الجامعة العربية التي نَصَّ دستورها على صيانة الأمن العربي كانت جسراً لتدمير العراق و ليبيا و سوريا و اليمن قبل أن تُفَرِّط بالقدس وتبارك التطبيع المجاني
بقلم : د. محمد خالد نصره
هــو مجـلــسٌ لا يـَحْــظَ بـالإكـبـــار ومـثــار نـقـمـة نـخـبـــــة الأخـيـــار
في اسْـطَـبْـلِ جامعـةِ الأعارب أعينٌ مـثـل الحـصى بـنعـاجـهــا الأعجـار
رهـطٌ يُسـاقُ كما الـقـطـيـع لغايـــــةٍ في نَـفْـسِ عَـزْرَا قـبــل كـل قـــــرار
مالـت مـقـاديــرُ الـزمانِ فَـطَاوَلَـــتْ قــامـاتُ أقـــزامِ الــمـلـوكِ بــــداري
هي عصـبـةٌ وَرِثَـتْ رقـاب شعوبهـا وسَــطـَتْ عـلـى نــِعـَـمٍ لـه وبـيــــار
قد عـمّـَت الـبـلوى بمـا جمعـوا لـنــا من ســِفـْلِ أوغـــادٍ كَـمَـوجِ شـــِـرار
وإذا الـلـئــام تكـاثـــرت أمـوالهــــــا تــاهَ الـرشــــادُ وجـــابَ في الأوزار
تـبـاً لـدهــر صـار فــيـه حـثـيـلـنــــا مـلـكــاً قَــنَــــاهُ الإفــــكُ بالإشـهـــار
قـمـلولُ قـــَدْرٍ صـار فـيـنـا جـلالـــةً مـتـوائــــمٌ مــن فـلـقـــةِ الـفَـشَّــــــار
قد ضاقَ قَـحْـفُ جـبـيـنـه حتى رشـا ضَحْـضَاحَ ما يَـثــوى من الأفـكـــار
والـحَـــقُ أني طـبـت نـفســاً بـالـذي أُمِـــروا بـه عُــنــواً بـــدون خـيــــار
فـالـبـرءُ من داء الـعـروبةِ طـلـبــــةٌ تُــرْجَـى لـكــل مُـيَـمَّــــــمٍ بـفـخــــار
ماخـورُ جامـعـةِ الـعـروبـةِ قـد غــدا مـشــــَّاءُ إفـســــادٍ لأهـــــل الــقـــار
رعْــجُ الشــياه لـهـا حـظـيـرٌ جـامـعٌ أثــغــابُــهَــا مـن مســـمـط الأقـــدار
تَـحْـيى لـيـومٍ لا تــرى مـا أغْــدَرَتْ لــغــدٍ يـفـيــض بســانِـحِ الأخـطـــار
والشـــام تـربأ أن يـكـون لهـا بهــــم جــمـعـاً يـنــال الـطـهــر بالأوضـار
وهي التي تـرنـو الســماء عـيـونهــا ويــقــيــنــهـا لـلـنـصــر والإيـســـار
والأمـة الـبـلهـاء تـزحـــف دونهــــا بـيـن الـنـعــالِ تـغــوص بـالأقــــذار
ودمى الـمـلـوكِ الراجـفـيـن مَـذَلَّــــةً صاغـت شـمائـلـهـم دواغــل عــــار
والـنـفـط يـمـلـكـه جـبـابــرة الـــدنى لا يمـلـكـون لـه اخـتـيـار الـشـــاري
حـكـمـوا بـــلاداً رامَهَـا أعــداؤُهـــم دولاً من الـطـبشــور و الـحـَــــــوَّار
قد فَـرَّطُـوا فـيه ابـتـغـــاءَ بـقـائهــــم حَـلَّـــتْ عـلـيـهــم لـعـنـــة الـجــبــار
لـهـم الـمتاع بـمـا أُتـيـــحَ بِـنَــــــذْرِهِ والْـجُـلُّ مسـلـوب بــوضـــح نــهــار
