الانتصارغير المُعلن للبطريرك مار لويس ساكو… بين الحق ( الكنيسة) هو الوجود … والباطل ( المليشيات) هو الوهم …
سلام مرقس / باريس
الانتصار غير المُعلن للبطريرك مار لويس ساكو … بين الحق ( الكنيسة) هو الوجود … والباطل ( المليشيات) هو الوهم …
عندما وقف البطريرك مار لويس ساكو رافعاً لواء الحق في الدفاع عن كنيسته ( الكنيسة الكلدانية في العراق ) ضد الباطل ( الوهم) مليشيات ارهابية مدعومة بالسلاح ومؤيده من الدولة !!!!! ، كان ذلك قمة الإدراك والفهم والإحساس بالخطر ، وهذا الاستشعار هو يقين عند غبطته لان الكنيسة بالنسبة له هى وطن وعليه مسؤولية الدفاع ببسالة عنها !!! وان للكنيسة حق في الوجود وانها تمتلك حقًا مماثلًا للدفاع عن نفسها في الوجود ( وهو حق في الحياة ) ضد كل المحاولات الرامية إلى تعريض وجود الكنيسة للخطر ، فخاض ذلك الصراع بجدارة وثبات وقوة ، وانتصر انتصار غير معلن !!!! ؟ او الانتصار المؤجل الذي تدركه فقط العقول الراجحة والتي تجيد الصبر .
البطريرك مار لويس ساكو ادرك منذ البداية واعلن ذلك وحذر مراراً ان المستهدف هو الكنيسة عن طريق شخصه ، ولم يكن لديه سبيل إلا ان يمضي إلى النهاية ، ووصلها ولكن بانتصار غير معلن !!!! والذي ساهم مساهمة كبيرة في عدم إعلان هذا النصر هو الدولة بذاتها ، وبعض المتخاذلين امام المال والمنصب والضعف والقصر في فهم وإدراك الأمور .
ان التصالح التام بين البطريرك وقدراته الشخصية ورؤيته الثاقبة للأمور ، والانتصارات مع الذات والتي كانت حصيلة تجربته الطويلة للظواهر المختلفة التي تشكل إدراكه، وعواطفه، وأفكاره جعلته اكثر قلق وتحسس للخطر ، وتجعل رؤيتة للامور بمنظور صحيح .
ففي بداية الحملة ( الصراع او الحرب ضد كنيستنا) كان البعض يعتب او يعترض على أسلوب الدفاع وهذا البعض له توصيفات كثيرة بالرغم من قلتهم ، ولكن توالي الهجمات ضد الكنيسة وبأساليب شيطانية خبيثة ادرك العالم اجمع ان المخطط هو استهداف واضح للمسيحية مستغلين حلقات ضعيفة ضمن المجتمع ممكن استخدامها في الحملة وهذه الحلقات كان من السهل بمكان قيادتها وتوجيهها وتجنيدها بعد دعمها بالمال والسلاح والمناصب لتفقد صوابها وانتماءها وإنسانيتها .
صحيح ونعترف انهم استطاعوا ان يتسللوا إلى رتب عاليا في الدولة والى جهات حكومية وقانونية وهذا الصعود كان ايضا سهلاً لهشاشة النظام وغياب الرقيب وانتشار الرشوة والمحسوبية بالاضافة إلى ان المرحلة الخطرة التي يمر بها العراق من صراع ديني ديني جعل الطريق سالك لاستهداف مكون مخالف لهم في المعتقد .
اليوم وبعد ان اكتملت الحملة ضد المسيحية وبانت ملامح العهد الجديد او الرسم الجديد للمجتمع في العراق من دون مسيحيه !! السؤال سيكون هل العراق سيبقى عراقاً من دون مسيحييه ؟
الاجابة تتعلق بامكانية او مدى بقاء الأوضاع في البلاد على حالها .