680 حالة حتى الآن.. مؤكدًا أن هذا الرقم «غير قابل للشك».. من أين أتي الوزير بهذا اليقين؟ ولماذا لم يفترض أيضا بأن هناك أشخاصا يموتون بدون الإبلاغ عن حالاتهم».
نجونا تقريباً
اعترف حسن الرشيدي في «الجمهورية»، بأن الإصلاحات الاقتصادية القاسية ساهمت في مواجهة أزمة العدو الخفي اللعين كورونا، ولولا هذه الإصلاحات، التي تؤكد الرؤية الصائبة للقيادة السياسية، ما استطاعت مصر مواجهة أزمة الوباء العالمي بتلك المنظومة الرائعة.. مع الحفاظ على كافة الحقوق المكتسبة للموظفين والعاملين في الدولة والمؤسسات والشركات العامة.. وصرف منح مالية للعمالة غير المنتظمة، التي تضررت من أزمة كورونا، ولكن لا تستطيع أقوى دول العالم الاستمرارفي الاجراءات الاحترازية والوقائية، ووقف الكثير من الأنشطة الاقتصادية فلا بد من التعايش مع وباء كورونا والعودة إلى الحياة الطبيعية تدريجيا.. وقد بدأت بالفعل دول أوروبا في رفع الأغلال وقيود الحظر والعزل المفروضة لمكافحة الفيروس المستجد «كوفيد 19»، تدريجيا لاستئناف عملية الإنتاج والعودة الطبيعية للحياة. وقد اختلفت إجراءات رفع الأغلال والقيود من دولة لأخرى. واتخذت سلطات العاصمة الفرنسية باريس خطوة جريئة بفتح شواطئ «الريفيرا «للمصطافين، الذين ظهروا وهم يرتدون الكمامات. كما تسعى بعض الدول التي انخفضت فيها أعداد ضحايا الفيروس لإنعاش الحركة السياحية التي تعرضت لضربة قاسية، بل إلى شلل. مصر لا تنفصل عن العالم.. وتعالج الأزمة بحكمة، لذلك كان من الضروري أن تتخذ الإجراءات الأخيرة، التي أعلن عنها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، للحد من انتشار فيروس كورونا وحماية المواطنين مع العودة التدريجية لبعض الأنشطة المهمة.. وتطبيق عقوبات صارمة على المخالفين للإجراءات الاحترازية. ومن أهم القرارات تأجيل امتحانات الثانوية العامة إلى 21 يونيو /حزيران المقبل، وإغلاق كافة المحلات التجارية والمولات والمطاعم وكافة الشواطئ العامة والمتنزهات، اعتبارا من الأحد المقبل أول ايام عيد الفطر المبارك وحتي يوم الجمعة 29 مايو/أيار مع وقف حركة المواصلات العامة وحركة الاتوبيسات بين المحافظات. بصراحة القرارات التي اتخذتها الحكومة وأعلنها رئيس الوزراء صائبة.
