نظام يدين نفسه
سعاد عزيز / الجزائر
نظام يدين نفسه
يمکن القول بأن هناك مشاعر قوية بالامتعاض المداف بالغضب من جراء تسريب تسجيل صوتي مسرب لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وهي أساسا مقابلة كان من المقرر نشرها بعد انتهاء الحكومة الحالية، إعترف فيها أن دوره معدوم في السياسة الخارجية، قائلا "دوري كان "صفر"! ولعل أکثر شئ يحرج النظام ويضعف کثيرا من موقفه هو إنه ليس هناك أمام النظام من حجة أو ثمة دليل ما يمکن أن يثبت من خلاله بعدم صحة هذا التسجيل، بل إنه سارع للإعتراف بها رسميا بعد أن تأکد له من أنه قد قضي الامر!
هذا التسجيل المسرب لمقابلـة استمرت 3 ساعات مع الاقتصادي الموالي للحكومة سعيد ليلاز، والتي أجريت في مارس من العام الماضي، والتي إعترف فيها ظريف بصراحة کاملة من أن معظم هيكل وزارة الخارجية الإيرانية شأن أمني. بل وإن ظريف قد أکد عدم قدرته کوزير للخارجية من فرض دوره حتى في وزارته في قبالة الارهابي المقبور قاسم سليماني عندما قال: "لم أتمكن أبدا في مسيرتي المهنية من القول لسليماني أن يفعل شيئا معينا لكي أستغله في الدبلوماسية" بل والانکى من ذلك إنه"أي ظريف" يعترف بکونه مجرد بيدق بيد سليماني عندما إعترف قائلا: " كان يفرض شروطه عند ذهابي لأي تفاوض مع الآخرين بشأن سوريا، ولم أتمكن من إقناعه بطلباتي"!
من أجل فهم هذا النظام وإدراك خطورته وکونه يشکل تهديدا للسلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم، فإنه من المهم جدا التعرف على مدى الاهمية التي کان النظام يوليها لمجالات إثارة الفوضى والحروب والمواجهات والفتن في المنطقة والعالم، إذ يقر ظريف من أنه لم يکن دور الدبلوماسية إلا هامشيا وإن الاولوية وکما قد قال في المقابلة: "لقد كانت ساحة المعركة هي الأولوية بالنسبة للنظام" بل إن ظريف يعترف بما کان قد قيل ويقال بشأن أن النظام قد قام بصرف الاموال الايرانية المجمدة التي تم إطلاقها بعد الاتفاق النووي عام 2015، على توسيع نطاق نفوذ وهيمنة النظام في المنطقة وإثارة المزيد من الحروب والمواجهات عندما أضاف قائلا: "لقد أنفقنا الكثير من المال، بعد الاتفاق النووي، حتى نتمكن من المضي قدما في عملياتنا الحربية الميدانية"، بل وإن المثير في هذه المقابلة إن ظريف قد إعترف بما کانت قد أکدته مصادر المقاومة الايرانية من أن النظام الايراني يقوم بإستغلال الرحلات الجوية المدنية لسوريا لنقل القوات والميليشيات المسلحة والعتاد والسلاح من أجل دعم النظام السوري ذلك إنه وفي حديثه عن نفوذ سليماني، أشار ظريف أيضا إلى أنه لأول مرة منذ رفع العقوبات الأميركية عن شركة الطيران الوطنية الإيرانية (هما)، حذره وزير الخارجية الأميركي آنذاك جون كيري، في يونيو 2016 من أن الرحلات الجوية من إيران إلى سوريا زادت 6 أضعاف. أضاف: " عندما تابعت وزارة الطرق، والوزير آنذاك عباس أخوندي، الأمر، أكد رئيس الخطوط الجوية الإيرانية أن ضغوط الحاج قاسم تسببت في تسيير رحلات "هما" بالإضافة إلى خطوط "ماهان"!!