مقتدى و حانات الطرب السياسي وإرهاصات ( تشارنت) أصحاب سن اليأس الفكري المتأخر الديناصوريين
د .احمد الاسدي
ناشط مجتمعي عراقي
[size=32]مقتدى و حانات الطرب السياسي وإرهاصات ( تشارنت) أصحاب سن اليأس الفكري المتأخر الديناصوريين.[/size]
لعل أبرز الشخصيات الرعناء و المراهقة سياسيا والفاقدة للأهلية العقلية والفكرية والاجتماعية والموبوءة بعقد الدونية والإمراضيات الشاذة والتناقضات المُخجله في الشارع العراقي التي أفرزتها مرحلة ما بعد 2003 هو المدعو ( مقتدى صدر ) , وهذا ليس بالشتيم والسباب و ( الذي يريد أن يعتبره كذلك فليركب أعلى ما في حميره ) بقدر ما إنه توصيف لشخصية هامشية في المجتمع خدمتها ظروف شاذة وطارئة هيمنت تداعياتها على الواقع العراقي بعد الاحتلال وإسقاط الدولة العراقية الشرعية والمؤسساتية وجعلت من الجهلة والهامشيين والمنحطين مجتمعيا شخوص بنفوذ وسطوة وسلطه ,حيث قطيع من الرعاع يصفق لهم , وتيار من الإمعات يلهث وراءهم , وجيوش من الببغاوات تردد ما تنطق ألسنة قرائحهم الفارغة من داخلها والعفنة من خارجها , والتي للأسف جعلت من الشخصية العراقية محل تندر واستهزاء واستهراء في الداخل والخارج , ومن الصديق قبل العدو .
لم يترك مقتدى موبقه في الواقع السياسي العراقي إلا وفعلها منذ اليوم الأول الذي وجد نفسه فيه راعي لقطيع من الجهلة والمنحرفين في الشارع بعد 2003 , ولم يتوانى عن ركوب أي موجه يعتقد إن بإمتطاءه لصهوتها يمكن أن تغير شيء من عقدة الشعور بالنقص والدونية التي يعيشها مع نفسه منذ طفولته, وهذا الأمر يعرفه العراقيين من الشيعة قبل السنة والأكراد, ولكن سطوة السلطة وإرهاب القتلة والمجرمين من ما يسمى ( التيار الصدري ) و( جيش المهدي ) و( سرايا الإجرام وليس السلام ) و ( الأمل الم.... وليس الموعود ) ,هي التي تجعل الناس تلتزم الصمت ولا تعبر عن رأيها بكل صراحة عن كل ما يدور في ذاكرتها عن تاريخ إجرام مقتدى وقطيع التيار الذي يتبعه .
كاتب السطور هنا ليس بصدد التذكير بالسجل الإجرامي القبيح ( لمقتدى ) وأفعال قطعانه , فذاكرة العراقيين لا تزال حبلى بأفعال (جيش المهدي ) وعصابات (أبو درع ) , ومحاكم (مقتدى الشرعية ) وفتاوي المجرم وذراعه الاجرامي (حازم الأعرجي ) و عصابات خطف وقتل (حاكم الزاملي ) , ولا بما فعلت عصاباته في البصرة والناصرية والعمارة والديوانية وبغداد , كما أنه ليس في غاية التذكير بجُبن ( مقتدى ) وغدره بأتباعه عندما تركهم يقتلون ويزجون بالسجون ويذوقون الأمرين وهـرب إلى ( إيران ) مرتين , ولا بحملات التسقيط والتخوين والطعن في الظهور التي بقى يرددها بحق الذين أدركوا حقيقته وعرفوا معدنه الصدأ وأعلنوا انشقاقهم عنه وبراءتهم من خياناته وخذلانه وسئمهم من تقلباته والشيزوفرينيا التي يعيشها مع نفسه , ناهيك عن إن ذاكرة العراقيين ليس بحاجة إلى من يذكرهم بإدعاءات ( مقتدى ) الإصلاحية وتظاهراته واعتصاماته و( همبلاته ) وهو المشارك في العملية السياسية وحكوماتها من إلفها إلى ياءها , والغارق بفسادها حتى هامته