في انتظار أمل
نبقى مع الباحثين عن الأمل، أحمد التايب في «اليوم السابع»: «متى سينتهي وباء كورونا؟ سؤال أصبح على لسان ملايين البشر في مختلف أنحاء العالم، في ظل سباق عنيف للأطباء والمختبرات ومراكز الأبحاث العالمية، للرد عليه، وإيجاد إجابة ترحم سكان الكون من المصير الأسود على يد هذا الوباء القاتل، لكن مع الأوبئة المعدية، هناك أسئلة أخرى تظهر، ولا تقل أهمية، مثل، من سيقرر النهاية؟ ولصالح من ستكون؟ وفي هذا الضباب، هناك ثابتة وحيدة، هي أن العالم الآن في صراع حقيقي حول من سيقرر تلك النهاية؟ خاصة أن الكل يعلم أن هذه أزمة لا تنتهي، وأن محاولة تحديد نهايتها ستكون عملية طويلة وصعبة، ولذا وجب علينا التريث قليلا، لتحديد الأولويات، فهل الأفضل أن نستمر في إجراءات الإغلاق مقدمين صحة الأفراد على الحياة الطبيعية للمجتمعات، وهل نحن مستعدون لتحمل دفع فاتورة باهظة التكاليف اقتصاديا واجتماعيا؟ أم أن مرحلة التعايش أصبحت لزاما وضرورة؟ وقبل أن نقرر، علينا أن نلقي نظرة للماضي لنتعلم في الحاضر، فمن المعلوم أن وباء الأنفلونزا قتل في بداية التسعينيات أكثر من 70 مليون شخص في العالم، وكان يفترس الصغار والكبار، ومنذ ذلك الحين، لم تختف الأنفلونزا، بل تطورت إلى شكل مختلف أصبح بإمكاننا العيش معها هذه الأيام، وبالتالي فإن الأنفلونزا لم تنته من منظور طبي، بل انتهت من منظور اجتماعي من خلال التعايش، بعد أن قرر سكان الكون إزاحة الخوف من المرض، وقدموا الحياة الطبيعة عن الحصار داخل كوابيس الموت الأسود. ولكي نتعلم من الماضي فلدينا تجربة ناجحة، عاشها هذا الجيل، واستطاع أن يتغلب على وباء صامت، عانى ملايين المصريين من ويلاته، ألا وهو فيروس سي».
البحث عن حل
أسئلة جديرة بالمناقشة يطرحها عبد العظيم الباسل في «الوفد»: «هل هذا جزاء الأطباء الذين يغامرون بأرواحهم في خط الدفاع الأول ضد فيروس كورونا؟ وهل رد جميلهم أن تتجاهل وزارة الصحة مطالب7 آلاف من شبابهم رغم عدالتها؟ وهل لدينا رفاهية الاستغناء عنهم في الوقت الذي مدت فيه الدولة العمل لأطباء المعاش إلى سن 65 لسد العجز في قوات جيشنا الأبيض، حيث لا يوجد سوى طبيب واحد لكل 1000 مواطن. التساؤلات المطروحة تتعلق بأزمة التكليف الجديد لدفعة أطباء مارس 2020 البالغ عددهم 7000 طبيب، رغم أن هذا التكليف، ثبت فشله مع دفعة أطباء سبتمبر 2019 بعد تطبيقه على 800 طبيب فظهرت أخطاؤه القاتلة، لأنه يخالف القانون رقم 45 لسنة 1969المنظم للتكليف القديم، بينما تتجسد عيوب التكليف الجديد في العجز الواضح لمدربي الزمالة الطبية باعتراف الوزارة نفسها، ومع ذلك أصرت على تطبيقه، بدون أخذ رأي الأطباء، أو كيف سيتم توزيعهم على المحافظات؟ وما مزاياهم في المحافظات النائية؟ والمثير هنا حينما لجأ الأطباء إلى نقابتهم، فوجئوا بأنها لا تعرف شيئاً عن هذا النظام، واعتبرته ضاراً بالمنظومة الصحية، وخاطبت الوزارة بضرورة تأجيله حتى يتم دراسته واستطلاع رأي الأطباء حوله، والأكثر من هذا – في رأي النقابة – صعوبة تنفيذه في ضوء المعطيات المتاحة، من عدم تجهيز المستشفيات التي تنطبق عليها معايير التدريب، والنقص في أعداد المدربين بمختلف التخصصات، الأمر الذي سيؤدي إلى إضعاف درجة (الزمالة المصرية). أما الغريب في الأمر فمنذ إثارة هذه الأزمة، لم تكلف وزارة الصحة نفسها عناء سماع صوت الأطباء».
أخطاء الأغلبية
أسئلة كاشفة عن مدى تقصيرنا يطرحها أحمد رفعت في «الوطن»: «لماذا قبل إقرار الغرامات، لا ترتدي فئات كثيرة من شعبنا الكمامات الطبية، رغم التنبيهات التي لا تتوقف في وسائل الإعلام؟ هل هو عدم المقدرة؟ إذن لماذا لا يرتديها القادرون؟ ولماذا ينفق غير القادرين ما معهم من أموال على كروت شحن المحمول، التي تذهب في الأول والأخير في الثرثرة غير المفيدة مع الأصدقاء والأهل وخلافه؟ أو حتى في الثرثرة المفيدة، لكن تبقى الصحة هي الأهم والأولى بالإنفاق عليها.
