خمسة قتلى باحتجاجات اليمن
سقط خمسة قتلى وعشرات الجرحي برصاص قوات الأمن عند تفريقها احتجاجات شهدتها اليوم الجمعة ويوم أمس الخميس مدينة عدن جنوبي اليمن يطالب منظموها برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، كما شهدت كل من العاصمة صنعاء ومدينة تعز جنوبي البلاد مظاهرات مماثلة.
وأفاد مراسل الجزيرة نت في اليمن عبده عايش بأن أعمال العنف ضد المتظاهرين تصاعدت في اليومين الأخيرين، وهو ما أثار حنقا كبيرا في أوساط المواطنين.
قنابل صوتية
وأضاف أن مؤيدي النظام مسلحون بعصي كهربائية وهري يقول المعارضون إنها تأتي من معسكرات الأمن، وأشار إلى أن شهود عيان لاحظوا أن سيارات تنقل هؤلاء الأشخاص إلى أماكن وجود المتظاهرين، ليتم الاعتداء عليهم وتفريقهم.
وقال المراسل إن قوات الأمن في صنعاء استخدمت قنابل صوتية لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا منادين بتغيير النظام.
وأدان النائب في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم عن محافظة عدن عبد الباري دغيش استخدام العنف ضد المتظاهرين، وتأسف في حديث للجزيرة نت على سقوط قتلى وجرحى برصاص قوات الأمن، وطالب "بتقديم من ارتكبوا هذه الجرائم بحق المواطنين إلى المحاسبة والمحاكمة".
ومن جهته حيا النائب الإصلاحي إنصاف مايو في حديث للجزيرة نت من عدن ما أسماها "الهبة الشعبية"، كما أدان "استخدام العنف من قبل قوات الأمن تجاه المتظاهرين المسالمين"، وأبدى استغرابه "لإطلاق الرصاص الحي تجاه رؤوس وصدور المتظاهرين".
اعتداء على الصحفيين
ونقل المراسل عبد عايش عن شهود عيان تأكيدهم أن عناصر أمن بزي مدني اعتدوا كذلك على الصحفيين والمصورين.
ومن بين الصحفيين المعتدى عليهم مراسل شبكة (سي إن إن) الأميركية، وأحد مصوري قناة العربية، ومدير مكتبها حمود منصر، الذي قال في حديث للجزيرة نت إن "الاعتداءات التي تستهدف الصحفيين تتم بطريقة منظمة".
وأضاف منصر أن عشرات الأشخاص ممن سماهم "البلطجية" انهالوا عليه وعلى مصور القناة بالضرب المبرح بالعصي، مما أدى إلى إصابة المصور في رأسه ونقله للمستشفى، بينما أصيب المدير في كتفه وظهره ورجليه.
وأدانت لجنة الحريات في نقابة الصحفيين اليمنيين استمرار الاعتداءات وأعمال العنف ضد الصحفيين ومراسلي وسائل الإعلام الخارجية ومصادرة كاميراتهم.
ورصدت اللجنة خمس حالات اعتداء ومصادرة، تعرض لها صحفيون ومصورو وكالات دولية، حيث تعرض مصور الوكالة الفرنسية أحمد غراسي، للاعتداء بالضرب وكسر كاميراته، في حين تعرض مصور الوكالة الأوروبية للصور يحيى عرهب للاعتداء أيضا ومصادرة كاميراته، إضافة إلى الاعتداء بالضرب على مصور وكالة رويترز عمار عوض، ومصور قناة الجزيرة سمير النمري.
وحملت نقابة الصحفيين وزارة الداخلية مسؤولية ما يتعرض له الصحفيون، وطالبتها بسرعة التحقيق في ما حدث، ومعاقبة من سمتهم "البلطجية" وإعادة كاميرات التصوير الخاصة بالصحفيين والمراسلين.
"جمعة البداية" بتعز
وفي مدينة تعز (256 كلم جنوب صنعاء) أفاد مراسل الجزيرة نت إبراهيم القديمي بأن عشرات الآلاف شاركوا في مسيرة حاشدة وتجمعوا في ساحة الحرية وأدوا فيها صلاة الجمعة.
وأطلق المنظمون على المسيرة "جمعة البداية" لتصعيد الاحتجاجات في مختلف المحافظات اليمنية، وانضم إلى المسيرة –التي دعا إليها تجمع شباب من أجل التغيير ارحل- شيوخ وأحزاب سياسية وأعضاء في المجلس المحلي وقيادات في أحزاب اللقاء المشترك المعارض.
كما أفاد المراسل بأن مواطنين توافدوا إلى تعز من مختلف المحافظات ومن سنحان، مسقط رأس الرئيس اليمني للمشاركة في المسيرة.
وشهدت المسيرة إلقاء قنبلة يدوية على جانب من المتظاهرين بعد احتجاجهم على موكب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم الذي مر بجانبهم، مما أسفر عن إصابة ثلاثين شخصا بجروح متفرقة بحسب رئيس اللجنة الإعلامية في "تجمع شباب من أجل التغيير ارحل" عصام هايل.
وطالب رئيس حركة العدالة والتغيير، وعضو البرلمان سلطان السامعي النظام اليمني "بخلع الفاسدين وإعفائهم من مناصبهم ومحاكمتهم بجرائم نهب المال العام وممتلكات الناس وإعادة الحقوق إلى أصحابها".
واعتبر السامعي في حديث للجزيرة نت أن "تجاهل النظام لهذه المطالب سيزيد الثورة الشعبية اشتعالا"، ولفت إلى أن اللعب بالورقة المناطقية ينذر بنشوب حرب أهلية وستعجل بزوال النظام.
وقال هايل للجزيرة نت إن المسيرات ستستمر "حتى يسقط النظام مهما كلف ذلك من ثمن".
مظاهرة مؤيدة
وفي المقابل نظم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم مسيرة مؤيدة للنظام أطلق عليها "جمعة السلام"، شارك فيها الآلاف من أبناء محافظة تعز.
وأعلن المشاركون تأييدهم لمبادرة الرئيس صالح للحوار والإصلاحات السياسية، ووقوفهم إلى جانب الأمن والاستقرار ورفضهم ما سموه، محاولات الفوضى وإثارة الفتنة.
ورفع المتظاهرون شعارات "نعم للأمن"، و"نعم للتنمية"، ولا للفوضى"، "ولا لصناع الأزمات"، و"بالروح بالدم نفديك يا يمن".