البحث عن المجهول..... / الكاتب سالم المشني
عندما نظرت يوما إلى الأُفق رأيت الحياة كأنها أُنثى تحمل في جوفها الغموض الخطر...!
أدركت حينها أنني يجب أن أُغمض أعيُني كي لا أتوه في خيال الظُلمات الذي طالما تمنيت أن لا أغوص فيه...
لكن من الحكمة أن ينظر الإنسان إلى ما يريد وهو في مكان لا توجد به ضوضاء كي لا تتشابك نظراته وما أوحى
له فكره الذي طالما صارع جسده فأصبح في حيرة من أمره فتصبح الشبهات تحوم حول شخصيته
وتكثر بعدها التناقضات فيصبح بعدها كأنه يدور حول نفسه كثور الساقية.....!
جلست وتأملت كثيرا وإذا بي أبتسم لأنني فوجئت بأن كل ما دار في فلكي ما هي إلا إمرأة تُسرح شعرها
وهي تُطل عليَّ شامخة من بين الضباب وتلوح لي بيدها أن إقترب.. ذُعرت أول أمري لكنني إستدركت
الحلم السرمدي الذي طاف بجناحيه حول مُخيلتي فعلمت ذاك الحين سر صبابتي وأدرت أن الحياة
ما هي إلا عبارة عن شجرة يانعة الخضرة وبعد فترة تذبل وتصفر أوراقها وتسقط وتموت.؟
هكذا هي الحياة ينبوع ماء جف ولن يعود للإنهمار مرة أُخرى.....
ناجيت نفسي بحكمة المُتأمل لكن نفسي ردّت عليّ قائلة إنك تطلب السعادة التي لن تجدها أبدا....!
فأولى بك أن تعود لصومعتك التي إعتدت أن تنفرد بها وتخاطب الخفافيش هناك فهذا أفضل لك من البحث عن حقيقة
الوجود اللا مُتناهي وسوف لن تجد لك بعد ذلك طريق لتسير فيه أبدا....
تمالكت نفسي ونهضت من جديد وأصرّت على المُضي قُدمت ولن أتوارى عن الجهد الذي بذلته
لعلني أصبو إلى ما سعيت إليه وسأترك بصماتي على كل عقل مفكر ليبني بعد رحيلي وعلى ثراتي صرحا
مكتوب عليه طلسم الحياة ولتشهد العقول الثاقبة بأنني كنت دوما من الباحثين.....!.؟