وتبقي الأسئلة: لماذا يتجمّع الكثيرون عقب الحظر اليومي في مجموعات بشرية في الشوارع والحواري الجانبية، خلافاً لكل التنبيهات عن التباعد الاجتماعي بلا كمامات وبلا مطهرات؟ ولماذا يلقون بأيديهم إلى التهلكة في بعض وسائل المواصلات، لتوفير دقائق معدودات، فيحشرون أنفسهم في زحام لا يُطاق من غير وجود اكورونا، بدون أيضاً أي احتياطات كافية أو غير كافية، إذ تبدو الأمور بالعين المباشرة مؤسفة، والأجساد تتلاصق بلا كمامات ولا أي إجراءات احترازية أخرى؟ وتبقي الأسئلة: لماذا لا يلتزم الكثيرون بالتعليمات حتى العادية منها عند السعال في الشارع، أو المنزل أو العطس في الشارع أو المنزل أو في العمل وغيرها؟ ولا يكلف الأمر إلا منديلاً ورقياً بسيطاً أو أي طريقة أخرى؟ وهي التزامات من المفترض أنها طبيعية بوجود كورونا أو بدون وجودها؟ وتبقى الأسئلة: ما الذي يدفع البعض للاستعجال في إنهاء مطالبه في بعض المؤسسات كالبريد والبنوك ومصالح أخري بل وفي الحصول على الأدوية من الصيدليات، أو عند دفع الحساب في المحال التجارية، أو عند سحب أموال من الماكينات الآلية، رغم أن النظام هو الإجراء الأسرع والأهم، لأنه الإجراء الآمن».
من قلب المأساة
هل هناك دروس مستفادة من الانتشار المريع لفيروس كورونا؟ يجيب محمد المنشاوي في «الشروق»: «نعم، صحيح أن هناك مآسي إنسانية مفجعة في غالبية البلدان التي ضربها الفيروس، لكن شأن كل فاجعة إنسانية، هناك دروس، على العقلاء الاستفادة منها، وهم يعالجون الكارثة، أو أي كوارث مشابهة. أحد أبرز هذه الدروس حتى الآن أن مصارحة الحكومات لشعوبها بحقيقة ما يحدث، هو شرط جوهري للمرور من مثل هذه الأزمات بأقل قدر من الأضرار. وفي معالجة الحكومات المختلفة للأزمة الراهنة يمكن رصد أكثر من نموذج. الأول هو الحكومات التي اعتقدت أنها وصية على شعوبها، ولم تعترف بالأزمة، إلا بعد أن خرجت الأمور عن السيطرة. والنموذج الثاني هو الحكومات التي تعاملت باستخفاف مع الأزمة، ودفعت ثمنا فادحا في ما بعد. والنموذج الثالث هو الحكومات التي صارحت شعوبها، أولا بأول بالمعلومات الحقيقية، ووضعت الأطباء والعلماء في مقاعد قيادة الأزمة. الإعلان الرسمي عن الفيروس في الصين تم في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، لكن التقديرات تقول إن ظهوره الحقيقي كان في مقاطعة ووهان في أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، أو الأيام العشرة الأولى منه، وفي رواية ثالثة فإن ظهوره بدأ في سبتمبر/أيلول الماضي. وطبقا لاتهامات أمريكية وأوروبية، فإن بكين لم تسارع للكشف عن المرض، اعتقادا أنها ستتمكن من احتوائه، وظنا أنها تدافع عن سمعتها واقتصادها. الطبيب الذي عرف بوجود الفيروس، وأخبر السلطات بشأنه، تم اتهامه بمحاولة إثارة البلبلة، وأجبر على الصمت، وتشاء الأقدار أن يصاب بالفيروس ويتوفى متأثرا به قبل حوالي الشهرين. غالبية التقديرات تقول إنه لو أن الحكومة الصينية أعلنت عن الفيروس بمجرد ظهوره، لربما كان يمكن منع تطوره بهذه الصورة الوبائية، التي نتجت عن تحركات الآلاف وربما الملايين من المصابين به من دون أن يعرفوا بذلك، لكن بكين تؤكد أنها لم تحجب المعلومات والبيانات، وأنها تعاملت بشفافية».