حاله حال أفرقاء العملية السياسية , ولا بتحالفاته مع مسعود وانقلابه عليها , ولا مع هادي العامري وفض عهدها بليلة وضحاها , ولا مع الشيوعيين وطعنه لهم بظهارينهم في وسط النهار وغدره بهم واستخدامه لهم كورقة للضحك على ذقون السذج ومحاولة الاستئثار بمناصريهم في الشارع , ولا بعهوده لعمار حكيم , ولا بتسويق نفسه حامي حمى ومناصر ( التشارنه ) ومن ثم قتلهم وسحلهم في ساحة التحرير ببغداد والحبوبي في الناصرية , ولا بمحاولات تسويق نفسه لحكام الخليج والسعودية كبديل رخيص وأداة وضيعه في صراع ( الرياض _ طهران ) ,ولا بركوبه حمار ( الفورة السورية ) ورفع جهلته علم ما كان يطلق عليه في حينه ( الجيش الحر ) وترديده بكل سفاهة ما كان يردده ( اردوغان ) و وزير خارجية السعودية السابق ( عادل الجبير ) عن وجوبية تنحي الرئيس بشار الأسد عن الحكم , وتخندقة في ذات ( الجحر ) الأمريكي الإسرائيلي السعودي الذي راهن أصحابه على سقوط الدولة السورية وتدمير جيشها , وأشهروا عداءهم القذر للجيش العربي السوري , وللفصائل المقاومة العراقية ورجالات حزب الله الذين ركعوا مشروع ( واشنطن _ تل ابيب _ الرياض ) وأتباعهم من أدعياء العروبة والإسلام, طاعني العراق بالظهر , الغادرين بسورية , مجوعي وقاتلي أهل اليمن , الصامتين كالنعاج على إذلال غزه ومحاصرة وقتل أهلها.
ركوب ( مقتدى ) وبشكل مفاجئ ومضحك لموضوعة اختفاء وتغييب مؤسس حركة أمل السيد موسى الصدر في ليبيا عام 1978 , وإعلانه تشكيل ما أسماه ( لجنة ) للكشف عن مصيره لم يثير الدهشة عندنا , ( فمقتدى ) يحاول دائما وكل ما وجد نفسه مهمشا أن يثير نوعا من الانتباه حوله و يرسم لشخصيته هاله , ويحاول أن يلعب ورقة خالف تعرف من باب , ومن باب آخر يريد أن يغطي على عقدة دونية تلازمه من خلال إثارة انتباه اللاعبين الآخرين , لكن يستدعي منا الوقوف عند هذا الأمر قليلا , حيث لا علاقة للعراق والعراقيين بشخص ( موسى الصدر ) ولا بحركة أمل ونبيه بري , ومجرد حشر اسم العراق بهذه القضية التي يعرف الداني والقاصي بل يعرف حتى أصحابها الحقيقيين في لبنان إنها مستهلكة وخاسرة , إنما يجعل من العراق أضحوكة ومحط تندر واستهزاء في الوسط السياسي والإعلامي في الشارعين العربي والعراقي , خصوصا بعد أن وصف (مقتدى ) هذه اللجنة ( بالسرية ) وتهرب من ذكر أسماء أعضاءها وعناوينهم الرسمية أو الشعبية ولا انتماءهم السياسي والمجتمعي , ناهيك عن زجه وبطريقة سخيفة تنم عن عدم دراية أصلا بأصل الموضوع بدول لا علاقة له من بعيد وقريب بملف ( موصى الصدر ) مثل سورية وقطر ومصر .
أن يصل الحد بـ ( بمقتدى ) هذا , أن يصف العراق بتاريخه ووجوده بـ ( عراق الصدرين ) فهذه ليس لوثه بعقله وحسب بل هذا استهتار بحق العراقيين , وأن تصل سذاجته وغباءه إلى الاعتقاد إنه صاحب القرار فيه فهذه أهانه إلى العراق والعراقيين معا ,وهذا يستدعي من أهل الشأن في العراق بمختلف مسمياتهم المجتمعية والسياسية والدينية والمذهبية أن يضعوا حدا إلى هذه المهزلة التي أدمن ( مقتدى ) على لعبتها .
