تعهدات الحكومة بإنهاء أزمة جرف الصخر يقابلها تشدد من الميليشيات
رهان عراقي على عودة النازحين
العرب/بغداد - تشكك أوساط سياسية عراقية في إمكانية التزام حكومة محمد شياع السوداني بالتزاماتها حيال تسوية أزمة جرف الصخر، في ظل وجود فيتو من بعض القوى الممثلة داخل الإطار التنسيقي لحل هذه القضية المتفاعلة منذ سنوات.
وتقول الأوساط إن قرار إعادة النازحين في جرف الصخر يرتبط أساسا بموقف الميليشيات الشيعية المسيطرة على المنطقة، وأن حكومة السوداني غير قادرة عمليا على فرض سلطتها هناك، وبالتالي فإن التعهدات التي أطلقتها لن تخرج عن دائرة الوعود الكثيرة التي أطلقتها الحكومات المتعاقبة.
وتلفت الأوساط ذاتها إلى أن مسؤولين في الدولة عاجزون عن الدخول إلى المنطقة، التي تحولت إلى أشبه ما يسمى بـ”قاعدة متقدمة” لما يطلق عليه خط “المقاومة”، فكيف بإعادة أهاليها.
وجرف الصخر منطقة زراعية تقع في جنوب العاصمة العراقية وكانت تقطنها غالبية سُنّية قبل أن تصبح خاضعة بشكل كامل للميليشيات الشيعية التي أفرغتها من سكانها ومنعت عودتهم إليها بعد أن طردت عناصر تنظيم داعش منها سنة 2014 وغيّرت اسمها في العام 2016 إلى “جرف النصر”.
ورغم تواتر المطالبات من داخل العراق وخارجه بإعادة السكان إلى منطقتهم والكشف عن مصير المفقودين منهم، إلاّ أن الحكومات العراقية المتعاقبة وقفت عاجزة عن تلبية تلك المطالب.
وتعهدت الحكومة العراقية الخميس بإعادة جميع النازحين العراقيين ومن بينهم نازحو منطقة جرف الصخر في محافظة بابل خلال ستة أشهر، مشددة على اعتزامها إبعاد هذا الملف عن “المزايدات السياسية”.
وقالت وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق خلال مؤتمر صحفي عقدته بمبنى الوزارة في بغداد إن “البرنامج الحكومي الذي صوت عليه مجلس الوزراء ينص على أن تتم إعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية خلال ستة أشهر، ضمنهم النازحون في جرف الصخر”.
وأضافت فائق أن “هناك نقطة هامة سبق وأكدنا عليها وهي ضرورة النأي بملف النازحين عن المزايدات السياسية وعدم استخدام هذه القضية الإنسانية في الدعاية الشخصية وخصوصا فيما يتعلق بملف النازحين بالعويسات وبزيبز وجرف الصخر”.
وقالت إنه “تم خلال فترة قصيرة عقد لقاء مع القوى السياسية التي أعطت موافقة مسبقة على إعادة النازحين إلى جرف الصخر بالاتفاق سياسي”، مضيفة “نحن حددنا أعداد العوائل التي ترغب في العودة وتم تدقيقها أمنيا”.
وذكرت أن “ما يتراوح بين 500 و700 عائلة جاهزة ومدققة أمنيا تم تسليم أسمائها إلى الجهات المعنية من أجل أن تتم إعادتها إلى جرف الصخر”. وأكدت “نحن الآن بانتظار الضوء الأخضر من الأجهزة الأمنية لإعادة العوائل إلى مناطقها الأصلية وهذا ما يكمل عمل الوزارة”.
ولا تبدو المؤشرات إيجابية حيال إمكانية الحصول على هذا الضوء الأخضر الذي تنتظره الحكومة، في ظل مواقف تصعيدية تجددت في الآونة الأخيرة من عدد من القوى والميليشيات الشيعية.
واستنكر القيادي في الإطار التنسيقي والرئيس السابق لكتلة بدر النيابية حسن الكعبي الذي يعرف بأبوصادق الحلي مؤخرا تجدد الحديث عن عودة النازحين إلى جرف الصخر.
وقال الكعبي في تصريحات لوسائل إعلام محلية “هناك عشرات العبوات في المنطقة ولا زال الإرهابيون يهاجمون قوات الحشد المتمركزة فيها”.
وتساءل القيادي في منظمة بدر “كيف نعيد النازحين إليها”. وأضاف الكعبي أن “الإرهابيين فجروا جميع منازل المواطنين في الجرف فكيف نعود بالأهالي إلى المناطق هل ننصب خياما لهم؟”.