تأثير الدراما
يرى حسن المستكاوي في «الشروق» أن رد فعل شياطين الإرهاب وأعوانهم ودراويشهم على مسلسل «الاختيار» هو أكبر دليل على قوة رسائل الدراما التي جمعت مجتمعنا بأطيافه وأعماره المختلفة في متابعة يومية للعمل. وهو أمر يعكس حقيقة مشاعر الملايين، الذين رفعوا رأسهم فخرا ببطولة رجال الكتيبة 103 صاعقة. وهي واحدة من التشكيلات القتالية القديمة في القوات المسلحة، ومن نبتة مجموعة 39 قتال التي كان يقودها الشهيد إبراهيم الرفاعي وتأسست بعد حرب 67 من القوات الخاصة للعمل خلف خطوط العدو في حرب الاستنزاف. شباب وكبار أخذوا يتابعون بإنصات وباهتمام رسالة «الاختيار»، التي غلفت بتفاصيل الأعمال البطولية وبالشجاعة. وكانت نهاية المسلسل مؤلمة، أصابتنا بالحزن، وأبكتنا، مع أننا كنا نعلم كم هي صعبة تلك النهاية.. ففي الواقع لا توجد حرب لطيفة أو سهلة. ولا توجد حرب بدون تضحيات، فالدفاع عن الوطن يدفع رجال القوات المسلحة والأمن حياتهم ثمنا له.. هم أهلنا.. هم العم والخال والأخ والابن والأب. والزميل والصديق. هم نحن. كان انفعالنا بدراما «الاختيار» يرجع إلى أن نجوم العمل وأبطال الصاعقة الحقيقيين كانوا يفعلون ما نريده في الإرهابيين. كانوا يخوضون حربا شرسة بالنيابة عنا، وكان كثير من المشاهدين يهتفون كلما سقط إرهابي قتيلا.. فقد كنا شركاء نجوم العمل وهم يجسدون بطولات الأبطال. كنا الكتيبة 103 صاعقة. منسي ورجال الكتيبة قاتلوا الإرهابيين بشجاعة فائقة في معركة البرث، وحرموهم من رفع علم «داعش» فوق مبنى الكتيبة، وأسقطوا 40 قتيلا، ومنسي حاصل على فرقة صاعقة وفرقة 777 وفرقة 999 وكلها تتطلب أعلى كفاءات الأعمال القتالية.. ورجال الكتيبة قالوا «نموت ولا يدخل مصر خسيس وجبان»، ومنسي هو اللي قال شعرا: «شجرة أنتي يا مصر من عمر التاريخ، أعلم أنك فانية، فلا شيء باقٍ، ولكنك باقية حتى يفنى التاريخ».