مهازل ( مقتدى ) هذه لا ينافسه عليها في طبيعة الحال سوى( هرطقات ) أصحاب سن اليأس الفكري والسياسي المتأخر من الديناصوريين , سواء من المُخرفين في الخارج منهم أو المعتوهين في الداخل الذين لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم مثلما يقال , الذين يعتقدون إن العراقيين يمكن أن تحرك شعرة فيهم إجترارياتهم المعادة والمستهلكة والمضحكة في نفس الوقت عن ( فورة تشرين وفوارها ) التي أصدعوا رؤوسهم بها وبتنظيراتها البائسة منذ 25 اكتوبر 2019 .
البعض الذي يرى بالانتخابات العراقية بالمهزلة ,و يصف ذهاب العراقيين للمشاركة في حقهم الانتخابي وممارستهم لهذا الحق بالعمالة , ويطلب من الآخرين أن يوافقوه رأيه هذا , ويطبلون له , ويجعلون منه قرآن منزل من سماء ( كوبنهاكن ) و مواخير حراء ( لندن ) ,عليه أن يقول لنا
أي مشروع في جعبته وهو الذي قضى عمره ذيلا مبتورا لعصابات جلال طلباني الانفصالية العميلة لمن يدفع لها ؟
وما هو حجمه على ارض الواقع في العراق وهو الذي لم يرى العراق منذ السبعينيات وعاش على فتات ما يتركه له جلال طلباني وضباط مخابرات فرع فلسطين , وليس على صفحات التواصل الاجتماعي ومجاميع الواتس آب وغرف الدردشه البالكتيه ؟
أما الحديث عن تاريخ هؤلاء الذيول الأسود مع العصابات الكردية الانفصالية وعمالتهم لعقود للمخابرات السورية والمصرية والليبية بالضد من النظام الوطني الشرعي العراقي قبل 2003 وعملهم مع ما يسمى ( بالمعارصة العراقية ) فهو معروف ولسنا بحاجة لنبش قبورهم وهم إحياء لأنها لا تزال تعج بنتانة رائحة عمالتها ورخصها .
العراقيين أحرار في ممارسة أي حق يضمنه لهم دستور صوت عليه الطيف الغالب في الشارع , بغض النظر عن موقفنا من هذا الدستور وعن المرحلة التاريخية وسياقاتها وتداعياتها التي كتب فيها , حيث الانتخابات ومهما كانت مصداقيتها ونزاهتها إنما هـي البوابة المشروعة للتغيير والطريق الأصوب للوصول إلى نقطة شروع وطنية يقف عند عتبتها جميع العراقيين من أجل تحقيق أدنى شيء من الرضا الوطني على الأقل .
البعض الذي يخون العراقيين لمجرد ذهابهم إلى الانتخابات لاختيار من يجدوا فيه أحقية تمثيلهم بحجة إن هذه الانتخابات لم تأتي بجديد وتعيد ذات الوجوه وذات الأسماء العميلة على شاكلة ( المالكي وهادي العامري وعمار الحكيم وقاسم الأعرجي ) والقائمة طويلة الذين حملوا السلاح يوما ما بالضد من الجيش العراقي وقاتلوا إلى جانب إيران , عليه أن يتذكر , إن لا فرق بين كل هؤلاء وبين الذي يدعي ويتفاخر إنه قاتل الجيش العراقي والدولة العراقية ببندقية ذليلة وضعها على كتفه جلال طلباني , وأخرى سورية تسلمها من ضباط فرع فلسطين للمخابرات السورية ووكلاء المخابرات المصرية والليبية , حيث الجميع في سلة واحده , مادامت القاعدة تقول إن العمالة والخيانة لا تسقط بالتقادم .
drahmadalasadi@gmail.com