غــابُ الـحـيـاة تَـكَـشَّـرَتْ أنـيـابُــــه فَــتَــبَــدَّلَ الإيـســــارُ بــالإعْـسَـــــارِ
وغَـزا بـلادي جَـحْـفـلٌ من جُنْدِهـــم مـن كُــــلِّ مُـرْتَــزقٍ إلـى الـديــنـــار
هم صـورةٌ ســـوداء في تاريـخـنــــا والــظـلـم يـحـمـــل أســـــوأ الآثـــار
هـم ســـادةُ الإجــــرام مَـدَّ بِــظِــلِـــه كـقـديـم عـهــدٍ وابــــــقٍ مـعــصـــارِ
غُـولُ الـجـريـمـةِ قـد أتـانـا ســائـمـاً جــرذانــــه فـي قــيــعـــر الأوكـــار
آت يـســاوم فـي دمــــاء أُهْــرقـــت فـي الـشـام مـثــل دفــوقَــةِ الأنـهــار
جَـلَـدي يـضيـق بما يـعـاني موطـني فـغـمـارحرب الـكـون تطحن داري
مُـتَـنَـزَّهُ الـدنـيـا و تـحـفـة شـرقــهــا تـُـصْـلـى بـنـار الـحـقــد و الأوضـار
والـزاعـبـون على ثـراهــا فــتــيـــةٌ من أهـلـهـا لبـســوا ثـيــاب الـعــــار
آثـارهــا نـهـبـاً مـُضاعـــاً مـتـلـفــــاً مـن كــل لــــص زاحـــف تـَـبـَّـــــار
وبـنو يهــودٍ مَـنْ يُـؤاجِـر سَـــعْـيَهُـم إذ يـهـدمـون جــمــال كـــل مـنـــــار
لكـنـنــا مـاضـون رغـــم أنـوفـهــــم بـالـعــزم نـحـمي الـشـام بالإصـرار
لا طـائـفي ســـوف يدســــر بـيـنـنــا فـالـبِــرُّ مـيـــزان الـعـلـي الـبـــاري
وفسـيـفـسـاء الـديـن في أوطانـنــــــا تـضـفـي وشــاح الـحـسـن بـالأنـوار
فالـشــام أرض مـحـبـة و تســـامــح وتـعـايَـشٍ لـذوي الـنهى الأبــــــرار
لا رأي فـيـهـا لـلـتـطـرف حســبهــا هــــذا الـتـنـــوع رائـــع الأثـمــــار
من قَـصَّـرَتْ عـن فـهـمهـا أفـكـــاره فـالأرض مـتســع لـِهـِمـْــل قـــــرار
أمـجـادهــا كَــفُّ الأُبَـاةِ تـصــونــــه والصامـدون كـقـاســــيون ســواري
شَـــدُّوا تـجـاه الله حـبــل يـقـيـنهــــم وبـنـوا الـســدود لـمـطـمـع الأشــرار
في حـضـرة الشــام الأبـيـة أبْـلَـجَـتْ هــمـمُ الـرجـــولـة فـجـرَ كـل نــهــار
النور جـبهـتها الـعـلـية مـا خـبـــــت وجـبـاهـهـم مـوشــــومـة بـالــعــــار
تجري شـرايـيـن الحروف بمجدهــا ولـغـاتـهــم مـســـجـولــة بـالــقـــــار
ولسوف تنهض رغم أنف حشودهـم وتـعـيـش في أمـــن وفي اســتـقـرار
فـالحزم إن حـدثـت عـن أسـراره فــوق الـجـبـال ووهــــدة الأوعــــار
لـرأيـت جـنــد الله في أســــفــاره لـهـم الولايــــة فـي ثــغــور الـــــدار
بقلم : د. محمد خالد نصره