شجاعة الاعتذار
احتفت عبلة الرويني في «الأخبار» بما قام به فريق عمل فني مؤخراً: «بينما لا تزال تعرض مسلسلات رمضان… وبعضها لا يزال ربما يستكمل تصويره، اعتذر أبطال مسلسل «رجالة البيت» تحديدا بيومي فؤاد وأحمد فهمي عن سخافة ما يقدمونه في المسلسل، وثقل ظل (أفيهاته) ومشاهده المفتعلة الخالية من الضحك. اعتذار الفنان عن ضعف العمل الذي يقدمه (أثناء عرضه) سابقة بالتأكيد، لا تعني شيئا سوى الإحساس العميق بالفشل، لكنه أيضا اعتراف، ربما أفضل حالا من مسلسلات أخرى ركيكة يرى أصحابها بأن ليس في الإمكان أبدع مما يقدمونه.. وأفضل حالا من محاولات آخرين تعليق خيباتهم على شماعة كورونا والعمل وسط ظروف إنتاجية صعبة، والتصوير وسط شعور القلق والخوف والحظر الصحي، وهي مبررات لا علاقة لها بالعمل الفني (نجاحه أو فشله) الذي يفترض بداية شروطا ومعايير فنية واجبة، فالنصوص الضعيفة والكتابة الرديئة هي أحد أسباب تراجع الدراما الرمضانية هذا العام (خاصة الأعمال الكوميدية) أو هي السبب الرئيسي وراء تراجعها وضعفها.. سوء اختيار النص.. الكتابة الساذجة.. الكتابة الخاوية من المعنى والهدف والقيمة، «الفبركة» والكتابة السريعة على الهواء مباشرة حلقة حلقة، وترك الممثل يقول ما يخطر على باله، الكتابة الضعيفة هي السبب الرئيسي وراء ضعف «فالنتينو» لعادل إمام (المسلسل الوحيد الذي انتهي تصويره قبل أيام فرض الحظر الصحي).. لكنها الكتابة القديمة، وكوميديا الشتم والضرب والإهانة، والإصرار على تقديم عادل إمام في صورة الدنجوان (الدور الذي يلعبه منذ أكثر من 40 سنة). الدراما الضعيفة لا ينفع معها اعتذار أبطالها.. ولا تشفع لها ظروف إنتاج صعبة.. ولا تبرر لها كورونا ولا الحظر الصحي».
عقل ترامب
لم تخفت شراسة حملة ترامب ضد الصين منذ توليه الحكم، بل إنها تزداد. ولكن الغريب الذي يستحق التوقف والدراسة، وفقاً لأحمد عبد التواب في «الأهرام»، هو أن القضايا التي تقوم عليها الحملة المستمرة تتغير مع الوقت، حتى كادت الآن الموضوعات التي بدأ بها وفرضها على أولويات العالم تدخل طي النسيان، وحلَّت محلها قضايا أخرى مختلفة تماماً، وأما الثابت الوحيد فهو استمرار هذه الشراسة، بما كشف مفارَقة كبرى، لمن يدقق في متابعة الحملة، لأنها تكاد الآن تقتصر على الاتهامات الخاصة بجائحة كورونا، وعن مسؤولية الصين عن تصنيع الفيروس، أو عن تهاونها في واجبات إنذار العالم بمخاطره، إلخ. وفي الوقت نفسه، توارى في خلفية المشهد الهجوم الضاري الذي كان مدوياً حتى ما قبل كورونا، عن اتهامات الصين بخرق اتفاقيات التجارة العالمية وإغراقها للأسواق.. ليس المقصود هنا إثبات تناقض خطاب ترامب، وإنما الهدف هو الإشارة إلى أن عداءه للصين أصيل وثابت، وأن انفلات التصعيد قد يكون له تبعات لن يقتصر أثرها على الصين وأمريكا، وإنما سوف تكون على مدي الخريطة التي يصل إليها نفوذ وحركة كل منهما، وهي خريطة ممتدة بطول العالم وعرضه. فأما ترامب، فهو يندفع بقوة في التصعيد في هذه المعركة، متفائلاً بتقدمه في معركته ضد إيران، رغم الحقيقة البينة بأن الصين ليست بسهولة إيران على كل الأصعدة، ولكنه لا يهمه سوى الاقتراب من هدفه الأساسي بالفوز في الانتخابات القريبة المقبلة، لأنه يعلم أن التصعيد هو خير وسيلة يحصل بها على دعم الأقوياء، الذين يهمهم كبح الصين، عسكرياً وعلمياً واقتصادياً وسياسياً، وليس بالضرورة أن يكون هؤلاء الأقوياء ممن أيدوه سابقاً، لأنه مطمئن إلى أنهم خير من يحسبون مصلحتهم، ولا يترددون، بل يتحمسون، في دعم من يحققها لهم.